أصدقائى قراء (افتح قلبك) أنا اليوم التى سأكتب لكم لأعرض عليكم موقف مر بى، لأستشيركم وأخذ رأيكم حوله، فقد بدأت القصة منذ أكثر من عام، عندما وصلتنى رسالة كالتالى:
اسمى ( أ) شابة فى الثامنة والعشرين من عمرى، حاصلة على مؤهل عالٍ، وعلى قدر متوسط من الجمال، أكتب إليكى أنت بالذات يا دكتورة لأنى أعلم إنك لن ترفضينى مثل الباقين، وستتفهمين رسالتى، ولأنى على يقين من إنك ستساعدينى بإخلاص، وكلى أمل فى إنك لن ترفضى لى طلبى، والذى سأذكره لك فى آخر الرسالة..
قصتى وبدون مقدمات هى إنى (شاذة) منذ عدة سنوات، لم أعانِ من أى خلل نفسى، ولم أكن هكذا منذ الصغر، ولكنى أصبحت كذلك بعد أن انجرفت فى تيار بعض الفتيات المقربات منى أثناء الدراسة، واللواتى اكتشفت أنهن كذلك ومنذ فترة، ودون أن يظهر عليهن أى شىء غريب، فنحن جميعنا عاديات جدا، لا قبيحات ولا مسترجلات، معظمنا من الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة، لم يقصر أهالينا فى تربيتنا، ولم يحرمونا من أى شىء، ولكن الأمر دوما يأتى بالتدريج، بداية بمجرد أحاديث ونكات حول الأمر، ثم بعض التلامس العادى، ثم غير العادى، حتى يصل الأمر إلى علاقة كاملة فى نهاية الأمر، كلنا غير متزوجات، وربما كان هذا هو السبب، فقد يكون تأخر سن الزواج هو الدافع وراء ذلك، ولكنى وبعد فترة اكتشفت أن هناك متزوجات يقمن بهذا الأمر أيضا، ولا يفكرن فى تركه أو الاستغناء عنه، حتى وبعد أن أصبح لهن علاقات زوجية عادية، قد تتعجبين من ذلك يا سيدتى، ولكنها حقيقة، خاصة وفى المجتمعات الخليجية، فلا يمكن أن تتصورى مدى انتشار هذا الأمر بين النساء هناك، لدرجة أنه أصبح له مجتمعاته وأماكنه الخاصة، غير المعلنة رسميا طبعا كما فى أوروبا وأمريكا، ولكنها أماكن معروفة وسهل الوصول إليها بالنسبة لراغبيها.
لن أتعجب اذا كان أصابك الاشمئزاز، فربما تشعرين بالقرف منى، وربما تشفقين على، ولكنى لا أريد منك لا هذا ولا ذاك، ولكنى أريد منك أن تقومى أنت أو أى من زميلاتك الصحفيات بفتح هذا الملف بشكل حقيقى، فبعد أن أصبحت واحدة من بنات هذا المجتمع، قرأت عنه كثيرا، واكتشفت أنه عالم كامل، ونحن لسن بالعدد القليل، سواء فى مصر أو فى لبنان أو فى دول الخليج، أريد منك دراسة الأسباب، ومعرفة الدوافع، وكشف الأمر للمجتمع كله، الذى يصر على دفن رأسه فى الرمال كالعادة، ويفضل ألا يعترف بنا وبوجودنا.
أرسل إليكى لأسألك هل دورك أنت ومثيلاتك من النساء المثقفات فى عالمنا العربى هو مجرد تجاهلنا أنتن أيضا مثل الباقين؟، أليس لنا حق فى أن تعبرن عنا وأن تحاولن فهمنا؟، أليس من حقى أن أطمع فى أن تتناولى قصتى ولو ببضع كلمات فى بابك الخاص؟.. أرجو ألا تتجاهلى طلبى، وألا تهملى رسالتى، وكلى ثقة فيكى..
طبعا صدمتنى الرسالة، وفكرت كثيرا فى كيفية الرد عليها، فكتبت إليها لأخبرها أنى لن أهملها أو أنبذها، ولكنى أريد أن افهم منها لماذا أرسلت لى ؟، هل لمجرد فتح الموضوع وتناوله إعلاميا؟، أم لأنها تريد المساعدة للعلاج وللتخلص من هذه المشكلة؟، فردت على شاكرة لى على ردى، ومؤكدة لى أنها لا تبحث عن خلاص من (الحالة) التى تعيشها الآن، فهى تأقلمت معها، ولكنها فقط تريد منى أن أبحث فى الأمر، وأن أتناوله بشكل من التفصيل المدعم بإحصائيات وأرقام ودراسات، وحوارات مع حالات حقيقية، كما عرضت على أن تكون هى نفسها مصدر للمعلومات، وحالة حية للدراسة.
فرددت عليها مرة أخرى، أنى ربما كنت سأتحمس لمساعدتها لو كانت تريد هى ذلك، لكنى لا أجد أى سبب أو هدف وراء فتح ملف شائك كهذا، خاصة وأنى لا أعمل فى قسم (التحقيقات) مثلا، حتى أصلح لعمل ما تطلبه منى، فردت على قائلة أنها تريد منى ذلك لسببين: الأول هو أن تجد من يتحدث عنها وعن مثيلاتها، ويعبر عن حياتهن، والثانى هو أن تنبه الأخريات للأمر، وكيفية حدوثه، ومن أين يبدأ حتى يتجنبن الوقوع فيه، وبعد تفكير فى كل هذه المراسلات، وفى الدوافع والنوايا التى قد تكون وراءها، قررت الاعتذار لصاحبة الرسالة، وقلت لها إنى لا أكتب عن شىء إلا عندما يكون لى هدف أو رسالة ما أريد إيصالها من ورائه، وبكل صراحة أنا لا أجد لدى أى جديد أو مهم لأقوله بهذا الصدد، لهذا فأنا لست بالشخص المناسب لتحقيق مطلبها، فما كان من صاحبة الرسالة العزيزة إلا أنها أرسلت لى تتعجب من قهر النساء لأخواتهن النساء، تماما كما يفعل معهن الرجال، فهى لم تكن تتوقع منى أن أرفض طلبها كما فعل قبلى الكثيرون والكثيرات.
ثم تزامن ذلك مع موقف محزن مر بى أنا شخصيا، وهو وفاة إحدى زميلاتى القدامى فى الدراسة، فى حادث أليم، هزنى الخبر، وأثر بى مشهد والديها وزوجها وأطفالها، مما جعلنى أفكر فى حياتى وحياتها، والحياة عموما بطريقة مختلفة عما قبل، ولا أدرى لماذا قفزت فتاتنا (صاحبة الرسالة) فى رأسى أثناء العزاء، فعدت من هذا الموقف العصيب لأكتب إليها، الرسالة التالية:
أنا لسه راجعة من عزاء واحدة صديقتى شابة فى الثلاثينات، كانت زميلتى فى الكلية، وكانت شاطرة وأتعينت معيدة، وكانت جميلة ما شاء الله ماتت امبارح فى حادثة عربية، الدكتور فى المستشفى بيقول إن جسمها ما فيهوش حته سليمة لكن سبحان الله بعد ما كفنوها وقبل ما يغطوا وشها وشها سليم ولسه بنفس جمالها وشكلها وكأنها مبتسمة وراضية، ربنا يرحمها ويصبر أهلها لكن حسن الخاتمة دى حاجة مش سهلة أبدا اللهم ارزقها وارزقنى وارزقك حسن الخاتمة وأن نلقى الله راضين مستبشرين فرحين بلقائه أنا مش باعتة لك رسالة وعظ وإرشاد لكن معرفش ليه وأنا فى العزاء افتكرتك حسيت أنه يمكن ربنا خلاكى تراسلينى عشان دى تكون بداية طريقك فى ترك الأمر ده،
اكرر مرة تانية أنا لا شيخة ولا أجيد الوعظ أنا إنسانة ضعيفة زيى زيك بالضبط لكن نفسى أساعدك عشان تساعدى نفسك لعل الله يرضى عنا كلنا فكرى كويس فى كلامى وردى عليا )ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون( سلام.
وانقطعت المراسلات بيننا تماما بعد ذلك، توقعت أنها نفرت من رسالتى الأخيرة، لأنها اعتقدت أنى سأعيش عليها دور (الدروشة)، وسأعمد إلى ترهيبها من الموت والنار والقبر وغيرهم لتخاف وتعود عما تفعل، الشىء الذى فعله قبلى كثيرون مع كثيرات مثلها من قبل، لكنى لم أرسل إليها تلك الرسالة إلا لأخبرها بما حدث بالفعل، وهو أنى تذكرتها هى ودونا عن كل من راسلونى من قبل فى هذا الموقف بالذات، فوددت أن أنقل لها شعورى وتفكيرى، وليحدث ما يحدث بعد ذلك.
ثم كان أن وصلتنى رسالة من صديقتنا مرة أخرى منذ بضعة أيام، وبعد انقطاع ما يقرب من العام، تقول لى فيها: كم تمنيت أن تكونى أكثر قربا وتفهما، كم وددت أن نكون أصدقاء حتى ولو لم تلبِ لى طلبى، ولكنك كنتى عنيفة وقاسية معى بغير وجه حق، ولكنى لا زلت أقرأ لك وأعجب بآرائك.. والآن أسأل نفسى وأسألكم أصدقائى القراء، هل حقا كنت قاسية وعنيفة معها؟، هل يفهم من ردودى عليها أنى أرفضها أو ألفظها؟، هل وصلكم من كلماتى لها نفس الإحساس بـ(القهر أو الاضطهاد أو التجاهل) كما تقول صديقتنا؟.. سامحينى صديقتى لأنى لم أتعاطف معك، ولم ألمس فى رسالتك شىء مفيد لك أو لغيرك لأنشرها وأتحدث عنها، فأنتى حتى لا ترين إنك فى مشكلة، ولا تدركين حجم الكارثة، ولا تطلبين المساعدة أو الحل، كل ما طلبتيه هو أن أناقش الموضوع وأن أجعله محلا للدراسة، وأنا لم استجب لطلبك لأنى لا أعرف ما الفائدة من وراء ذلك، ولا أشعر بأن الأمر سيساعد حقا بأى شكل من الأشكال، لكنى لم أرفضك ولم أنفر من رسالتك، ولن افعل، حتى يبقى بيننا الباب مفتوحا اذا أردتى المساعدة للتخلص مما أنت فية حقا.
أما عن سبب نشرى لهذا الموضوع الآن، فهو أنى وجدت أنه من واجبى أن أقول لصديقتنا هذه ولمثيلاتها كلمة واحدة.. وهى وكما يقو ل المثل (كل حى بيتعلق من عرقوبه)، أى أننا كلنا سنلقى الله فرادى، يسألنا عن أعمالنا وعن اختياراتنا فى الحياة وحدنا، ولن يكون شيوع الفاحشة عذرا، أو انتشار الرذيلة ذريعة، لن يكون تأخر سن الزواج _كما قالت صديقتنا_ سببا وجيها، ولن يكون عموم البلوى دافعا مقبولا حينها.
فحتى لو فتحت أنا أو غيرى هذا الملف، وحتى لو أثبتت الإحصائيات أن الأمر أصبح أكثر شيوعاً مما نعتقد، وأن معتنقاته أصبحن أكثر مما يصل إليه خيالنا، وأنهن من مختلف بقاع الوطن العربى، والعالم أجمع، وأن الأمر أصبح مقبولاً بل وعادياً لدى الغرب.. لن يغير كل هذا فى شىء، لن يكون أى من هذا مبررا فى يوم ما.. صديقتى ليس عليكى الحديث بلسان الأخريات، ولا القلق بشأن مشاعر غيرك، فكرى فى ما هو أهم وأخطر من ذلك، اقلقى بشأن نفسك، وبشأن اليوم الذى سينتهى فيه كل هذا.
أتمنى أن تصل رسالتى إلى قلبك، لأنها حقا خرجت من قلبى.. فى انتظار مساعدتك فى أى وقت.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. رسالة منى أنا
الأربعاء، 09 يناير 2013 03:50 م
هبة ياسين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed awad
خيرا مافعلت يادكتوره
عدد الردود 0
بواسطة:
nashwa
رد
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر احمد
النصح والارشاد
عدد الردود 0
بواسطة:
عاليا
علم النفس
عدد الردود 0
بواسطة:
mido dubai
الاقتناع
عدد الردود 0
بواسطة:
elkhashab
باللين يادكتورة
عدد الردود 0
بواسطة:
maha
ربنا قنا شر الفتن
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت
ببساطة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سعيد
اتمنى افيدك زى ما استفدنا من حضرتك كتير
عدد الردود 0
بواسطة:
اذكروا اللة كثيرا
استغفروا اللة ثم توبوا الية -يرسل السماء عليكم مدررا و يرزقكم باموال و بنين و يجعل لكم جنا