وأرسل مجموعة من خبراء البيئة فى المحافظة وأساتذة الجامعة والعاملين فى جهاز شئون البيئة والاتحاد النوعى للجمعيات العاملة فى مجال البيئة بالدقهلية استغاثة عاجلة للإيميل الشخصى لمستشار الرئاسة لشئون البيئة الدكتور خالد علم الدين للتدخل الفورى، لمنع كارثة تجريف الكثبان الرملية التى تحمى الدلتا ببيع 1202576(ما يزيد على مليون ومأتى ألف) متر مكعب من الرمال الزائدة على مساحة 303 أفدنة فى الأراضى المملوكة للدولة والواقعة بين جمعيتى الأمل وأبو ماضى شمال قلابشو.
وأكد الخبراء فى رسالتهم لعلم الدين، أنه فى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن قضية التغيرات المناخية وانعقاد المؤتمرات للتباحث من أجل تحقيق أفضل سبل للتخفيف من أثار هذه المشكلة والتكيف مع مظاهرها الكارثية التى تهدد كثير من دول العالم التى منها مصر، وخاصة دلتا النيل التى يتهددها شبح الغرق نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر، خاصة مع استمرار العديد من الأنشطة البشرية الغير رشيدة، والتى قد تعجل من هذ السيناريو تم الإعلان عن مزاد لبيع ونقل 1202576 متر مكعب من تجمعات الكثبان الرملية الساحلية التى حبى بها الله المنطقة كموانع طبيعية سوف تحمى هذه المنطقة من الدلتا من الغرق أو حتى سوف تؤجل حدوث هذا الكابوس إن حدث لا قدر الله.
وأشارت الرسالة إلى أنه تمت مخاطبة السكرتير العام لمحافظة الدقهلية، عماد الدين الفقى بضرورة وقف هذا المزاد، وتم شرح الأسباب، وحصلت اليوم السابع على نسخة من هذه الخطابات، وطالبوا علم الدين بالتدخل بقرار فوقى لوقف هذا المزاد، لأن تجريف وإزالة تلك الكثبان الرملية من الأنشطة البشرية الضارة المغيرة للطبيعة الجغرافية، وأن تلك التلال من الموانع الطبيعية للآثار السلبية لظاهرة التغير المناخى التى تهدد الدلتا بالغرق، علما بأن منطقة قلابشو من المناطق الساحلية فى شمال الدقهلية، وأكثر من ثلث مساحتها منسوب مستواه منخفض ومعرض للغرق، كما أن الكتلة الطبيعية لتلك التلال بالمناطق الساحلية الشمالية وبتأثير وزنها، يؤدى إلى الضغط على طبقات الأرض الجوفية، فتقاوم تسرب المياه إلى داخل الدلتا، وإزالة الكثبان الرملية يتعارض مع الاتفاقية الدولية كيوتو للتغيرات المناخية التى وقعت عليها الحكومة المصرية، وأشاروا إلى أن خبرتهم فى التعامل مع المحافظة، تؤكد بأنهم لن يكترثوا بخطابهم.
ونوه خبراء البيئة فى استغاثتهم لعلم الدين، أنه سبق وتم مخاطبة السيد اللواء صلاح المعداوى محافظة الدقهلية فى 5 يونيو2012، بأن الإدارة المركزية لجهاز شئون البيئة لإقليم شرق الدلتا بالمنصورة، قد قامت بإعداد دراسة للمنطقة الساحلية بمنطقة قلابشو مستندة على العديد من الدراسات السابقة المتعلقة بذات الموضوع، وذلك للتعرف على مدى تأثرها بمظاهر التغيرات المناخية، وقد انتهت الدراسة إلى أن المنطقة قد يواجهها العديد من المخاطر الطبيعية التى تهدد استدامة مشروعات التنمية بها، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من الأنشطة البشرية الغير مدروسة والغير مخطط لها بطريقة علمية، والتى ستعجل من هذه المخاطر وعلى رأس هذه الممارسات إزالة الكثبان الرملية، والتى تعتبر موانع طبيعية تحمى المنطقة من الغرق مستقبلا، مما سيزيد من مشكلة غزو مياه البحر لليابسة، وذلك للعديد من الأسباب والمبررات التى أوردناها فى خطابنا السابق، حيث تتعرض أجزاء كبيرة من المنطقة الساحلية المقترحة لمخاطر تأكل الشواطئ بمعدلات تتراوح بين 3- 8م/ سنة، بالإضافة إلى تتعرض المنطقة لمخاطر غزو مياه البحر نتيجة لارتفاع مستوى المياه بالبحر المتوسط بمعدلات تقدر ب 1.6ملم /سنة، إضافة إلى هبوط الدلتا بمعدلات تصل إلى 1.5ملم/سنة أيضا، كما أن العديد من الدراسات العلمية التى أعدها البنك الدولى بالاشتراك مع جهات آخرى، تؤكد أنه بحلول عام 2030 فإن مياه البحر قد ترتفع إلى 18 سم وفى عام 2100 قد ترتفع إلى 65سم، إذ ما استمر النشاط البشرى الغير محكوم، وهذا سوف يؤثر على أجزاء كبيرة من الدلتا، حيث إن نسبة 10% من مساحة الدلتا سوف تغرق فى حال ارتفاع منسوب مياه البحر 1 متر.
واختتمت الدراسة بأنه تمثل الأجزاء المنخفضة بالمنطقة والمهددة أكثر من غيرها بغزو مياه البحر والتى يتراوح منسوبها الطبوغرافى بين صفر- 1م عن سطح البحر حوالى 37% من إجمالى المساحة الكلية للمنطقة الساحلية المشار إليها، وتعارض مثل هذا الممارسات مع اتفاقية كيوتو للتغيرات المناخية، والموقع عليها من قبل الحكومة المصرية، والتى تدعوا الدول لإتباع السياسات واتخاذ الإجراءات التى من شأنها التخفيف من أثار التغيرات المناخية والتكييف مع مظاهرها وإعداد خطط لتهجير السكان الذين يعيشون فى المناطق المهددة إذا لزم الأمر.
وبدوره أكد علم الدين فى تصريح خاص لليوم السابع، أنه سيتدخل بشكل فورى لمنع هذه الكارثة البيئية التى قد تعجل بغرق الدلتا، حيث إن الكثبان الرملية تحتوى على الرمال السوداء التى ستكون بمثابة الحاجز الطبيعى لحماية الدلتا من تاثير التغيرات المناخية معربا عن استياءه الكامل لهذا التصرف، مؤكدا أنه سيطالب المحافظة بوقف هذا المزاد لحين عمل دراسة تقييم أثر بيئى للمنطقة المراد تجريفها ومدى تأثيرها على الدلتا فى المستقبل، وأنه سيقوم بالاتصال المباشر مع محافظ الدقهلية ومناقشة الأمر واتخاذ الإجراءات الفورية لوقفه، وإعادة النظر فى تنفيذ هذا المزاد ووقف عملية إزالة تجمعات الكثبان الرملية، التوجيه نحو إعداد الدراسات العلمية اللازمة بالمنطقة الساحلية للمحافظة قبل البدء فى تنفيذ إى أنشطة أو ممارسات قد تضر أكثر مما تفيد.
وفى سياق متصل، قام علم الدين بإجراء اتصال هاتفى باللواء صلاح المعداوى محافظ الدقهلية وطالبة بوقف المزاد العلنى وإجراء دراسات تقييم بيئى للمنطقة مؤكداً استجابة المحافظ ووعده بإيقاف المزاد العلنى.
ومن جهته، قال صلاح المعداوى محافظ الدقهلية لـ " اليوم السابع " إن المزاد العلنى كان الهدف منه الحفاظ على المال العام، حيث إن الكثبان الرملية تدخل فى نطاق مجال أراضى الجمعيات الزراعية ونطاق أملاك الدولة وكانت دائمة مستهدفة ويتم التعدى عليها وسرقتها من خلال مقاولين وأصحاب مصالح، وكان يتصدون للمحافظة فى حملات إزالة التعديات عنها، مسستشهدا عن واقعة إطلاق نار على رئيس مركز، وأنه فى الفترة المقبلة سيتم عمل دراسة متكاملة لتقييم الأثر البيئى، وسيتم وقف المزاد العلنى لحين الانتهاء من الدراسة.

