باحث أثرى: النقوش على جبال سيناء وثائق تؤكد تسامح وتعانق الأديان

الإثنين، 07 يناير 2013 05:30 ص
باحث أثرى: النقوش على جبال سيناء وثائق تؤكد تسامح وتعانق الأديان أديرة وسط جبل سيناء
جنوب سيناء - فايزة مرسال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صرح د. عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية، والنشر العلمى بسيناء، ووجه بحرى أن طور سيناء القديمة شهدت أروع صفحات التعايش الحضارى بين الأديان كنموذج للتعايش الحضارى فى ربوع مصر، والتى تنطق بها حقائق التاريخ والاكتشافات الأثرية فهى المدينة التى عبرها نبى الله موسى عليه السلام، فى رحلته الأولى وحيداً ورحلته الثانية مع بنى إسرائيل وتركهم فى هذا الموقع متخذاً الأودية الشهيرة من طور سيناء إلى منطقة الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حالياً)، ليتلقى ألواح الشريعة وهى عامرة بالآثار الإسلامية والمسيحية، وتسميتها بالطور نسبة إلى جبل طور سيناء، ووردت كلمة طور سيناء فى القرآن الكريم، باسم طور سينين {والتين والزيتون وطور سينين} التين 2، 3، وورد جبل الطور فى القرآن الكريم فى 8سور.

وأكد ريحان، أن الطور كانت تعرف قديما باسم رايثو حتى القرن الخامس عشر الميلادى، وبها آثار مسيحية تشمل قلايا بوادى الأعوج لجأ إليها المتوحدون الأوائل بسيناء هرباً من الاضطهاد الرومانى فى القرن الرابع الميلادى، كما تشمل دير الوادى بقرية الوادى 5كم شمال الطور من عصر الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى، وهو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى، حتى الآن حيث إن دير سانت كاترين أضيفت عليه عدة تجديدات وتخطيط دير الوادى بطور سيناء مستطيل92م طولاً 53م عرضاً، وبه أربعة كنائس ومعصرة زيتون وعد د 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين وهذه الحجرات بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للمسيحيين الوافدين للدير للإقامة فترة بالدير وزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين ثم إلى القدس فى رحلتهم المقدسة، وقد توافد المسيحيون على سيناء من كل بقاع العالم، وهم آمنون مطمئنون فى ظل التسامح الإسلامى، الذى سارت عليه الحكومات الإسلامية.

وأضاف ريحان، أن هناك العديد من المواقع الحضارية بطور سيناء التى تؤكد التعايش الحضارى، ومنها جبل الناقوس الذى يبعد 13كم شمال غرب المدينة 10كم شمال جبل حمام موسى، ويشرف على خليج السويس وهو جبل من الصخور الرملية الرسوبية استغله المسيحيون فى طريق رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء والقوافل التجارية العربية كمكان للراحة والتزود بالطعام، وأثناء ذلك نقشوا ذكرياتهم وأسمائهم وأدعيتهم على أجزاء متفرقة من هذا الجبل وتجاورت النقوش المسيحية باللغة العربية مع النقوش العربية بالخط الكوفى على نفس الصخرة لعبورهم سوياً فى أمان لهذه الطرق، فتجاورت الآيات القرآنية ونص الشهادة والصلاة على النبى عليه الصلاة والسلام، وطلب المغفرة والرحمة مع الأدعية المسيحية، وطلب الغفران، كما نقشت على الجبل أسماء لعائلات مسيحية تقطن الطور بتل الكيلانى متجاورة مع منازل المسلمين، كما تشمل الطور الميناء القديم من العصر المملوكى، الذى ساهم فى خدمة التجارة بين الشرق والغرب وخدمة الحجاج المسلمين بعد أن تحول درب الحج المصرى القديم من الطريق البرى إلى الطريق البحرى عام 1885م، وكذلك الحجاج المسيحيين منذ القرن الرابع عشر الميلادى، الذين كانوا يبحرون مع الحجاج المسلمين على نفس الباخرة من القلزم (السويس) إلى الطور، ومنها لدير سانت كاترين ويستكمل الحاج المسلم طريقه لمكة المكرمة، وكان بالطور محجر صحى للحجاج يقع على شاطئ خليج السويس على بعد 640م جنوبى الطور يشمل أربع مستشفيات وآبار مياه وأماكن إقامة الحجاج.

وتابع ريحان: كما يوجد بالطور جامع صغير بمنارة بتل الكيلانى من عهد الخديوى توفيق اشترك فى بنائه عمال مسيحيين، كما تحوى الطور منازل تعتبر طرازاً فريداً من المبانى، حيث بنيت بالكامل من الأحجار المرجانية بتل الكيلانى عام 1826م واستخدمت لسكن عمال ميناء الطور الحديث والصيادين وأسرهم وكذلك الأسر المسيحية التى كانت تعمل بالميناء مع المسلمين، كما استخدم بعضها قناصل للدول الأوربية، ويوجد بجنوب الطور مركز لرهبان دير سانت كاترين وهو دير القديس جاورجيوس بتل الكيلانى الملاصق لميناء الطور القديم ومنازل الكيلانى، ويشمل كنيسة واستراحة للرهبان وزوار الدير، وقد بنيت الكنيسة على اسم مارجرجس عام 1875 ولرهبان دير سانت كاترين منزل وسط حديقة من النخيل وأشجار الفاكهة بجوار حمام موسى الذى يبعد 2كم شمال دير القديس جاورجيوس.











مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة