وصف قراء صحيفة الباييس الأسبانية ملك أسبانيا "خوان كارلوس" بأنه مثل رؤساء العالم العربى الذين تم خلعهم من منصبهم خلال الربيع العربى، وطالبوا برحيله بعدما علقوا على خطاب الملك الأسبانى فى عيد الميلاد المجيد بكلمة "ارحل" .
أشارت الباييس إلى تراجع شعبية الملك بشكل كبير، لافتة إلى أن خوان كارلوس يحاول الآن تحديث التواصل مع الرأى العام الأسبانى لكى يمحو عن نفسه وعن المؤسسة الملكية الصورة السلبية التى أصبحت تلازمه خلال عام 2012 بسبب الفضائح المالية والأزمة الاقتصادية وقضايا الفساد وارتفاع نسبة البطالة.
وكان الملك الأسبانى قام فى خطابه السنوى بمناسبة عيد الميلاد المجيد بدعوة شعبه إلى التمسك بالوحدة الوطنية للتغلب على الأزمة المالية التى تمر بها البلاد فى الوقت الراهن، قائلا "لقد حان الوقت لعمل كل شىء ممكن لالتئام الجروح "، فى إشارة منه إلى الأزمة الاقتصادية الحالية.
وعلى غرار تونس وقيام الشاب محمد البوعزيزى بإضرام النار فى جسده تعبيرا عن غضبه على بطالته والذى أدى إلى اندلاع شرارة المظاهرات فى يوم 8 ديسمبر 2010 وخروج آلاف التونسيين الرافضين لأوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم، فقد تكرر نفس هذا المشهد مع رجلين أسبان أصيب بحروق بالغة بعد محاولته إحراق نفسه قرب مدينة مالجا جنوب أسبانيا، حيث عثر رجال الشرطة على الرجل البالغ من العمر 63 عاما، وهو يعانى من حروق خطيرة، وذلك فى محاولة للانتحار قرب سيارة محترقة على طريق سريع، وتم نقله إلى مستشفى كالوس هايا، فضلا عن آخر يبلغ 57 عاما، حرق نفسه فى محاولة للانتحار ووفقا لأحد الشهود فإن الرجل عاطل عن العمل ويواجه مشاكل مالية، كما أن هناك عددا من الأشخاص العاطلين عن العمل والمهددين بالطرد من مساكنهم أقدموا على الانتحار خلال الأشهر الماضية فى أسبانيا، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها البلاد، والخطة التقشفية الشديدة التى تثير انتقادات متزايدة.
وهناك تشابه كبيرا فى أسباب اندلاع الثورة التونسية وما يحدث الآن فى إسبانيا حيث ارتفاع نسبة البطالة التى تؤدى إلى المزيد من حالات الانتحار بسبب الأزمة المالية، وتفاقم حالات الفساد داخل النظام الحاكم سواء فى تونس أو فى إسبانيا حيث تورط صهره فى الاختلاس ورحلة الصيد التى قام بها الملك إلى بوتسوانا فى إبريل الماضى، حيث تعرض لموجة من الانتقادات بسبب هذه الرحلة وتم عزله من الصندوق العالمى لحماية الحياة البرية وهو المنصب الذى كان يشغله منذ 1968.
وبدأ تراجع شعبية العائلة المالكة فى إسبانيا منذ هذه الرحلة والتى تم تصويره خلالها وهو يقف وبيده بندقية إلى جانب فيل نافق، وجاء رد الفعل إزاء رحلة الملك سيئا من جانب الأسبان الذين يكافحون للتغلب على أزمة اقتصادية جعلت شخصا بين كل أربعة عاطلا عن العمل، ما جعل العديد من السياسيين والمعلقين يصفون الرحلة بأنها "عبث "، خاصة وأن الشعب الإسبانى لم يكن على علم
ولم بأن الملك كان خارج البلاد حتى ابلغهم القصر بأن فخذه تعرض لكسر اثر السقوط فى مخيم فى بوتسوانا، وقد سافر الملك إلى الدولة الواقعة فى جنوب القارة الأفريقية مع أصدقاء أغنياء نقلوه إلى هناك فى طائرة خاصة. وتردد أن رجل أعمال سعودى تكفل بدفع نفقات الرحلة.
وكانت صحيفة الباييس الإسبانية قالت فيما قبل إن الملكية تواجه أكبر تحدى لها منذ 1981 مشيرة إلى أن تاريخ الانقلاب العسكرى فاشل، خاصة وأن نسبة البطالة وصلت إلى أكثر من 25% وهى الأعلى من نوعها فى دول الاتحاد الأوروبى.
وفى هذا السياق اعتبر ألفريدو بوش الناطق باسم اليسار الجمهورى الكتالونى المكون لحكومة كاتالونيا أن "الملك يندد بما يعتبره الانفصال فى وقت لم يتم انتخابه ولا تتم محاسبته أمام البرلمان"، مطالبا أن يكون مثل ملكة بريطانيا إيزابيلا الثانية التى وافقت على إجراء استفتاء المصير فى اسكوتلندا، كما اعتبر جاسبار جاماساريز نائب عن اليسار الموحد أن "خوان كارلوس فقد صفة الوسيط عندما بدأ ينحاز لأطراف سياسية على حساب أخرى"، موضحا "كان الأجدر أن يتحدث عن الشفافية خاصة ما يجرى فى بيته من تورط صهره فى الاختلاس وكذلك رحلة الصيد التى قام بها إلى بوتسوانا".
تراجع شعبية ملك أسبانيا.. قراء "الباييس" يعلقون على خطاب كارلوس بـ"ارحل"
الأربعاء، 09 يناير 2013 02:04 م
خوان كارلوس ملك أسبانيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة