أعرب سامح عاشور، نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب عن رفض المحامين العرب التام لمحاولات التدخل الأجنبى فى الشأن العربى ولمحاولات بعض الأطراف الاستقواء بالخارج، منددا فى ذات الوقت، بقيام بعض الفصائل السياسية فى العالم العربى بانتهاج نهج الحوار المسلح واستخدام العنف وقتال من يخالفهم الرأى.
جاء ذلك فى كلمة لعاشور خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المكتب الدائم للأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب اليوم الثلاثاء بمدينة الدار البيضاء بالمغرب والتى تعقد على مدى يومين تحت شعار "من أجل سيادة حكم القانون" ودور المحامين العرب فى تعزيزها والدفاع عنها، والذى يشارك فى أعماله نقباء المحامين العرب وأعضاء المكتب الدائم من كبار المحامين.
وقال عاشور إن المحامين العرب ينحازون للشعوب إذا ما حدث بينها خصومة مع الحكام، داعيا منظمات المجتمع المدنى العربية والدولية ذات الشأن بالقيام بدورها من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية فى سوريا ووقف استبداد النظام الحاكم تجاه شعبه والحيلولة دون التدخل الخارجى فى شئونها أو القيام بأى عمل عسكرى تجاهها.
وأعرب عاشور عن عميق أسفه لكى يصبح الدور العربى بشأن قضية فلسطين التى تمثل القضية المركزية للأمة العربية هو مجرد الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين للحيلولة دون تفاقم الأمور بينهما ودون تحمل الدور المباشر فى الدفاع العادل عن تلك القضية وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
واستنكر عاشور الخلاف الحاد بين حركتى فتح وحماس على مدى السنوات الماضية والذى لعب دورا مباشرا فى عدم التوصل لحل لتلك القضية سواء من خلال نهج المفاوضات الذى اختارته فتح أو نهج الكفاح المسلح الذى رفعته حماس.
وقال إن الشعوب العربية كانت توافق على ألا ينتقص جزءا من حريتها نظير تحقيق الدفاع عن قضية فلسطين وإقرار حقوق شعبها إلا أن العديد من الحكام العرب قاموا بقمع واستبداد شعوبهم دون أن يحركوا ساكنا فى الدفاع عن القضية الفلسطينية أو الدفع قدما بمسيرتها.
ومن جانبه، أكد مصطفى الرميد وزير العدل المغربى أهمية دور المحامين العرب فى تحقيق طموحات الأمة العربية بصفة عامة ودول الربيع العربى بصفة خاصة فى تحقيق الديمقراطية والحرية وترسيخ قيم المساواة والعدل وهى القيم التى من أجلها قامت الثورات فى تلك البلدان.
وأعرب عن أمله فى أن المرحلة القادمة ستشهد تحقيقا لأهداف ومبادئ ثورات الربيع العربى وانطلاق تلك البلدان إلى الأمام مهما كانت الصعوبات والمشكلات التى تواجهها.
وبدوره، أعرب عمر الزين الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عن عميق أسفه لأن يتم عقد تلك الدورة للمحامين العرب فى ظل تفشى لظاهرة ثقافة العنف والاعتداء على الصحفيين ورجال العلم والقضاء وعدم احترام حقوق الإنسان فى العديد من الأقطار العربية.
وقال الزين - فى كلمته أمام الجلسة - "إن العديد من البلدان العربية مازالت تشهد ثقافة عدم الإيمان بسيادة القانون والتدخل فى السلطة القضائية وعدم تنفيذ أحكامها وتفشى ثقافة الخيانة والتبعية ومخالفة المواثيق والمعاهدات الدولية وصرف النظر عن القضية المركزية وهى القضية الفلسطينية، إلى جانب انتشار ثقافة عدم احترام الرأى والرأى الآخر ونشر ثقافة ما يسمى بالفوضى الخلاقة ومخالفة الشرائع السماوية".
ويناقش المحامون العرب عددا من القضايا من أهمها تطورات الأوضاع السياسية فى العالم العربى والتى فى مقدمتها إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وتفعيل قرارات الأمم المتحدة بالاعتراف بها كدولة مراقب، وكذلك تطورات الأوضاع فى سوريا والسودان واليمن وغيرها وأيضا بحث سبل دعم مسيرة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان فى العالم العربى وتعزيز استقلال القضاء ومهمة المحاماة.
كما ستشهد اجتماعات المكتب الدائم إجراء مسابقات بحثية بين شباب المحامين العرب حول مسئولية المحامين فى الخطأ المهنى.
عاشور: المحامون العرب يرفضون التدخل الأجنبى فى الشأن العربى
الثلاثاء، 08 يناير 2013 04:14 م
سامح عاشور نقيب المحامين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة