مرسى" على خطى "مبارك" فى عدم حضور احتفالات أعياد الميلاد.. كهنة يرسلون رسائل حزن وعتاب للمخلوع لعدم مشاركته.. وسعادة غامرة للأقباط بتهنئة مرسى عقب تخوفهم من تطبيق فتوى "تحريم معايدة مسيحيى مصر"

6 يناير 2012 ليلة احتفالات الأقباط بالعام الميلادى الجديد لم تتغير ملامحها فى مصر من جانب حضور رئيس الجمهورية ففى العام الماضى أوفد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، السيد سعيد كمال زادة، كبير أمناء رئاسة الجمهورية إلى كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية لتقديم التهنئة إلى قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والأقباط الأرثوذكس بعيد الميلاد المجيد وحضور الاحتفال المقام بها، واكتفى مبارك بالاتصال بالبابا شنودة هنأه خلاله قداسة البابا وأقباط مصر بعيد الميلاد المجيد.

وسار على نفس النهج الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، وأوفد السفير رفاعة الطهطاوى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية لحضور قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقصية فى العباسية، كما أجرى اتصالات هاتفية ببعض قيادات الطوائف المسيحية فى مصر وهم الدكتور القس صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية، والأنبا يوحنا قلته النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك فى مصر، والدكتور رفيق حبيب المفكر والكاتب المعروف، ومنير حنا أنيس مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقى"، هنأهم فيها بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، كما تضمنت الاتصالات، التأكيد على وحدة الوطن بمسلميه ومسيحييه، كما حمّلهم تهنئته الشخصية وتهنئة الشعب المصرى للأخوة المسيحيين المغتربين بالخارج.

ففى حالة مبارك وعدم حضوره القداس انتابت الأقباط حالة من الحزن والأسى لعدم حضوره القداس رغم حضوره افتتاح المشروعات وغير ذلك ولا يشارك أكثر من 10 ملايين مواطن مصرى فرحتهم بأعياد الميلاد المجيد، وعلق على ذلك القمص جبرائيل عبد المسيح كاهن كنيستى الملاك ميخائيل والشهداء بالكشح وقتها، حيث نشر فى عدد من مجلة الكرازة المرقصية رسالة طويلة للرئيس مبارك تحت عنوان "حان وقت المعاتبات"، وبدأ رسالته قائلا: "يعز علينا سيادة الرئيس موقفكم تجاه الكنيسة القبطية، ولذلك نعاتب سيادتكم بكل أمانة وحب وكلنا أمل أن نرى تغييرا من أجل راحة أبنائك المسيحيين وسلامتهم لأنهم يحبون سيادتكم بإخلاص سائرين بحسب كلام الإنجيل "رئيس شعبك لا تقل فيه سوء" بل وتعلمنا الكنيسة أن نصلى من أجل رئيس جمهوريتنا وتطلب بأن يعطيه الله حكمة وعدل وأن تخضع له جميع شعوب الأرض، ومع كل هذه الصلوات التى تنفرد بها كنيستنا وكل هذا الحب نراكم تعطون اهتماما ملحوظة بالأزهر ورجاله أكثر من اهتمامكم بالكنيسة ورجالها فى العديد من المناسبات الدينية بل وافتتاحكم للكثير من المعاهد والكليات الدينية والمشروعات الأزهرية دون الكنيسة"، وأضاف،" هل هناك يا سيادة الرئيس معوقات تمنع زيارتكم، أعاتبكم لأنه لو كان ضمن مستشاريك مسيحى واحد يؤخذ برأيه لأشار عليكم بهذه الزيارة التى تضمد جروح المسيحيين، ولكننا نعرف أنه لا يوجد مستشار مسيحى واحد يعمل مع سيادتكم".

وتساءل عن سر غياب مبارك عن مائدة الوحدة الوطنية التى يقيمها البابا شنودة على الرغم أن هذه المناسبات كما قال هو تقرب بين المسلمين والمسيحيين وتقضى على الفتن، واستنكر القمص على مبارك عدم زيارته للبابا شنودة فى مرضه وعقب عودته من رحلاته العلاجية كما فعل كل الناس على الرغم من أن البابا شنودة لم يقصر فى زيارة مبارك بعد نجاته من حادثة الاغتيال فى أديس أبابا وقتها.

وعلى النقيض تماماً ورغم تصرف مرسى كمبارك تماماً وأنابه أحد رجال البلاط الجمهورى لحضور القداس، إلا أن كان للأقباط رأياً آخر ربما أثر فيه صعود الإخوان لمنصة الحكم، وخوفهم من الاضطهاد عقب ممارسات لا شأن لها بالمسلمين والإسلام وانتشرت تطالب بعدم تهنئة الأقباط بعيدهم، وفور علمهم بإنابة مرسى للطهطاوى لحضور عيد الميلاد وتهنئته لكل الأقباط بالداخل والخارج سيطرت حالة من السعادة والفرح على الأقباط وأبناء الجالية المصرية الأقباط فى الولايات المتحدة الأمريكية عقب تهنئة الرئيس محمد مرسى للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وأعربوا الأقباط عن سعادتهم واطمئنانهم لإنابة مرسى لمحمد رفاعة الطهطاوى رئيس ديوان رئيس الجمهورية لحضور قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية الأرثوذكسية فى العباسية، موضحين أن ما قام به الرئيس مرسى يفند النبأ الذى تناقلته بعض وسائل الإعلام لأهداف معروفة وعنونته بـ"فتوى تحريم معايدة مسيحيى مصر الأقباط".

وقال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، إن هذه هى المرة الأولى التى سيحضر بها عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقصية بالعباسية، كما أن هذه هى المرة الأولى التى سيتم الاحتفال بها بعيد الميلاد فى حضور رئيس منتخب من قبل الشعب المصرى، وحول حضور الرئيس محمد مرسى من عدمه قال إن الرئيس لديه مسئوليات كبيرة ومتعددة ويتم الترحيب به فى أى وقت كان أو فى أى مناسبة لأنه رمز مصر.