لاجئو "الزعترى" يحولون خيامهم إلى أكشاك ومقاهى تكيفا مع الواقع

الإثنين، 07 يناير 2013 11:14 ص
لاجئو "الزعترى" يحولون خيامهم إلى أكشاك ومقاهى تكيفا مع الواقع لاجئو مخيم الزعترى
مخيم الزعترى (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع استمرار النزاع، وفقدان أمل العودة قريباً إلى سوريا، يعمل اللاجئون السوريون فى مخيم الزعترى، شمال الأردن، على التكيف مع الواقع، عبر تحويل خيامهم إلى أكشاك ومقاهى لتأمين بعض الدخل فى مواجهة ظروف معيشتهم القاسية.

وعلى جانبى الطريق الرئيسى للمخيم، الذى يعيش فيه أكثر من 62 ألف لاجئ فى منطقة نائية متاخمة للحدود مع سوريا، حوّل عشرات اللاجئين خيامهم الصغيرة إلى أكشاك حملت أسماء "الثورة" و"الحرية"، يبيعون فيها الخضروات والفواكه والمياه والخبز والفلافل والبهارات والملابس المستعملة والمواد الكهربائية والسجائر والحلويات والشيكولاتة، كما حول البعض خيامهم إلى مقاهى وصالونات حلاقة فى الطريق الرئيسى للمخيم الذى غص بمئات اللاجئين الذين يعملون جاهدين على استعادة الشعور بالحياة الطبيعية التى باتوا يفتقدونها.

وقال وائل جبر، (26 عاما)، وهو بائع خضروات، "كان لابد أن نعمل شيئاً وألا نجلس مكتوفى الأيدى طوال الوقت فى خيامنا بانتظار المصير المجهول". وأضاف، "لا أحد يريد الإقامة فى مكان بائس كهذا، لكن لا خيار لنا سوى التحمل والتكيف مع الواقع حتى يفرجها الله".

وأضاف "جبر"، وهو من قرية الطيبة، جنوب دمشق، "هذه الأكشاك التى بدأت تفتح منذ أكثر من شهرين بثت الحياة فى المكان". وأوضح أن "على المنظمات الدولية أن تقدم المزيد من المساعدات، وأن تكون أكثر سخاء معنا لنتمكن من أن نحيا حياة كريمة"، مشيراً إلى أن "غالبية النازحين إلى الأردن من النساء والأطفال، ويأتون فى أغلب الأحيان بالملابس التى عليهم، بلا مال أو ممتلكات، فكيف يتوقعون منهم أن يتدبروا أمورهم بأنفسهم؟".

ويعمل فتيان سوريون، تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما، شتى المهن لإعالة عائلاتهم فى المخيم. ويبدو أحمد (15 عاما) منهمكاً فى بيع شرائح الهاتف المحمول، عارضا على المارة بضاعته وعلى وجهه ابتسامة عريضة.

ويقول أحمد، وهو يحمل لافتة صغيرة كتب عليها أسماء بطاقات الهاتف التى يبيعها، إنه يعطى فى آخر النهار كل ما يكسبه لوالده لتأمين احتياجات عائلته المكونة من سبعة أفراد مع جده وجدته.

وبعيداً عن السوق، تعمل العائلات بوسائلها البسيطة على مواجهة فصل الشتاء فى المخيم الواقع فى محافظة المفرق فى منطقة صحراوية.

ويقول نسيم محمود، البالغ من العمر 35 عاما، والذى كان يقوم بتثبيت أعمدة خيمته كى لا تنتزعها رياح الشتاء القوية، "أحاول أن أحافظ على الخيمة دافئة قدر المستطاع حتى لا يمرض طفلاى".

ويقول محمود، وهو موظف حكومى وأب لطفلين فر من حمص، وسط سوريا، إلى الأردن قبل نحو ثلاثة أشهر، "لا نعرف كم من الوقت سيدوم هذا النزاع، لذلك علينا أن نتكيف، بصراحة نحن نخاف أن نرجع طالما أن النظام لا يزال قائما".

ويشعر الكثير من اللاجئين أنهم متروكون. ويقول عصام إبراهيم، القادم من درعا بجنوب سوريا، على بعد أربعة كلم عن الحدود الأردنية، وهو جالس على التراب خارج خيمته، "هربنا من القصف والدمار والموت ولم نفكر فى عدو آخر متربص بنا اسمه الشتاء".

ويشكو اللاجئون من البرد القارس، وعدم كفاية المساعدات المخصصة لهم، خصوصا الأغطية والفرش والملابس الشتوية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة