لنا فى جنوب أفريقيا أكبر مثل وعظة للخروج من أزمتنا... فقد اشتعلت الفتن واستبد الظلم.. وبين ليلة وضحاها خرج مانديلا من سجنه.. لتخرج معه ملايين الأحلام المكتومة والحقوق الضائعة ولتتعالى الصيحات والمطالب ولتطفو على السطح رائحة الانتقام ... فما كان من الرجل العظيم إلا أن أطفأ نار الفتنة وأعلن العفو والمصالحة عن طريق إنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة والتى تقوم فكرتها على أنه كل من اعترف بخطاياه وجرائمه ورد ما أخذه بدون وجه حق يتم الصفح عنه ونسيان الماضى، وفتح صفحة جديدة.. وبهذا استطاع مانديلا أن يستوعب المجتمع الذى انقسم ما بين متعطش للانتقام وبين متحفز لإفشال مانديلا... استطاع الرجل فحكمة وذكاء أن يعيد نسيج الوطن إلى وحدته... ولم تخلو الساحة من معارضين ومنتقدين له ولحكمه، من هنا وهناك.. لكن الرجل لم يأبه طالما أنه سلك الطريق الصحيح.. وسانده الأغلبية حتى إنه ومع خروجه من الرئاسة وعند تسليم كرسى السلطة لمن يخلفه قال (احرص على ألا تستغل منصبك للتخلص من خصومك، وعليك الالتزام بالأرضية المشتركة رغم خلافات الرأى ...)
أعلم أن البعض لن يعجبه كلامى ولكننى أظن أن الأنسب لمصر الآن هو المصالحة فقد وصلت الأمور من الفتنة والحقد والكراهية لبعضنا البعض لما لا يطيقة عاقل أو محب لهذه البلد.
نريد من الرئيس مرسى أن يلبس عباءة مانديلا فقد يكون فى ذلك خروج من الأزمة الاقتصادية ودرءا للفتنة الطائفية وبداية للجمهورية الثانية.. نريد مرسى مانديلا بالنكهة المصرية والتعاليم الدينية المعتدلة التى غابت لعقود عنا حتى أنستنا أننا أمة الرحمة والعفو والاعتدال..أمة وسطا.. مجرد رأى.
