أعلن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين فى مصر بشكل ملحوظ منذ يونيو 2012، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تسعى مع شركائها فى المجال الإنسانى إلى معالجة المخاوف الرئيسية المرتبطة بحماية هؤلاء اللاجئين.
وأوضح مكتب تنسيق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"، فى بيان وزعه فرع القاهرة، أن الصراع الحالى فى سوريا أدى إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى مصر، بالإضافة إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق.
وأشار مكتب "أوتشا" إلى أنه تم تسجيل 13 ألف شخص لدى المفوضية العليا لشئون اللاجئين بالقاهرة، من بينهم 4 آلاف و261 شخصا بالإسكندرية وألف و265 شخصا بدمياط الجديدة. وتوقع المكتب أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 30 ألف لاجئ مسجل بحلول نهاية يونيو 2013.
ويعتقد أن العدد الفعلى للاجئين السوريين فى مصر أكبر من الأرقام المسجلة، حيث أعلن فى نوفمبر الماضى السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية أن حوالى 100 ألف لاجىء سورى يعيشون فى مصر.. وتجرى السلطات المصرية حاليا مراجعة لتحديث عدد اللاجئين السوريين فى البلاد على نحو أكثر دقة.
وعلى الرغم من أن مصر ليست مجاورة لسوريا، يأتى السوريون بأعداد كبيرة بسبب التكلفة المنخفضة نسبيا للمعيشة بالمقارنة ببعض الدول المجاورة.. كما أن السلطات المصرية سهلت دخولهم مع عدم إشتراط تأشيرة لهم للبقاء فى البلاد.. كما يستطيعون الحصول على الخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية بنفس التكلفة الواقعة على المواطن المصري.
وقد استقر اللاجئون السوريون بمصر فى أنحاء مختلفة من البلاد.. ويشمل ذلك أحياء متعددة فى القاهرة الكبرى مثل الهرم والسادس من أكتوبر والعبور ومدينة الإسكندرية وغيرها من المراكز الحضارية مثل دمياط والسويس وشرم الشيخ.. وهم يميلون إلى البحث عن الإقامة فى الأماكن التى لها خصائص مماثلة لمناطقهم
الأصلية.. على سبيل المثال ، سكان المدن الساحلية من اللاذقية وطرطوس فى سوريا يميلون إلى البحث عن مسكن فى الإسكندرية، بينما يتوافد لاجئون آخرون على أماكن يمكنهم العثور فيها على عمل مثل دمياط.
وحدد تقييم مشترك أجرته المفوضية العليا لشئون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمى واليونيسيف، عدة مخاوف متعلقة بالحماية بين اللاجئين السوريين ويشمل هذا العنف، مثل التحرش والدعارة، والزواج القسري، والتهديدات الأمنية مثل السرقة والاعتداء الجسدي، وسبل المعيشة المتدهورة والمخاوف المتعلقة بحماية الطفل، مع تعرض الكثير منهم لاضطرابات ما بعد الصدمة مما يؤدى إلى معاناة 42% من الأطفال من الخوف المبالغ فيه و25% منهم يشكون من مشاكل فى النوم.
ومع تدهور سبل المعيشة، يعتبر المسكن مصدر قلق بالغ بالنسبة للكثير من اللاجئين السوريين.. وينفق 66\% من السوريين فى القاهرة ما بين 185 و470 دولار أمريكى شهريا ويعانى الكثير منهم من قلة المدخرات ومصادر الدخل التى لاتكفى للوفاء بالتزاماتهم.
وفى الإسكندرية، تقول 74% من الأسر السورية إنه ليس لديهم أى مدخرات على الإطلاق، و90% يقولون إنهم لايملكون مصدرا للدخل.
وعلى الرغم من صدور قرار رئاسى مصرى إلى وزارة التربية والتعليم بتسهيل إلحاق المواطنين السوريين فى نظام التعليم العام، لم يتمكن العديد منهم من القيام بذلك بسبب الصعوبات البيروقراطية.. كما يواجه العديد من الأطفال السوريين، من الذين تمكنوا من اللحاق بالمدارس، أيضا صعوبات تتعلق بالاختلافات فى المناهج الدراسية وطرق التدريس، وحواجز متعلقة باختلاف اللهجة وعدم وجود بيئة مشجعة، مثل إزدحام الفصول الدراسية.
ونتيجة لذلك، بدأت بعض الأسر السورية فى العودة إلى ديارها حتى لاتفوتها السنة الدراسية .. وأغلق 63 من السوريين ملفاتهم مع مفوضية شئون اللاجئين فى نوفمبر الماضى ومن بين الأسباب الرئيسية التى ذكروها عدم قدرتهم على الالتحاق بالمدارس فى مصر وإرتفاع تكلفة السكن.
وأخيرا، هناك أيضا مخاوف متعلقة بعدم قدرة اللاجئين السوريين على تلقى الرعاية الصحية بالمستشفيات العامة.
ومن أجل مواجهة هذه المخاوف المتعلقة بالحماية، تقوم وكالات الامم المتحدة حاليا بدعم الرعاية الصحية الأولية وتلك المرتبطة بالإحالة التخصصية للسوريين من خلال شركائها كاريتاس ومؤسسة المأوى مصر.. ويتلقى سوريون أخرون الرعاية الصحية من خلال شبكة خدمات النقابة الطبية المصرية ومن المرافق الصحية للمجتمع المدنى الأوسع نطاقا.
كما تم إنشاء شبكات أخرى لمساعدة السوريين فى مصر..وقامت منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية دينية مصرية بتقدم مختلف أنواع المساعدة من رواتب شهرية إلى مواد غذائية.. وعلى الرغم من ذلك، مع زيادة عدد الوافدين، تواجه قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على تلبية مستوى الاحتياجات تحديات كبيرة.
وتحسبا لتزايد عدد اللاجئين السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدة فى مصر، عززت المفوضية العليا لشئون اللاجئين بالقاهرة قدرتها على التسجيل من خلال إنشاء مركز تسجيل دائم وإطلاق حملات تسجيل متنقلة بالإسكندرية ودمياط وغيرها من المناطق التى يعتقد أن يتواجد بها لاجئون سوريون.. كما قامت وكالات الأمم المتحدة الاخرى مثل برنامج الاغذية العالمى ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمات غير الحكومية الوطنية
برفع مستويات دعمها أيضا.
وبالفعل، تم إدراج الدعم المقدم للاجئين السوريين فى مصر ضمن خطة الاستجابة الإقليمية المنقحة، والتى تقدر أنه إذا تواصل القتال فى سوريا فإن الرقم الكلى للاجئين فى المنطقة قد يصل الى 1ر1 مليون نسمة بحلول يونيو 2013.. ويسعى إلى تلقى 1 مليار دولار أمريكي.
وبالنسبة لمصر، تشمل خطة الاستجابة الإقليمية المنقحة أنشطة فى مجالات رصد بيئة الحماية ورسم الخرائط وتقييم الاحتياجات، والمساعدة على حماية النساء والأطفال ، والتمثيل القانوني، والدعم النفسى والاجتماعي، والتوزيع النقدى لسداد تكلفة المأوى، وبنود فصل الشتاء، وقسائم الطعام والتدريب المهنى وتحسين فرص
الحصول على التعليم الجيد، وتشكيل شراكات جديدة لتقديم خدمات متكاملة وعالية الجودة للرعاية الصحية.
وفى محاولة لضمان الإدارة المنسقة والفعالة للمعلومات، أنشأت المفوضية بوابة إلكترونية مخصصة للاستجابة الإنسانية اللازمة للاجئين السوريين.. وتقدم البوابة معلومات عن الاستجابة، بما فى ذلك نشرات يومية عن الإحصاءات الخاصة بالسكان اللاجئين، ومعلومات عن الاحتياجات والمناطق المتضررة، والوكالات المعنية،
والأنشطة الجارية لهذه الوكالات، وفى 19 ديسمبر 2012 أطلقت البوابة صفحة مخصصة لمصر.
الأمم المتحدة: ارتفاع ملحوظ فى أعداد اللاجئين السوريين بمصر
الأربعاء، 09 يناير 2013 04:04 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير
بدي اجي عمصر انهد بيتي وخسرت شغلي