قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إن الجدران والحواجز الأسمنتية العازلة التى أقامتها قوات الأمن والجيش مرارا فى المناطق المجاورة لميدان التحرير، نتيجة للمظاهرات الاحتجاجية العديدة التى شهدتها البلاد منذ تنحى مبارك فى فبراير عام 2011، وأيضا عند قصر الاتحادية الشهر الماضى، قد أصبحت من مظاهر الحياة العادية الجديدة فى القاهرة، كما أنها أصبحت رمزا للأزمة السياسية فى مصر، حسبما يقول أحد الخبراء الهندسيين.
وتنقل الصحيفة عن نجاتى عمر، المخطط الهندسى المعمارى، قوله إن هذه الجدران تدل على قواعد اللعبة بين الشعب والسلطات فى إعادة المفاوضات لفترة ما بعد الثورة، فالشعب يضع الشروط والسلطات ترد فقط ببناء الجدران.
وتقول تايم، إن الجهاز الأمنى الضخم الذى أنشأه مبارك تعرض لشلل مؤقت أثناء ثورة 25 يناير بسبب الاحتجاجات، إلا أنه لم يختف تماما، وكذلك لم تنته المظالم التى كانت سببا فى اندلاع الثورة كالفقر ووحشية الشرطة وغياب الديمقراطية فى المؤسسات المدنية، لكن ما تغير هو موقف المصريين تجاه السلطة، فالحكومة لم يعد بإمكانها منع المظاهرات حتى العنيفة منها، فلجأت بدلا من ذلك إلى فصل المتظاهرين عن المؤسسات الحكومية والسفارات بالجدران العازلة.
وتنقل الصحيفة عن محمد الشهيد الذى يدرس التخطيط الحضرى فى جامعة نيويورك قوله، إن هذه الجدران تعنى تهربا تاما من التعامل مع القضايا، وأضاف، لقد كان هناك جهازا أمنيا قويا فى عهد مبارك كان يهدئ الأمور قبل أن تتحول إلى احتجاجات، لكن الاحتجاجات الآن أصبحت مجرد مسألة حياة، ويبدو أن الجدران العازلة حل لها فى الوقت الراهن.
ويتابع الشهيد قائلا، إنه لا يوجد جديد بشأن استخدام هذه التكتيكات المعوقة التى تلجأ إليها الحكومات لاحتواء التمرد، فالسلطات الفرنسية بنت جدران فى الجزائر لخنق الحركة المناهضة للاستعمار هناك فى فترة الخمسينيات، كما أقامت إسرائيل جدارا عازلا يخترق طول الضفة الغربية، والجيش الأمريكى قسم بغداد بجدران خراسانية، وقد بدأت الحكومة المصرية استخدام الجدران والحواجز المعدنية لحماية المبانى الحكومية من تفجر الغضب الشعبى فى أواخر السبعينيات بسبب سياسات الرئيس الراحل أنور السادات الاقتصادية والتى لم تكن تحظى بشعبية.
تايم: الجدران العازلة فى القاهرة أصبحت رمزا للأزمة السياسية
الأربعاء، 09 يناير 2013 11:50 ص