أشرف الزهوى يكتب: الإهمال فى بلدى

قضية النظافة فى المصالح الحكومية تحتاج إلى مراجعة شاملة؛ فأغلب مؤسساتنا الحكومية تعانى من الإهمال ولاسيما قطاع المحاكم. أكوام من القمامة تملأ المداخل والأروقة ودورات المياة أصبحت أسوأ حالا من دورات مياه المدارس الابتدائية الحكومية !! ولايمكن قصر المسئولية على عمال النظافة لأن معظمهم يشتكون مر الشكوى من عدم توفير الأدوات التى يستعملونها فى التنظيف. ومعظم المسئولين منذ دخولهم إلى مكاتبهم وحتى وقت الإنصراف لايفكرون لحظة واحدة فى تفقد أحوال المؤسسات التى يقودونها. إنها دعوة لكل المسئولين فى مصر لمراجعة النظافة وحالات الإهمال التى تعشش فى مصالحنا الحكومية. تخصيص نصف ساعة يومية للاعتناء بالنظافة ومعاقبة العامل المهمل أو المقصر ويرتبط بهذا الموضوع قضية خطيرة وهى إهدار المال العام فعندما نترك صنابير المياة دون إصلاح ومصابيح الإنارة دون إغلاق وكميات الأتربة لسنوات دون إزالة يتحول المكان إلى خرابة يتلف فيها كل شىء، وفى بلدى مبنى حكومى جديد تكلف مئات الملايين ولم يستخدم إلا لعدد قليل من السنوات ومع ذلك بدأت حالة الإهمال والفوضى تنال منه فالمراوح معطلة وتالفة والكراسى تفسخت من بعضها ومصابيح الإنارة أصابها العطب ودورات المياه أصبحت قنابل موقوتة تهدد بإحداث شروخ بالمبنى إن عاجلة أو آجلة فاندفاع المياه بقوة كان سببا فى تحطيم خط بارليف المنيع فى حرب أكتوبر أخشى أن يكون سببا ثانيا فى تصدع مؤسساتنا الحالية التى تكلفت المليارات وكبدت جيوب المصريين الكثير. دعونا نفكر فى حل سلبياتنا الداخلية وحالات الإهمال وإهدار المال العام لننطلق منها نحو التطوير الشامل فلا أصدق ذلك المسئول الذى يتحدث عن الأخذ بوسائل التقنية الحديثة وإدخال أفضل الأجهزة فى مؤسسته ثم أجد أكوام القمامة تحاصر مكتبه. لا تدعو حالة الانهماك فى العمل تنسينا النظــــــافة.