بكين: اتهامات الغرب حول بيع الصين أدوية مقلدة لأفريقيا "افتراءات"

الأربعاء، 09 يناير 2013 02:52 م
بكين: اتهامات الغرب حول بيع الصين أدوية مقلدة لأفريقيا "افتراءات" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ
بكين أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصفت الصين مزاعم واتهامات بعض وسائل الإعلام الغربية مؤخرا ببيع أدوية مقلدة إلى القارة الأفريقية بأنه عار تماما عن الصحة ومحض إفتراءات، مؤكدة حرصها البالغ على تعزيز تعاونها الصحى والطبى مع أفريقيا من خلال مساعدتها فى تحسين نظم الرعاية الصحية وتدريب الأطباء وإمدادها بالأدوية اللازمة مشددة على أنها تعمل بمبدأ "الزيف ليس من شيم الكرام" .

وذكر تقرير أذيع بوسائل الإعلام الصينية المحلية اليوم الأربعاء "أن وابل الهجمات الموجهة ضد الصين بدأت بمزاعم صحيفة (الجارديان) البريطانية فى أواخر ديسمبر الماضى، بأن الصين تصدر كميات كبيرة من الأدوية المقلدة أو غير المطابقة للمواصفات الخاصة بعلاج الملاريا إلى كل من أوغندا وتنزانيا .

ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ هذا الاتهام مؤكدة أنه لا أساس له وأن الحكومة الصينية تجرى تعاونا حثيثا مع البلدان الأفريقية فى المجال الطبى، وتلعب دورا هاما فى تعزيز الرعاية الصحية للشعوب الأفريقية. ولفتت الخارجية الصينية إلى أن الجانب الصينى يولى دوما اهتماما كبيرا بسلامة الأدوية، ويكافح بصرامة تصنيع وبيع الأدوية المقلدة، ويتمسك بتطبيق قواعد منظمة الصحة العالمية بشأن الأدوية المصدرة، كما نفى مدير قسم المعونة الأجنبية بوزارة التجارة الصينية تشو تشنغ هونغ هذه المزاعم أيضا، وقال إن "الأدوية الصينية المصدرة تخضع لعملية تفتيش صارمة فى جميع مراحلها للحيلولة دون ظهور مشكلات من هذا القبيل".


من ناحية أخرى، ذكر تقرير لوكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) أن أدوية علاج الملاريا تدخل الأسواق الأفريقية عبر طريقتين: الأولى تتمثل فى المساعدات الاقتصادية والطبية التى تقدمها الحكومة الصينية للبلدان الأفريقية، والثانية عبر التجارة الخارجية، وهو ما يتطلب إدارة صارمة من الجانبين المورد والمتلقى .

ونقل التقرير عن روبرت موبيجى الصيدلى فى مستشفى الصداقة الصينية - الأوغندية قوله "إن الأدوية الرئيسية المستخدمة فى المستشفى صينية، وإن معظم الأوغنديين يفضلون الأدوية الصينية نظرا لفعاليتها الممتازة والاطمئنان لاستخدامها".

وأضافت الوكالة الصينية أنه "دحضا للاتهامات فإن الأدوية الموجهة إلى الأسواق الخارجية لابد أن تسجل مسبقا فى مصلحة الدولة للرقابة على الأغذية والعقاقير فى الصين كى تحصل على تراخيص الإنتاج، ثم تجرى عملية الإنتاج فى مختبرات تحمل شهادات جودة، كما أن العقاقير تحصل قبل تصديرها على شهادة تسجيل وموافقة من بلد المقصد، وهى عملية صارمة وبالغة التعقيد".

وقال مدير مكتب مكافحة الملاريا فى دولة تنزانيا محمد على - فى تصريح لوكالة الأنباء الصينية - إن الشركات التنزانية المسجلة فى البلاد تحصل على شهادة تصدير تكون سارية المفعول لمدة 5 سنوات، وإذا ما انتهت لابد من خضوعها لإجراءات التسجيل مرة أخرى، وبالتالى تحرص تلك الشركات على سلامة معاملاتها .

كما قال الطبيب مكارثى بوروما الذى يعمل فى مستشفى (برنارد) بمدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا إنه زار بعض الدول الأفريقية الموبوءة بالملاريا، ووجد أن المرضى تتحسن حالتهم باستخدام دواء الأرتيميسينين الذى طورته الصين .

وقالت سو لى نائبة مدير شركة (قوى لين) الصينية لإنتاج الأدوية "إن شركات غربية كانت تحتكر سوق الدواء فى أفريقيا، وتقدم منتجاتها الباهظة الثمن، ولكن ثمة تغيير حدث فى الأعوام الأخيرة، إذ بدأت الشركات الصينية للصناعات الدوائية فى تصدير أدوية بجودة ممتازة وأسعار رخيصة إلى أفريقيا وساعدت فى تخفيف أزمة نقص
الدواء، ولذا، سحبت الشركات الصينية البساط من تحت أقدام الشركات الغربية واحتلت منتجاتها حصة كبيرة فى الأسواق الإفريقية".

وفى تفسيرها حول ما قالته صحيفة (الجارديان) بأن هذه الأدوية رديئة الجودة شأنها شأن أجهزة محمول وملابس صنعت فى الصين، رأت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) أن صحيفة الجارديان تشتهر بالأسلوب النقدى ومعظم قرائها من المثقفين والشباب، لهذا ليس من الغريب أن تنشر تقارير هجومية مثل (الأدوية المقلدة) لتجذب
القراء فى ظل المنافسة العنيفة بين وسائل الإعلام الورقية.

وعلى الجانب الآخر، نقلت الوكالة عن صحيفة (إلجين جرابوير) فى جنوب أفريقيا "إن مثل هذه التقارير تذكرنا بسلسلة من التقارير الإعلامية الغربية التى تعمد على تشويه صورة الصين، بما فيها اتهامها بنهب الموارد وتدمير البيئة الطبيعية فى أفريقيا واتباع سياسة استعمارية جديدة فى القارة السوداء، ومن ثم لا فرق بين هذا
الاتهام وما سبقه".

ورأى التقرير "إن استهداف الغرب للصين فى هذه المسألة يرجع إلى تصور شائع لكن غير دقيق فى الغرب بأن الدعم السخى الذى تقدمه الصين لإفريقيا ينطوى عن "أجندة خفية"، ولكن هذا الاستنتاج المجحف والذى يشم منه رائحة المصلحة يعكس عدم ارتياح الغرب للبراعة الاقتصادية المتنامية للصين وصعود وضعها الدولى وعلاقاتها الوثيقة بالدول الإفريقية".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة