لك الله يا مصر كم أصبحت مهيضة الجناح، مكسورة الكبرياء احترامك وقدرك مستباح، على يد أبنائك قبل أعدائك. لقد هالنى وأفزعنى التهديد بحرق مصر، إن لم تتحقق طلبات بسيطة.. يا الله هل أصبحت مصر رخيصة إلى هذا الحد؟!
ألا يكفى الحرائق المشتعلة يوميا فى الشوارع والميادين وعلى الطرقات الخارجية وأمام الوزارات والمبانى الحكومية، والحادبين على مصر يقولون: إن وراء ذلك الفلول. هدفهم بعد فشلهم التشويش وشل قدرة أصحاب القرار عن التفكير والتدبير فتقع البلاد فى فوضى. ومصر هى المتضررة وهم يدركون ذلك ومع هذا يستمرون، ويعلنون فى الإعلام أن هدفهم مصلحة مصر، ويجيشون الجيوش ويحشدون التيارات الشعبية والكهربائية والهوائية لتعصف بمصر وتصعقها حتى يخلو الكرسى لهم .
تبا لهذا الكرسى الذى يسطر الصراع عليه نصف تاريخ العرب! وعلى جانبى يديه جمجمتان بدلاً من الأسدين، وحشوته من أحشاء الغلابة، وجلده من جلود أبناء الشعب، وأرجله من عظامهم وموضع أحذية من يجلسون عليه من هاماتهم، ومع هذا لا يضعونهم فى اعتبارهم
ارحموا مصر يا من تعشقون الكرسى حتى لا تخربوها لتجلسوا على تلها.
