مجلة أمريكية: سيناء مشكلة أوباما الكبرى فى مصر خلال السنوات الأربع المقبلة.. وتدعو واشنطن للضغط على مرسى لتأسيس قنوات اتصال مباشرة مع إسرائيل لإدارة أى أزمة تحدث عن هجوم إرهابى كبير محتمل فى سيناء

الثلاثاء، 08 يناير 2013 01:12 م
مجلة أمريكية: سيناء مشكلة أوباما الكبرى فى مصر خلال السنوات الأربع المقبلة.. وتدعو واشنطن للضغط على مرسى لتأسيس قنوات اتصال مباشرة مع إسرائيل لإدارة أى أزمة تحدث عن هجوم إرهابى كبير محتمل فى سيناء صورة ارشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصفت مجلة "ذى أتلانتك" الأمريكية سيناء بأنها تمثل مشكلة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الكبرى فى مصر، وقالت إن شبه الجزيرة الممتدة على حدود إسرائيل تمثل مخاطر ملحة، وأيضًا فرصًا محتملة للمصالح الأمريكية فى المنطقة.

وفى تقرير كتبه إريك تراجر، الخبير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، رأت الصحيفة أن المشكلات السياسية والاقتصادية المتصاعدة فى مصر ستسبب الكثير من "الصداع السياسى" لإدارة أوباما خلال السنوات الأربع المقبلة، لكن على المدى القصير سيتعين على واشنطن أن تواجه خطرًا أكثر إلحاحًا، وهو حدوث هجوم إرهابى كبير فى سناء يسفر عن أزمة أمنية بين مصر وإسرائيل، وربما يستخدمه الإخوان المسلمون، الذين يحكمون الآن فى مصر، كذريعة لخفض مستوى العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، وربما إلغاء اتفاقية السلام، موضحًا أنه "لمنع هذه النتيجة يجب أن تضغط واشنطن فورًا على الرئيس محمد مرسى لتأسيس قنوات اتصال مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، لتضمن أن يدار هذا النوع من الأزمات بشكل مسئول".

وأوضحت المجلة أن وقوع هجوم إرهابى منبثق من سيناء يمكن أن يعرض العلاقات المصرية الإسرائيلية للخطر، ليس بالاقتراح النظرى، ولكنه أمر لا مفر منه بالنظر إلى عدم الاستقرار الشديد فى سيناء، قائلة، "لقد ملأت الجماعات الإرهابية، ومن بينها تنظيم القاعدة، الفراغ الأمنى فى شبه الجزيرة بعد الثورة، حيث أصبحت شمال سيناء ملاذا لشن 15 هجومًا على خط أنابيب الغاز إلى إسرائيل والأردن منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، وفى الوقت نفسه حاول الإرهابيون استخدام سيناء كقاعدة لشن هجمات على إسرائيل لتحقيق هدف مزدوج هو قتل الإسرائيليين وإشعال مواجهة دبلوماسية بين مصر وإسرائيل".

ومضت الصحيفة قائلة، إن التهديد بهذا النوع من الهجوم الإرهابى الكبير يظل قائمًا بشكل كبير بعد هجوم رفح فى أغسطس الماضى، الذى أدى إلى مقتل 16 من جنود حرس الحدود، إلا أن ظهور الإخوان المسلمين باعتبارهم الطبقة الحاكمة الجديدة فى مصر جعل إدارة هذا النوع من الأزمات أكثر تحديًا، فعلى العكس من المجلس العسكرى يرفض الإخوان الحفاظ على علاقات سياسية مع إسرائيل، وأبدوا مرارًا عزمهم على تعديل اتفاقية السلام ولو من جانب واحد.

والأكثر من ذلك، كما تقول المجلة، إن الإخوان استخدموا هجمات سيناء مرتين كذريعة للمطالبة بإنهاء العلاقات المصرية الإسرائيلية، وشاركوا فى مظاهرات ضد استمرار العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل عقب حادث مقتل الجنود المصريين فى أغسطس 2011، وحادث رفح الذى حمل البعض مسئوليته للموساد الإسرائيلى.

ورأت "ذا أتلانتك" أن الحد من احتمال وقوع مثل هذا الحادث يتطلب وضع استراتيجية أمنية جديدة لمواجهة الجماعات الإرهابية فى سيناء، ويتطلب أيضاً استراتيجية اقتصادية لتطوير شبه الجزيرة، وتوفير الفرص المشروعة لسكانها، لكن نظرًا للمشكلات السياسية والاقتصادية المتصاعدة فى مصر، فإن هذه الاستراتيجية ربما تستغرق سنوات لتتشكل، وبذلك يصبح ضروريًا فتح قنوات اتصال يمكن من خلالها إدارة الأزمة المصرية الإسرائيلية المقبلة مع احتمال حدوثها فى أى لحظة.

ودعت المجلة الأمريكية إدارة أوباما إلى ضرورة تركيز الضغط على الرئيس مرسى لفتح اتصالات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، وقالت إنه يجب على الإدارة أن تخبر مرسى أن غياب مثل هذه القنوات سيعقد محاولات احتواء أى أزمة بين مصر وسيناء تنبثق من سيناء، بما يهدد الاستقرار الإقليمى ويضر بقدرة الحكومة على جذب الاستثمارات الأجنبية، كما يجب على واشنطن أن تخبر مرسى أيضًا أن المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية هى استثمار فى مصر تحافظ على علاقات سلمية مع جيرانها، وأن الوضع الحالى لا يمكن الدفاع عنه.

وأخيرًا، قالت المجلة يجب أن تقترح الإدارة الأمريكية تعاونًا بين القاهرة وتل أبيب لوقف تدفق الأسلحة بين سيناء وغزة، والذى قد يمثل نقطة بداية لاتصال مباشر بين مرسى وإسرائيل، وينبغى على واشنطن أن تخبر مرسى أن مشاركته فى هذه الجهود ستكون اختبارًا مهمًا بشأن ما إذا كان يجعل المصالح الوطنية أولوية عن العقائد الأيديولوجية.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول، إن الإصرار على تواصل الرئيس مرسى مع إسرائيل لن يؤدى على الأرجح إلى جعل أيديولوجيته المعادية لإسرائيل أكثر اعتدالًا، تمامًا مثلما لم يسفر التواصل الأمريكى مع الإخوان عن تغير جذرى فى نظرتها المعادية للغرب. لكن من خلال التأكيد على المخاطر المرتبطة بالسياسة الحالية، وتطبيق مبدأ العصا والجزرة، فإن الإدارة ربما تكون قادرة على تغيير سلوك الإخوان، وهو أمر ضرورى لو كانت واشنطن تأمل فى حماية السلام الإقليمى فى عصر ما بعد مبارك.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة