نشر الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بياناًَ صحفياً على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك " يلخص الحوار الذى أجراه الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية مع السيد وولف بتلرز على شبكة cnn الاخبارية.
جاء نص البيان كالأتى:
أكد الرئيس محمد مرسى فى المقابلة، أن مصر ستشهد نقلة اقتصادية وسياسية جديدة بعد أن انتهت من إقرار الدستور الجديد وإعادة ترتيب بعض الحقائب الوزارية فى الحكومة المصرية وانتخاب مجلس نواب.
وقال فى معرض رده على سؤال عن أقباط مصر وحرية ممارسة الشعائر الدينية أن الأقباط هم أبناء هذا الوطن، والجميع متساوون فى الحقوق والواجبات، وأضاف،" أن أبناء مصر لا ينقسمون على الإطلاق بسبب معتقداتهم أو بسبب ممارستهم شعائرهم، وإنما نحن جميعا مصريون"، ولفت الرئيس إلى توجيه التحية صباح الأحد، لكل أبناء مصر من المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وأضاف الرئيس أن حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر التعبدية للمسلمين والمسيحيين مكفولة وفق الدستور، وقال "وللمرة الأولى فى التاريخ تضاف مادة فى الدستور للمسيحيين واليهود المصريين تنص على حقهم فى الرجوع والتحاكم فى شئونهم الخاصة طبقا لشرائعهم المنصوص عليهم فى ديانتهم، وذلك مثلما كانت المادة الثانية تتحدث عن الشريعة الإسلامية فإن المادة الثالثة تتحدث عن حق المسيحيين المصريين واليهود المصريين الكامل فى الرجوع إلى شرائعهم فى شئونهم الخاصة والقانون العام يحكم الجميع بعد ذلك فى باقى المحاور.
وردا على سؤال حول خوف المعارضين من أن تنالهم العقوبة الجنائية والسجن لأرائهم المعارضة، أوضح الرئيس أنه لا مجال للحديث عن العقوبة بسبب النقد على الإطلاق ولا مجال للحديث عن السجن السياسى بعد 25 يناير 2011، وقال إن حرية الرأى مكفولة فى إطار تحقيق المصلحة الكلية للوطن وفى إطار القانون.
وأضاف الرئيس،" ونحن نحترم الجميع ولا مجال للخوف من مثل هذه الأمور على الإطلاق وهذا واجبى، وهذا حق المعارضين ألا يمس أحدهم على الإطلاق بهذه الكيفية فكلنا نعمل فى إطار القانون".
وفى رده على سؤال حول المعارضة فى مصر قال السيد الرئيس، إن الديمقراطية فى مصر والحرية نرعاها جميعا والمعارضة لها كل الاحترام والتقدير فى أن تعبر عن رأيها ووجهة نظرها وأن تكون مشاركا حقيقيا فى الرأى والرؤية والنقد الفعال والبناء، وهذا كله حق مكفول للمعارضة فى مصر".
وأشار إلى أن هناك بعض التصرفات التى قد لا تتفق مع صحيح القانون يعالجها القضاء والقانون ولا يتدخل فيها رئيس الجمهورية، وأضاف،" ليس من حقى أن أتدخل فيما يقوم القضاء به من إجراءات وما يطبق من خلاله أو به القانون"، وتابع،" أنا احترم جدا المعارضة والأحزاب الموجودة ورؤساءها والحركة الشعبية العامة لها كل الاحترام والتقدير، ونحن جميعا نتعاون ونحافظ على مصر الوطن لننتقل وبإرادة المصريين إلى حالة جديدة من الاستقرار فى كل المجالات.. وأشار إلى دعوته لحوار يضم كل ألوان الطيف المصرى وكل المعارضة المصرية وأصحاب الرأى والمتخصصين.
وحول النقد لشخص رئيس الجمهورية وبعض القضايا المرفوعة من بعض الأشخاص ضد المنتقدين لسياسته قال السيد الرئيس:" من ينتقدنى له كل الحق فى ذلك، وإذا كانت هناك بعض الإجراءات القانونية التى رفع بها شكاوى بعض أبناء الشعب المصرى، فهذه مرتبطة بالنيابة العامة والقضاء وليس لى أنا شخصيا لا أبحث أبدا على الإطلاق عن الحقوق بقدر ما أقوم بالواجب على تجاه مصر الشعب والانتقال إلى ما هو أهم".
وتابع،" عموما هؤلاء مصريون لا يمكن أبدا أن ينالهم سوء بسبب آرائهم أو انتقادهم لشخصى وليس هناك مجال للحديث عن السجن بسبب ممارسات سياسية".
وأضاف،" هذه الحرية فى مجال المعارضة أو الإعلام أو ممارسة الديمقراطية لم نكن نمارسها قبل ذلك، فنحن بمرور الوقت نكتسب مساحة جديدة فى الممارسة الديمقراطية والحريات العامة المتاحة ومنها حرية التظاهر والاعتصام مع الحفاظ على مؤسسات الدولة والدولة نفسها وعلى الممتلكات الخاصة والعامة وعدم تعطيل الإنتاج هذه منظومة متكاملة.
وبالتالى أنا أرحب بكل نقد وكل رأى وأدفع الجميع إلى العمل ولا نقف طول الوقت أمام النقد وإلا ستتعطل مسيرة العمل والإنتاج لكن لابد للمعارضة والأغلبية أن يتنافسا فى إطار منظومة ديمقراطية.
واعتبر السيد الرئيس العلاقات المصرية الأمريكية الآن فى وضع جيد وقال،" أنا أتمنى لها المزيد من القوة والاستقرار لتحقيق مصلحة الشعبين المصرى والأمريكى"، وتابع:" أننا نسعى إلى التعاون مع الجميع لتحقيق نهضة علمية واقتصادية وتكنولوجية والشعب الأمريكى والحضارة الأمريكية يمكن أن يكون لهم دور فاعل فى انتقال مصر إلى المرحلة الجديدة".
وأكد على وجود علاقة متوازنة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، والتأسيس لمرحلة جديدة قائمة على الندية فى التعامل وإرادة حرة للجانبين، فيها توازن وتحقيق مصلحة ثنائية، وحرص على السلام فى العالم".
وأشاد بدور الرئيس باراك أوباما "الفعال" فى وقف إطلاق النار على غزة، وقال" أنا مازلت على اتصال مستمر معه وعندما نلتقى سيتسع المقام للحديث عن التعاون فى مختلف المجالات "البحثية والعلمية والصناعية والإنتاجية" وفى الاستثمارات والسياحة التى تحرص مصر على دعمها وزيادة معدلات تدفقها.
وأكد السيد الرئيس ثقته فى أن الرئيس أوباما يشاركه الرغبة فى أن يعم الاستقرار الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن إقرار السلام فى الشرق الأوسط جزء من السلام فى العالم، موضحا أن هذا الملف سيكون حاضرا فى لقائه الرئيس أوباما فى زيارته لأمريكا التى أكد الرئيس أنها ستكون فى الربع الأول من هذا العام.
وأشار إلى أن العلاقات بين مصر ومختلف دول العالم تقوم على الندية والمصالح المشتركة لتحقيق الخير لجميع الشعوب، وأوضح -من خلال هذا المبدأ- أن مصر الآن وهى فى مرحلة النهضة والنمو والانتقال إلى مرحلة الإنتاج والاستقرار الاقتصادى إلى جوار الاستقرار السياسى تحتاج لأصدقائها، لافتا إلى أن أصدقاءها سواء فى أمريكا وأوروبا أو فى الشرق يحتاجون أيضا لمصر أرضًا وموقعًا وشعبًا..
وردا على سؤال حول قرض البنك الدولى، قال الرئيس محمد مرسى،" إن إجراءات القرض من صندوق النقد الدولى IMF ستنتهى فى وقت قريب"، وأشار إلى أن هناك مفاوضات وتعاونا ولكن لا توجد شروط، وتابع الرئيس" وهناك فارق كبير بين التعاون والشروط، فنحن لا نقبل الشروط.. القرض المشروط مرفوض ولكن التعاون فى مجالات متعددة ومنها التعاون الفنى والمعونة الفنية هو المطلوب.
وتابع،" هناك تفهم وإدراك من صندوق النقد الدولى ومن القائمين عليه ومنا أيضا لطبيعة المرحلة ونحن متعاونون وقطعنا شوطا طويلا وأنا أتصور أن هذا التوافق والعون الفنى فى المجالات المختلفة وليس شروط سوف يتحقق خلال الأسابيع القليلة القادمة".
وحول مدى التزام مصر بالمعاهدات والمواثيق التى وقعتها، أكد السيد الرئيس أن مصر تحترم الاتفاقيات والمعاهدات وتحافظ عليها.. ولا مجال لنقدها، وأضاف،" لكن إذا حدث عدم التزام من أى طرف فإن الجميع سيراجعون أنفسهم".
وفى معرض إجابة الرئيس محمد مرسى عن ضرورة وجود قوات لحفظ السلام فى سيناء، قال إن هذه القوات موجودة طبقًا لاتفاقية السلام، مؤكدا رفضه أى تدخل فى الشأن المصرى سواء كان شأنا مدنيا أو سياسيا أو عسكريا، وأكد أن سيناء أرض مصرية و"أمن سيناء جزء لا يتجزأ من الوطن الكبير مصر"، وشدد على أن هذا لا يتعارض مع احترامنا للاتفاقيات الدولية التى وقعتها مصر.
وتناول السيد الرئيس فى حواره مع شبكة CNN الوضع الفلسطينى، مشيرا إلى جهوده فى إجراء مصالحة "جوهرية ولازمة" بين مختلف الفصائل وقال "سأدعم الرأى الذى يتفقون عليه دون تدخل، فلقد وقفت مصر بجوارهم للحصول على طلب عضوية غير دائمة فى الأمم المتحدة، وحينما كان هناك احتمال عدوان على غزة تدخلت مصر بكل قوة وحسم وأيضا بسلام لكى نحفظ السلام ونمنع العدوان عليهم"، مشيرا إلى أن الشعب المصرى يشعر ويقدر معاناة إخوانهم الفلسطينيين.
الرئيس مرسى يشيد بدور أوباما فى وقف إطلاق النار على غزة فى حواره لـ"cnn" ويؤكد: مصر ستشهد نقلة اقتصادية وسياسية بعد إقرار الدستور.. وللمرة الأولى تضاف مادة للمسيحيين واليهود المصريين تنص على حقهم
الثلاثاء، 08 يناير 2013 04:39 ص