رأى الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك أن الرئيس السورى بشار الأسد أراد من خلال خطابه فى دار الأوبرا السورية أمس أن يوجه كلمة لجيشه وأن يبعث برسالة واضحة إلى أبناء شعبه مفادها: "أن الجيش سيظل حجر الزاوية للسلطة فى البلاد".
واستدل فيسك على طرحه هذا بالإشارة إلى اللوحة التى ظهرت وراء الأسد بينما كان يلقى خطابه المكونة من صور لمئات "الشهداء" من الجيش النظامى ممزوجة بألوان العلم السورى: الأسود والأحمر والأبيض فى مشهد أقرب إلى المشهد المسرحى، فضلا عن التحية التى وجهها الرئيس السورى لجيشه والإشادة التى منحه إياها بالقول مرارا "ضباط" و"جنود بواسل" دون الإتيان على ذكر حزبه البعثى.
وعقد الكاتب البريطانى - فى مقال أوردته صحيفة (الإندبندنت) البريطانية اليوم الاثنين- مقارنة بين خطاب الأسد بقاعة الأوبرا أمس بخطاب الزعيم الألمانى الراحل أدولف هتلر فى دار الأوبرا "كرول" بالعاصمة الألمانية برلين، والذى وصفه بأهم خطاباته.
وأردف فيسك يقول: "بينما أعلن هتلر خلال خطابه الحرب على الولايات المتحدة، واصل الأسد حربه على ما وصفهم ب"الإرهابيين المسلحين"، مشيرا إلى أن شكل الاختلاف بين الرجلين هو أن الأسد بعيد كل البعد عن جنون العظمة والملل التى اشتهرت بهما خطابات هتلر وإن وجده معارضوه كذلك.
وأضاف: "تضمن خطاب الأسد بعضا من الخيوط الدالة، والمثيرة للاهتمام عما يدور داخل أروقة قصر الرئاسة، كذلك انطوت إشارته إلى معركة رأس العين فى محافظة الحسكة السورية على أهمية ودلالة، نظرا لأن طرفى النزاع الصغير الذى شهدته هذه المنطقة تمثلا فى أفراد من حزب الاتحاد الديمقراطى الكردستانى الذى يميل إلى عقد تحالف مع النظام، وبين جنود الجيش السورى الحر وحلفائه الذين عمدوا إلى إقصاء بل وفى بعض الأحيان ازدراء الأكراد على حد قول الكاتب، إذ امتدح الأسد فى خطابه أصدقائه السوريين من غير العرب.
فيسك: الأسد أكد أن جيشه سيظل حجر الزاوية للسلطة فى سوريا
الإثنين، 07 يناير 2013 11:58 ص
روبرت فيسك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة