قال الجنرال الأمريكى المتقاعد ستانلى مكريستال، إن الطائرات بلا طيار التى تقوم بمهام الاستطلاع الجوى والهجمات لها أثر إيجابى على القوات الأمريكية، لكن الكثير من الناس يمقتونها بشدة، والإفراط من استخدامها يمكن أن يعرض أهداف واشنطن للخطر.
وقال مكريستال، الذى صاغ استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة تمرد طالبان فى أفغانستان، إن استخدام الطائرات بلا طيار مكنه من تنفيذ مهام بمجموعات أصغر من قوات العمليات الخاصة، لأن "العين الموجودة فى السماء" وفرت دعماً أمنياً.
وأضاف فى مقابلة أجرتها وكالة "رويترز" للأنباء معه، أمس الاثنين، ما يرعبنى من هجمات الطائرات بلا طيار هو كيف يُنظَر لها فى أنحاء العالم، فالاستياء الذى أثاره توجيه أمريكا ضربات بطائرات بلا طيار أكبر كثيرا مما يتصوره المواطن الأمريكى العادى، إنها مكروهة بشدة حتى بين أناس لم يروا واحدة منها قط ولم يروا أثر لإحداها.
وقال مكريستال، إن استخدام هذه الطائرات يزيد من "الشعور بالغطرسة الأمريكية التى تقول: حسنا.. يمكننا أن نحلق فى أى مكان نريده.. يمكننا أن نطلق النار فى أى مكان نريده.. لأننا قادرون على ذلك".
ويرى مكريستال أن الطائرات بلا طيار يجب أن تستخدم فى إطار استراتيجية شاملة، وإذا هدد استخدامها الأهداف الأوسع نطاقا أو أثار مشكلات أكثر مما أوجده من حلول فينبغى التساؤل إن كانت هى الأداة المناسبة.
وأثار اعتماد الرئيس الأمريكى باراك أوباما على هذا النوع من الطائرات ضد تنظيم القاعدة فى أفغانستان وباكستان ومناطق أخرى أسئلة حول استخدامها ومشروعية القتل المستهدف.
ولم تردع الانتقادات الموجهة لهذه الهجمات واشنطن، ورشح أوباما المسئول وراء هذه الحملة، وهو جون برينان كبير مستشارى مكافحة الإرهاب، ليكون المدير القادم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـCIA.
وقال مكريستال، إنه يعرف برينان منذ نحو عشر سنوات، وأشاد باختياره، مضيفا "لقد حاز ثقة أطراف رئيسية أخرى وهذه ميزة مهمة جدا".
وأجريت مع مكريستال سلسلة من المقابلات مع وسائل إعلام للترويج لمذكراته التى صدرت أمس، الاثنين، بعنوان "دورى فى المهمة". وفى الكتاب يتحدث عن عمله العسكرى بما فى ذلك الفترة التى قضاها فى قيادة القوات الأمريكية الخاصة وقيادة القوات الدولية فى أفغانستان.
وكتب مكريستال يقول، إن العام الأول الذى قضاه أوباما فى منصبه اتسم بريبة بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع حول السياسة المتعلقة بالحرب فى أفغانستان.
وقال مكريستال، الذى أصبح أكبر القادة الأمريكيين فى أفغانستان خلال تلك الشهور، إن انتخاب أوباما جاء فى وقت كان يسعى فيه الجنرال ديفيد مكيرنان قائد القوات الدولية آنذاك إلى إرسال 30 ألف جندى إضافى لمواجهة عودة حركة طالبان إلى الساحة، وهو طلب ظل معلقا منذ الصيف السابق.
قال مكريستال فى كتابه الذى يسرد فيه مذكراته "خلال العام الثامن من الحرب فى أفغانستان وجد رئيس جديد نفسه يواجه قرارا له حساسية خاصة من حيث التوقيت".
وأضاف، "شهدت الشهور العشرة التالية انحسارا مؤسفا للثقة بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع، ونبع ذلك أساسا من عملية صنع القرار بشأن أفغانستان، بالنسبة لى بدا هذا غير متعمد من كلا الجانبين، لكن بمرور الوقت كانت تكلفة ذلك باهظة".
وافق أوباما فى البداية على 17 ألف جندى إضافى لكن وزارة الدفاع طالبت مجددا بإرسال أربعة آلاف جندى إضافى. وعندما أصبح مكريستال قائدا للقوات الدولية فى وقت لاحق من ذلك العام قام بعملية إعادة تقييم استراتيجية وطلب 40 ألف جندى إضافى.
ولعبت الريبة المتزايدة دورها فى استقالة مكريستال فى نهاية الأمر. وفى يونيو 2010 تنحى الجنرال بعد أن نشرت مجلة رولينج ستون مقالا بعنوان "الجنرال الجامح" نقلت فيه تصريحات أفراد فى فريق مكريستال يستخفون فيها بكبار مسئولى البيت الأبيض وحلفائهم، وتم استدعاء مكريستال إلى واشنطن حيث استقال.
وخلص تحقيق أجراه مفتش عام وزارة الدفاع إلى أنه ليس كل ما ورد فى المقال حدث بالشكل الذى صوره به وإلى عدم كفاية الأدلة التى تثبت مخالفة أى معايير خاصة بوزارة الدفاع، وتمسكت مجلة رولينج ستون بصحة الموضوع الذى نشرته.
وقال مكريستال إنه لم يذكر تفاصيل فى كتابه عن آخر اجتماعاته مع أوباما لأنه يعتقد أن من المهم عدم الإفصاح عن المحادثة التى جرت بينهما لكنها وصفها بأنها كانت مهنية.
وأضاف، "عرضت عليه أن أقوم بما يراه أفضل بالنسبة للمهمة، قلت إذا كنت تريد منى العودة إلى أفغانستان والعمل.. يسعدنى أن أقوم بذلك.. وإذا كنت تظن أن قبول استقالتى هو الأفضل لهذه القضية وللبلاد.. فلن تكون لدى مشكلة مع ذلك".
جنرال أمريكى متقاعد يحذر من الإسراف فى استخدام الطائرات بلا طيار
الثلاثاء، 08 يناير 2013 12:07 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة