د. طارق الدسوقى يكتب: التيار الإسلامى وأحزابه السياسية (٣)

سمعت حديثاً على إحدى القنوات الفضائية يتسم بالرزانة والعقلانية من الأستاذ نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور السلفى، كان ذلك قبل الإعلان عن حزب الوطن بقيادة الأستاذ عماد عبد الغفور القيادى السابق والأبرز بحزب النور وبزعامة الشيخ صلاح أبو إسماعيل، فالقيادة فى حزب الوطن ستكون للأستاذ عماد عبد الغفور الذى يمكن أن يترشح مستقبلاً كرئيس للجمهورية، بينما تبقى الزعامة الدينية للشيخ صلاح أبو إسماعيل الذى يعلم أنه لن يجوز له الترشح على الرئاسة ولكن سيظل يلعب الدور الجماهيرى للصعود بحزب الوطن إلى منصة الحكم.

أعود وأقول للأستاذ نادر بكار أرجو منك أن تتحدث بنفس الموضوعية والبساطة عن سبب خروج أعضاء حزب النور من الحزب، ونحن هنا نتحدث عن خروجهم من برنامج الحزب وليس خروجهم عن جماعة المسلمين لا قدر الله، من حقنا أن نفهم لماذا انفصلوا؟ إن ذلك سيجعلنا نفهم أكثر رؤيتكم للأمور والسياسات المستقبلية لحزب النور أو لحزب الوطن، وتأكد أن ذلك سيصب فى مصلحة جميع الأطراف عندما يفهم عامة الناس مثلى ما هى الفوارق بين أحزاب التيار الإسلامى المختلفة؟ نحن العامة ترسخ لدينا موروثات يجب عليكم أن تتعاملوا معها وأن تبذلوا جهداً مضاعفاً مطلوباً فى إفهام الناس تلك الفوارق، غالبية الشعب المصرى يتعاملون معكم كفصيل واحد، فأى ملتحى يعنى بالنسبة له تيارا إسلاميا إخوانيا، وبالكاد يميز لو أن اللحية أكثر طولاً فيقول لا هذا يمكن أن يكون سلفيا!!

هذا الأمر خطير جداً ويتلاعب به الإعلام التجارى ويعمق نظرية التعويم التى تخدم إما الإثارة الإعلامية والربح التجارى أو التشوية السياسى لصالح التيار المدنى ومن الجائز أن يفعل الإعلام ذلك للاثنين معاً.

أعجبنى تبرأ الأستاذ نادر بكار من أفعال وأقوال الشيخ عبد الله بدر، وقال إنه لا يمثل إلا رأيه.. ولكن ياأستاذ نادر كلامك هذا لم يسمعه الكثيرون فى مصر ومازال المصريون يضعون الإسلاميين فى سلة واحدة، وهذا خطأ يجب عليكم أنتم بذل الجهد فى تعريف الناس بأن أصحاب الأسلوب الغير لائق بالدعوة هم لا يمثلون إلا أنفسهم حتى لا يتلقف أصحاب المصالح الشخصية فى الإعلام هذا الحديث المشوش ويلصقونه بكل من هو شريف وذو رأى وأسلوب محترم وراقى فى الدعوة إلى الله.