د. رمضان المحلاوى يكتب: مصرُ ترثى نفسَها

للهِ أشكو من كثيرِ شقائــــــــــــــــــــــى وتسيلُ أنهاراَ دموعُ بكائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
وأبثُهُ حزنى وقلةَ حيلــتـــــــــــــــــــــــــــى فمصيبتى من فعلةِ الأبنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءِ
همْ مزقوا جسدى وقاموا ويلَهم يتناحرونَ همُ على أشلائــــــــــــــــــــــــــــــــــى
ما حيلتى اليوم باعوا كِليَتــــــــــــى والأمس باعوا الشمسَ باعوا هوائى
باعونى باعوا عزهم ووجودهم باعوا تراثَ الأعظمِ الآبـــــــــــــــــــــــــــــــــــاءِ
فرحوا بآلامى وهمِّى إنهــــــــــــــــــــمْ نقشـوا نقوشَ تفرُّقٍ بدمائـــــــــــــــــــــــــــــى
طعنوا جراحى بالخناجرِ إنهـــــــمْ يا ويلهم قد مزَّقوا أحشــــــــــــــــــــــــــائى
وتقاسـموا ما بينهم يا ويلهــــــــــــــمْ وأنا أُصارعُ موتتى أعضـــــــــــــــــــــــــــائى
هل همْ بنيا؟ أنا أشـكُّ فإنهــــــــمْ فاقوا بما فعلوهُ بى أعدائـــــــــــــــــــــــى
داسوا على شرفى.. على مجدى الذى حققتُهُ قد كان ســــــــــرَّ بقائى
وأنا التى فى العالمـينَ تفاخَرَتْ وتعاظمــتْ وتكاثرتْ آلائــــــــــــــــــــــى
وأنا التى القرآنُ قال بأنهـــــــــــمْ فى مأمنٍ مَنْ يدخلون بِنـائـــــــــــــــى
وأنا الذى جندى يقولُ رســـــولُنا همْ خيرُ أجنادٍ هُمُ أبنائــــــــــــــــــــــــى
وأنا التى نيلى الحـياةُ لأنــــــــــــــــهُ يجرى فتجرى فى العــروقِ دمائى
وأنا التى حقاً جميلٌ طقسُها هى قد صفتْ وعلى الدوامِ سمائى
وأنا الجميلةُ والنبيلةُ إننــــــــــــــــى أبهرتُ عينَ المســــــــــــــتهامِ الرائى
وأنا الفخارُ أنا الفنارُ لأننــــــــــــــى نورٌ أضاءَ بعلمِهِ أرجائــــــــــــــــــــــــــــــــى
أنا أزهرٌ أنا مسجدٌ وكنيســـــــــةٌ الكلُّ تحتَ عباءتى أبنـائـــــــــــــــــى
إنِّى أنا قلبُ الخليقةِ إننـــــــــــــى فى الكونِ قلـبٌ دقَّ للأحياءِ
قلبى تمزَّقَ يا بنيا لأنكـــــــــــــــــمْ غلَبَتْ عليكم فتنةُ الأهــــــــواءِ
فإذا توحدتُمْ وصرتمْ عصبــــــــــةً عادتْ إلى بشـاشتى وهنائى
وأعودُ ثانيةً بكاملِ هامتــــــــــــــــى ويطيـبُ لى معكم بنيِّا لقائى