اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية باحتفال الأقباط فى مصر وأمريكا بعيد الميلاد، أمس الاثنين، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الأقباط كانوا قلقين على أمنهم مع احتفالهم بأول عيد للميلاد تحت حكم إسلامى، فى الوقت الذى دعا فيه البابا تواضروس الثانى المسيحيين إلى عدم الخوف، بينما شكا البعض منهم من أن حياتهم تحولت من سىء إلى أسوأ فى العامين اللذين تليا الإطاحة بـ"مبارك".
وتابعت الصحيفة قائلة، إنه على الرغم من أن الأقباط اشتكوا من التهميش والتمييز فى ظل حكم مبارك، إلا أن العديد منهم يتهم الرئيس محمد مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين، باختطاف البلاد والسعى لإبعاد المسيحيين تماما. غير أن بعض المسيحيين يقولون، إن التحول الصاخب فى مصر قد جعل مجتمعهم، الصامت منذ زمن طويل، أكثر تسييسا، ومع توقع إجراء الانتخابات البرلمانية، فى غضون الشهرين المقبلين، يقولون إنهم سيواصلون الضغط من أجل حقوقهم فى مواجهة صعود الإسلاميين.
من ناحية أخرى، اهتم موقع صوت أمريكا باحتفال الأقباط فى أمريكا بعيد الميلاد، فى كنيسة سان مارك الأرثوذكسية فى فيرجينيا، وقال إن احتفالهم هذا العام جاء بمشاعر مختلطة، وبمخاوف من عودة المسيحيين إلى وطنهم، حيث قال المصلون فى الكنيسة، إن فرحتهم بالعيد طغت عليها مخاوف بشأن مستقبل أقرانهم الأقباط فى مصر التى يحكم فيها الإسلاميون قبضتهم على الحكومة.
ونقل الموقع عن الأب بيشوى أندراوس، الكاهن الأكبر فى الكنيسة، قوله إن سلامة الأقباط لا تزال مبعث قلق لأننا نسمع بين الحين والآخر عن حدوث حريق فى كنيسة، ومبعث القلق الآخر هو مستقبل مصر بشكل عام، والحرية الدينية بشكل خاص.
ويضيف الأب أندراوس أن الأحداث فى مصر لها بالفعل تأثير مباشر على كنيسته وطائفته فى شمال فيرجينيا، فقد رأينا الكثير من الأقباط قادمين من مصر مؤخرا، وتركوا وراءهم أعمالهم ومصانعهم ومشروعات سياحية، خوفا من مستقبل قاتم.
وتحدثت آمال مانكاريوس، العضو بالكنيسة، عن دعوة بعض السلفيين إلى عدم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، وقالت إن المسلمين اعتادوا أن يشاركونا أعيادنا ويدعمونا فى أحزاننا، فماذا حدث الآن؟
وأعرب الأب أندراوس عن مخاوفه من الدستور الجديد، وقال إن هذا الدستور مصمم للأغلبية، بينما الدستور الجيد والعادل يجب أن يحمى كلا من الأغلبية والأقليات. وأشار إلى أن هذا الدستور يفتقد توازن السلطة. فالرقابة والتوازنات هى التى تبقى على الديمقراطية. لكن تركيز السلطة يعود بمصر إلى أخطاء الماضى فقط مع سيناريو مختلف.
ويعلق قبطى آخر فى فرجينيا، وهو ميشيل عبد المسيح، على الدستور ويقول إن تركيز السلطة فى يد الإسلاميين سىء ليس فقط للأقباط، ولكن للمسلمين أيضا. ويضيف: لقد أراد الأقباط والمسلمون دستورا لكل المصريين لا يغير هوية المجتمع التعددى، والمسيحيون يتطلعون لمستقبل ليس به تمييز أو معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية.
وتقول إذاعة صوت أمريكا، إنه على الرغم من الضغوط التى يواجهها الأقباط فى مصر، إلا أن هناك مؤشرات على التضامن، فنادر تادرس، عضو حزب الدستور، قال إن المحاولات الأخيرة لتهميش الأقباط أتت بردود فعل عكسية، مضيفًا أن المصرين شعروا أن الدعوة لعدم تهنئة الأقباط هراء، وأن الأقباط استقبلوا مزيدا من التهانى بعيد الميلاد فى إظهار للتضامن واستعادة وحدتنا الوطنية.
إذاعة صوت أمريكا: الأقباط فى أمريكا يعربون عن مخاوفهم إزاء مستقبل مصر والحرية الدينية مع احتفالهم بعيد الميلاد.. "واشنطن بوست": التحول الصاخب جعل المجتمع المسيحى الصامت أكثر تسييسًا
الثلاثاء، 08 يناير 2013 12:41 م