قال جلال أمين، رئيس لجنة التحكيم بجائزة الرواية العالمية فى نسختها العربية "البوكر"، إن أعضاء اللجنة يشعرون بالرضا البالغ إذ استطاعوا أن يختاروا قائمة ممتازة من الأعمال الروائية العربية الجديدة، تعبر عن تألق موهبة الروائيين والروائيات العرب وتكشف مواهب جديدة فى مختلف أنحاء الوطن العربى، وأن اللجنة تشعر بالارتياح، لكون الإبداع المتميز لم يكن حكرًا على بلد دون آخر، أو جيل دون آخر.
وقال جوناثان تايلور، رئيس مجلس أمناء الجائزة، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بالعاصمة التونسية مساء اليوم: "يسعدنى أن أرحب بستة روائيين جدد ينضمون إلى رعيل الجائزة من الكُتّاب فى دورتها السادسة، فلقد قامت لجنة التحكيم باختيار هذه الكتب على أساس من تميزها المتفرّد، وإنه لمن دواعى الغبطة أن تضطلع الجائزة بتقديمها إلى الجمهور العالمى من قرّاء الرواية".
هذا وقد أُعلن مساء اليوم، عن أسماء الروائيين الستة الذين أُدرجوا على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013، وهم: سنان أنطون، عن روايته "يا مريم"، وجنى فواز الحسن، عن روايته "أنا وهى والأخريات"، سعود السنعوسى، عن روايته "ساق البامبو"، ومحمد حسن علوان، عن روايته "القندس"، وإبراهيم عيسى، عن روايته "مولانا"، وحسين الواد عن روايته "سعادته السيد الوزير".
وإبراهيم عيسى صحفى مصرى ولد فى 1965، التحق بالعمل فى مجلة روزاليوسف منذ أن كان طالبا فى السنة الأولى من كلية الإعلام، وتولى رئاسة تحرير جريدة الدستور اليومية من 1995 وحتى 1998، ثم فى إصدارها الثانى من 2004، حتى أقاله مالك الجريدة السيد البدوى فى أكتوبر 2010، يعد إبراهيم عيسى أحد أكثر الصحفيين المصريين نشاطا واحتجاجا على ممارسات السلطة السياسية فى مصر٬ ونتيجة لمواقفه أغلقت السلطات ثلاث صحف كان برأس تحريرها، كما صودرت إحدى رواياته "مقتل الرجل الكبير"، نال إبراهيم عيسى عدة جوائز منها جائزة جبران توينى لعام 2008 من الاتحاد العالمى للصحف٬ وجائزة صحفى العام الممنوحة من اتحاد الصحافة الإنجليزية لعام 2010، وجائزة منظمة إنديكس العالمية عام 2011، من رواياته "دم الحسين" (1992)٬ "مريم التجلى الأخير" (1993)٬ "دم على نهد" (1996)٬ "مقتل الرجل الكبير" (1999) و"أشباح وطنية" (2008)، ورغم ترك إبراهيم عيسى لمنصبه فى جريدة الدستور الورقية٬ إلا أنه لا يزال رئيس تحرير موقع "الدستور الأصلى" الذى يعتبر نسخة إلكترونية منفصلة من الجريدة، ويشغل عيسى منصب رئيس تحرير جريدة التحرير من يوليو 2011.
وتروى "مولانا" مسار الشيخ حاتم الشناوى (مولانا) الضيف الدائم للبرنامج التلفزيونى الذى يقدمه أنور عثمان والذى يجيب فيه على أسئلة المشاهدين، يصبح الشيخ حاتم (مولانا)، صاحب الشخصية الظريفة٬ من أكبر الأثرياء نتيجة لاستغلاله إلى أقصى حد الإعلام المرئى، معتمدا على حنكته وعلى إجاباته التى لا تتضمن إلا ما يرضى الجمهور وأمن الدولة بعيدا عن قناعاته الشخصية.
ويتعرض البطل فى مسيرته لتجارب ولمغامرات متنوعة كعلاقته بنشوى المحجبة من رأسها حتى أخمص قدميها والتى يكتشف فيما بعد أنها ممثلة تعمل مع المخابرات، على مدار الرواية تسبر الشخصية أغوار المجتمع المصرى وتكشف بأسلوب هزلى وساخر عن خفايا المجتمع، تتحرك الأشخاص وتنمو فى بيئة فاسدة يطغى عليها الخوف والتجسس والرشوة والتكاذب والتعلق بالمظاهر والقشور.
وسنان أنطون، شاعر وروائى ومترجم ولد فى بغداد عام 1967، له روايتان "إعجام" و"وحدها شجرة الرمان"، وديوان شعر بعنوان "ليل واحد فى كل المدن" والعديد من المقالات بالعربية والإنجليزية.
ترجمت كتاباته إلى الإنجليزية والألمانية والإيطالية والنرويجية والبرتغالية، عاد إلى العراق فى 2003 ليخرج فيلما وثائقيا بعنوان "حول بغداد" عام 2004 عن العراق بعد الديكتاتورية والاحتلال.
ترجم أشعار محمود درويش وسركون بولص وسعدى يوسف وغيرهم إلى الإنجليزية، نشرت ترجمته لكتاب "فى حضرة الغياب" لمحمود درويش باللغة الإنجليزية عام 2011 عن دار آرشيبيلاغو. يعمل أستاذا للأدب العربى فى جامعة نيويورك منذ عام 2005.
و"يا مريم" رؤيتان متناقضتان لشخصيتين من عائلة عراقية مسيحية٬ تجمعهما ظروف البلد تحت سقف واحد فى بغداد، يوسف٬ رجل وحيد فى خريف العمر٬ يرفض أن يترك البيت الذى بناه٬ وعاش فيه نصف قرن٬ ليهاجر، يظل متشبثا بخيوط الأمل وبذكريات ماض سعيد حى فى ذاكرته، مها٬ شابة عصف العنف الطائفى بحياتها٬ فشرد عائلتها وفرقها عنهم لتعيش لاجئة فى بلدها٬ ونزيلة فى بيت يوسف، تنتظر مع زوجها موعد الهجرة عن وطن لا تشعر أنه يريدها، تدور أحداث الرواية فى يوم واحد٬ تتقاطع فيه سرديات الذاكرة الفردية والجماعية مع الواقع٬ ويصطدم فيه الأمل بالقدر٬ عندما يغيّر حدث حياة الشخصيتين إلى الأبد، تثير الرواية أسئلة جريئة وصعبة عن وضع الأقليات فى العراق٬ إذ تبحث إحدى شخصياتها عن عراق كان٬ بينما تحاول الأخرى الهرب من عراق الآن.
وجنى الحسن مولودة فى شمال لبنان عام 1985 ومقيمة حاليا فى بيروت، حاصلة على بكالوريوس وإجازة تعليمية فى الأدب الإنجليزى (2006) وتتابع دراسة الماجستير، نشرت تحقيقات ومقالات فى صحف عدة، كما نشرت نصوصا أدبية وقصصا قصيرة فى ملحق النهار الثقافى، وملحق نوافذ ومجلة البحرين الثقافية.
صدر لها عن جروس برس روايتها الأولى "رغبات محرمة" عام 2009، ونالت عنها جائزة سيمون الحايك فى البترون٬ شمال لبنان، وترجمت مؤخرا كتابا من مطبوعات جامعة أوكسفورد بعنوان "مستقبل التكنولوجيا فى 2030"، تعمل حاليا فى صحيفة "الدايلى ستار" الصادرة باللغة الإنجليزية.
أما عن رواية "أنا٬ هى والأخريات" فتدور حول بطلة الرواية امرأة تدعى "سحر"، تحس سحر بالوحشة والفراغ٬ داخل أسرتها٬ وبعد الزواج٬ أرادت أن تكون صورة مغايرة لأمها٬ فوجدت نفسها تسير فى نفس مسار أمها عندما تزوجت من "سامى"، إذ لم تجد ملاذاً فى الحياة الزوجية إلا فى اصطناع الآخر فى مخيلتها الذى يكملها وجدانيا وفكريا، الرواية تتسم بالابتكار فى بنائها الفنى٬ وتتضمن تحليلا ناجحا لنفسية المرأة، تتميز الرواية بنظرات فلسفية عميقة٬ مع تعاطف إنسانى قوى.
وسعود السنعوسى روائى وصحفى كويتى من مواليد عام 1981، نشر نصوصا فى عدد من الصحف والمجلات فى الكويت منها جريدة الوطن ومجلة العربى ومجلة الكويت ومجلة الأبواب، يعمل حاليا ككاتب فى جريدة القبس، صدرت له روايته الأولى "سجين المرايا" (2010)، فاز بجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب فى القصة والرواية فى دورتها الرابعة عام 2010، وذلك عن رواية "سجين المرايا"، حاز المركز الأول فى مسابقة "قصص على الهواء" التى تنظمها مجلة العربى بالتعاون مع إذاعة الـ"بى بى سى" العربية٬ وذلك عن قصة "البونساى والرجل العجوز" فى يوليو 2011.
وتدور رواية "ساق البامبو" حول "جوزفين" التى تأتى للعمل فى الكويت كخادمة تاركة دراستها وعائلتها٬ التى تعقد آمالها على جوزفين٬ لتضمن لها حياة كريمة٬ بعد أن ضاقت بها السبل، وهناك فى منزل العائلة التى بدأت للتو عملها فى رحابها٬ تتعرف جوزفين على "راشد" الابن الوحيد المدلل لدى الأم "غنيمة" والأب "عيسى"٬ فيقرر الابن الزواج بجوزفين بعد قصة حب قصيرة٬ والشرط أن يبقى الأمر سراً٬ ولكن٬ تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن٬ فتحمل جوزفين بوليدها "خوزيه"٬ عندئذ يتخلى الأب عن الابن الذى لم يبلغ الشهر الثانى من عمره٬ ويرسله إلى بلاد أمه٬ وفى الفلبين٬ يكابد الطفل الفقر وصعوبة الحياة، ويمنى نفسه بالعودة إلى بلاد أبيه حين يبلغ الثامنة عشرة٬ ومن هنا تبدأ الرواية.
و"ساق البامبو" عمل روائى جرىء- كما ذكرت البوكر- يقترب بموضوعية من ظاهرة العمالة الأجنبية فى البلدان العربية٬ ويطرح سؤال الهوية من خلال رصد حياة شاب وُلد لأب كويتى وأم فلبينية والذى يرجع إلى الكويت٬ الأرض "الحلم" أو "الجنة" كما صورتها له والدته منذ كان طفلا.
ومحمد حسن علوان من مواليد الرياض، المملكة العربية السعودية، حامل شهادة ماجستير إدارة الأعمال من جامعة بورتلاند، أوريغون، أصدر أربع روايات بالإضافة إلى القصص القصيرة، يكتب عموداً أسبوعياً لصحيفة سعودية.
وفى "القندس" يخوض بطل الرواية "غالب الوجزى" رحلة عكسية فى تاريخ عائلته يمر خلالها بسيرة ثلاثة أجيال من تاريخ أسرة "الوجزى" التى نشأ فى كنفها نشأة مأزومة بين أبوين منفصلين وإخوة لا يجمع بينهم إلا حيطان البيت، يفر "غالب" من مدينته فى خيبة الأربعين إلى مدينة بعيدة فى هجرة اختيارية يحاول أثناءها ترميم ذاكرته بالقصص المبتورة، مستعينا بحيوان القندس الذى رافقه أثناء رحلات صيد السمك على ضفة نهر ويلامت، تتداخل معه أثناء ذلك علاقته الملتبسة بعشيقته التى ظلت تزوره كلما استطاعت أن تغادر زوجها فى أماكن مختلفة بين مدن العالم لسنوات طويلة.
وحسين الواد أستاذ جامعى باحث٬ من مواليد 1948 بالمكنين٬ تونس، له فى الأدب العربى القديم والحديث والمناهج الحديثة مؤلفات عدّة٬ نذكر منها دراساته للمعرّى فى رسالة الغفران٬ وللمتنبّى والتجربة الجمالية عند العرب٬ وللغة الشعرية عند أبى تمام، وغيرها. وله فى الفن السردى "روائح المدينة" (2010).
و"سعادته السيد الوزير" رواية تحكى تجربة معلّم تونسى أصبح وزيرا على نحو غير متوقع وكيف شاهد خلال توليه لهذا المنصب الفساد المنتشر فى البلاد٬ حتى يقع هو شخصيا فيه، "سعادته السيد الوزير" رواية فضلا عن ذلك غنية بروح الفكاهة٬ وتصف بنجاح العديد من أوجه الضعف الإنسانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة