تامر شاهين يكتب: القـاتـلةُ بـرودًا

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2013 03:13 م
تامر شاهين يكتب: القـاتـلةُ بـرودًا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلس فى حديقة منزله المليئة بالشجيراتْ، مستمتعًا بالشمس الباعثة للّفحاتْ، قابعًا فوق ما أسقطت الأشجار من وريقات، هائمًا فى جمال ألوان الزهرات.

تخطى الستين ببضع سنواتْ، أدرك من آماله ما أدرك وفاته ما قد فاتْ، تذّكر ما مر به من صعوبات، أحلام وآمال ومشكلات، غادر وطنه محملاً بالأمنيات، متوجهًا إلى ما أسماها بلاد الحضارات، راسمًا على طريق الحياة خطوات، عمل وكدّ واجتهد ولم يَنَل راحاتْ، ثار وانطفأ وجاب ساحات، لم تَغِبْ عنه أخبار وطنه القاسياتْ، عاش من عاش من أقربائه ومات من ماتْ، لم يُعِرْ اهتماماً وأسماها تفاهاتْ، واليوم بعد أن دهسه الدهرُ وفاتْ، أدرك أنه لم ينل السعادة فى أى من اللحظات، لم يدركها فى الأموال المكتنزات، ولم يرها فى النساء الفاتنات.

اشتاق كثيرًا لأصدقائه والحكايات، وافتقد أقاربه والسهرات، حنّ لأرضه وبلده والحارات. عرف أنه لن يملك الغايات، وعرف أنه سينتهى إلى الممات، هب واقفًا وأصدر القرارات، فلأموتنّ إذن تحت سماء بلادى العاليات، ولأُدفَننّ تحت أراضيها الطيباتْ.

يا أيتها الغربة القاتلةُ برودًا لسنواتْ، اتركينى أعود لبلادى العزيزات، فلا سعادة عندك ولا مفرحات، فأنا من ضيّعت عمرى سعيًا وراء ترهات، سأعود لبلادى حتمًا كفانى ما قد فات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة