قال الجنرال المتقاعد ستانلى مكريستال فى كتاب جديد إن العام الأول الذى قضاه الرئيس باراك أوباما فى منصبه، اتسم بريبة بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع حول السياسة المتعلقة بالحرب فى أفغانستان.
وقال مكريستال الذى أصبح أكبر القادة الأمريكيين فى أفغانستان خلال تلك الشهور أن انتخاب أوباما جاء فى وقت كان يسعى فيه الجنرال ديفيد مكيرنان قائد القوات الدولية آنذاك إلى إرسال 30 ألف جندى إضافى، لمواجهة عودة حركة طالبان إلى الساحة، وهو طلب ظل معلقا منذ الصيف السابق.
قال مكريستال فى كتابه الجديد "دورى فى المهمة" الذى يسرد فيه مذكراته "خلال العام الثامن من الحرب فى أفغانستان وجد رئيس جديد نفسه يواجه قرارا له حساسية خاصة من حيث التوقيت".
وأضاف فى كتابه "شهدت الشهور العشرة التالية انحسارا مؤسفا للثقة بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع، ونبع ذلك أساسا من عملية صنع القرار بشأن أفغانستان، بالنسبة لى بدا هذا غير متعمد من كلا الجانبين، لكن بمرور الوقت كانت تكلفة ذلك باهظة".
ولعبت الريبة المتزايدة دورها فى استقالة مكريستال فى نهاية الأمر، وفى يونيو 2010 تنحى الجنرال بعد أن نشرت مجلة رولينج ستين مقالا بعنوان "الجنرال الجامح" نقلت فيه تصريحات أفراد فى فريق مكريستال يستخفون فيها بكبار مسئولى البيت الأبيض وحلفائهم، وتم استدعاء مكريستال إلى واشنطن حيث استقال.
وخلص تحقيق أجراه مفتش عام وزارة الدفاع إلى أنه ليس كل ما ورد فى المقال حدث بالشكل الذى صوره به، وإلى عدم كفاية الأدلة التى تثبت مخالفة أى معايير خاصة بوزارة الدفاع. وتمسكت مجلة رولينج ستون بصحة الموضوع الذى نشرته.
وتتيح هذه المذكرات التى تصدر اليوم الاثنين أول تقييم من مكريستال للأحداث التى أدت إلى استقالته. وهى تسرد كيف أن الجيش الأمريكى فى أفغانستان وجد صعوبة بالغة فى وضع استراتيجية تحقق النجاح فى وقت تعاود فيه طالبان الظهور على الساحة، كما تتحدث عن الافتقار إلى الخبرة فى البيت الأبيض المتشكك فى جدوى الحرب، والذى يشعر بحساسية إزاء النقد.
ويصور الجنرال نفسه بأنه كان حسن النية لكنه كان بطيئا فى فهم الحساسيات السياسية لدى الإدارة الأمريكية. وقال إنه كان يريد أن يعمل بمعزل عن الضغوط السياسية قدر المستطاع.
وتطرح المذكرات فى الأسواق فى وقت يشهد تحولا فى الحرب ساعدت استراتيجية مكريستال على إحداثه، وفى وقت من المقرر أن يزور فيه الرئيس الأفغانى حامد كرزاى واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع أوباما.
ويحاول البلدان التوصل إلى اتفاق حول طبيعة وجود القوات الأمريكية بعد عام 2014، وهو وقت انسحاب أغلب القوات القتالية، وتسليم المسئولية الأمنية لقوات الجيش والشرطة الأفغانية.
وتبحث الإدارة الأمريكية حاليا الإبقاء على قوة يتراوح قوامها بين ثلاثة آلاف وتسعة آلاف جندى للقيام بمهام تتصل بالتدريب ومكافحة الإرهاب فور انسحاب أغلب القوات القتالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة