فيها حاجة حلوة..

طوابير من المتبرعين بالدم أمام مستشفى 57357.. راندة جاءت من الإسكندرية لتلبية الاستغاثة وشباب جمعوا أصدقاءهم لزيارة المستشفى.. د.شريف أبو النجا: الأزمة أثبتت جدعنة المصريين ونحتاج للدم بشكل دائم

الثلاثاء، 08 يناير 2013 07:28 ص
طوابير من المتبرعين بالدم أمام مستشفى 57357.. راندة جاءت من الإسكندرية لتلبية الاستغاثة وشباب جمعوا أصدقاءهم لزيارة المستشفى.. د.شريف أبو النجا: الأزمة أثبتت جدعنة المصريين ونحتاج للدم بشكل دائم متبرعون بالدم أمام مستشفى 57357
كتبت فاطمة خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"فيها حاجة حلوة".. هذه الجملة هى أصدق تعبير ووصف لحال مصر، خاصة حينما ترى مشهد طوابير طويلة من المتبرعين بالدم تقف أمام مستشفى 57357 لسرطان الأطفال، بعد استغاثة عاجلة وجهتها المستشفى للتبرع بالدم على شاشة إحدى الفضائيات، وانتشر الخبر على صفحات التواصل الاجتماعى، بعد نفاذ أكياس الدم لديها، لتثبت فى النهاية أن القصة ليست تبرعا بالدم ولكنها قصة ناس تحب مصر بالرغم من كل الأحداث السياسية والزخم الذى تعيشه مصر.
"اليوم السابع" توجهت لمستشفى 57357 لترصد جدعنة المصريين وشهامتهم.
وبعد أن شاهدنا الطوابير توجهنا إلى الدكتور شريف أبو النجا، مدير مستشفى 57357، ليحدثنا عن قصة التبرع بالدم، وقال: إن المصريين أثبتوا أنهم يحبون مصر بالرغم من كل الأحداث السياسية التى جعلتهم يفقدون الأمل، إلا أنهم بمجرد الدعوة للتبرع بالدم لإنقاذ الأطفال المصابين بالسرطان توجهوا ووقفوا بالطوابير لإنقاذهم بأغلى ما يملكون وهو دمهم.
وأوضح أن المستشفى لا تزال بحاجة للتبرع بالدم ولكن على المدى الطويل وبشكل دائم، لأن صلاحية الدم تنتهى بعد فترة قصيرة، داعياً كل المصريين بأن يتوجهوا ويكونوا متبرعين دائمين للمستشفى.
وأشار إلى أن التبرع بالدم نوعان إما التبرع بالدم لكل الفصائل أو التبرع بالصفائح الدموية التى يحتاجها أطفال السرطان بشدة لوقف النزيف، مضيفاً أن التبرع بالدم لابد وأن يتحول إلى ثقافة لدى المصريين بشكل دائم وعلى المدى الطويل.
وأضاف أن المستشفى خلال الأيام الماضية، حصلت على أكياس الدم من 5 آلاف مصرى توجهوا للتبرع علاوة على توجيه باقى أكياس الدم لوزارة الصحة والمعهد القومى للأورام، مشيراً إلى أن الأحداث السياسية كانت السبب فى أن المصريين لم يتذكروا التبرع بالدم.
وفى جولتنا بالمستشفى التى قمنا بها مع هشام عبد السلام، المسئول الإعلامى لمستشفى 57357، التقينا راندة شعيب، إحدى المتبرعات بالدم، قالت، إنها جاءت من الإسكندرية بهدف التبرع بالدم وإنقاذ أطفال المستشفى بعد أن سمعت بالاستغاثة، كما قامت أيضاً بعمل جولة لزيارة المستشفى بأكملها.
وأضافت: "حاجة مبهرة جداً كمبنى وكأسلوب علاج للمرضى، إحنا فخورين إن عندنا مستشفى زى دى فى مصر، حيث إنها تعتبر أكبر مستشفى أطفال فى العالم من حيث القدرة الاستيعابية للأطفال".
وفى جولتنا أيضاً، التقينا بمجموعة من الشباب الذين جمعوا أصدقائهم لزيارة المستشفى والتبرع لها وكانوا أيضاً يقومون بعمل جولة بها.
وقال هشام عبد السلام، المسئول الإعلامى للمستشفى، إن قصة مستشفى 57357 من بداية إنشائها وحتى الآن قصة ناس تحب مصر ومصريون يحبون بعضهم لكنهم ينتظرون شيئا يتجمعون حوله وهدف يجمعهم، حيث لا يوجد شىء أغلى من دم الإنسان وهو الذى بذله المصريون فى حرب أكتوبر ويبذلونه لأطفال المستشفى.
وأوضح أن المستشفى تأسست منذ عام 2007 بتبرعات المصريين بعد أن جاءت الفكرة للدكتور شريف أبو النجا، الذى كان يعمل بمعهد الأورام وكان يرى آلاف من الحالات تموت بسبب هذا المرض اللعين، فقرر عمل المستشفى التى كان أول من تبرع بها الشيخ الشعراوى بـ50 جنيها شهريا حتى الآن، وبعدها بدأت حملة "تبرع ولو بجنيه"، الحملة الناجحة التى جمعت تبرعات كل المصريين من الفقراء إلى رجال الأعمال، علاوة على أطفال المدارس.

محمد، من بين الأطفال الذين كانوا يتلقون العلاج الكيماوى بمستشفى 57357، كان يجلس مبتسماً على كرسيه منتظراً دوره فى تلقى العلاج.. إذا رأيته لن تدرك أنه مريض بهذا المرض، حيث تشعر أن روحه وبهجته تعبر عن إنسان ملئ بالإيمان بالله ونفس الشعور سوف يتملكك بالنسبة لوالدته.
وقالت منال محمد سمير، أم محمد، إن محمد مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية، واكتشفنا المرض بشكل مفاجئ وجئنا من الفيوم للتقديم بالمستشفى، مضيفة أن "المستشفى هايلة فى كل شىء، ولا ندفع شيئاً فى العلاج أو الدواء أو أى شىء بالمستشفى، وتهتم أيضاً بالعامل النفسى للأطفال ويبذلون أقصى مجهوداتهم معهم".
وأوضحت أم محمد، أن دخول المستشفى ليس بالواسطة كما يشاع، ولكن بمدى وجود سراير فارغة، حيث انتظرت بالمستشفى حتى تجد سريراً لابنها وبعدها تم قبولها.
أم شيماء، كانت أيضاً تحمل رضيعتها التى تبلغ سنة من العمر والتى أصابها مرض السرطان، وجاءت بها من دمياط لتعالجها بمستشفى 57357.
ومن بين زوار المستشفى أيضاً كان الشاعر والإعلامى عبد الرحمن يوسف، الذى أعرب عن إعجابه بالمستشفى وأسلوبها فى علاج الأطفال، والتقى بمدير المستشفى ثم ذهب فى جولة ميدانية بها.
وفى ختام جولتنا بالمستشفى توجهنا إلى بنك الدم، الذى يتبرع به المصريون، والتقينا شريف ممدوح، منسق حملات التبرع بالدم ببنك الدم، الذى أوضح أن لديهم مصدرين للدم هما الزيارات التى تأتى للمستشفى والحملات الخارجية.
وأضاف أن لديهم برنامج لتغيير وتشجيع ثقافة التبرع بالدم بشكل دائم، من خلاله تتم عملية التبرع المنتظم، كما يقومون بعمل زيارات للهيئات والمصالح والشركات للتبرع بالدم، علاوة على فريق للتوعية بأهمية التبرع بالدم لمريض السرطان والدعاية والكشف الطبى على المتبرعين وتحليل أنيميا وقياس للضغط والسكر وارسال نتائج التحاليل لهم على منازلهم بعد 3 أسابيع فى إطار من السرية.
وأوضح أن هدفهم تغيير ثقافة التبرع بالدم، والتأكيد على أن هناك جهات محترمة تستقبل الدم يثق فيها المصريين، مشيراً إلى ضرورة أن يعرف الجميع أن السرطان علاجه هو الدم، ومن ثم فإنه من المهم أن يتوفر الدم بشكل دائم.


























































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة