احتفل الأقباط الأرثوذكس والإنجيليون فى مصر بأعياد الميلاد المجيدة، وعقد القداس الرئيسى فى الكنيسة الإنجيلية، بمقرها فى مصر الجديدة بشارع كليوباترا، حيث ترأس القداس الدكتور القس صفوت البياضى والقس أندريه زكى والقس مكرم نجيب، بينما ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس العيد الأول بالكاتدرائية عقب رحيل البابا شنودة الثالث منذ مارس العام الماضى.
وخيمت ملامح الحزن على أجواء الاحتفالات بالكنيستين، كما خلت ساحات الكنيستين من مظاهر الاحتفالات المعتادة كل عام، فيما لم تعلق الكاتدارئية زينة الاحتفالات بأعياد الميلاد، كما لم تفرش السجادات الكافية على أرضياتها، بسبب تخفيض ميزانية الاحتفال، حسب ما أكده مصدر كنسى لـ"اليوم السابع".
وفى ظل الأجواء السياسية المضطربة شهدت الكنائس وجودًا أمنيًا محدودًا، ففى الإنجيلية تمركزت سيارتان للشرطة، فيما تمركزت فى الكاتدرائية ثلاث سيارات للأمن المركزى فقط، عكس ما كان متبعا سابقا، وقصرت الكاتدرائية البوابة 4 لدخول كل المسؤولين، بينما البوابة 1 لدخول الشعب والإعلاميين، وتم غلق كل الأبواب الأخرى.
بدأت الاحتفالات بالكنيسة الإنجيلية الساعة السابعة مساء، وأرسلت الرئاسة السيد كريم الأمين ممثلا عنها، وحضر من المسؤولين أسامة كمال، محافظ القاهرة، واللواء أحمد حسن مندوبا عن وزير الداخلية، والدكتور أشرف فهمى مندوبا عن الدكتور على جمعة- مفتى الجمهورية، وحضر الكنسية لتقديم التهانى الدكتور محمد أبو الغار- رئيس الحزب المصرى الديموقراطى الاجتماعى، والدكتور عماد جاد، والدكتور عمرو حمزاوى وزوجته الفنانة بسمة، والنائبان السابقان فى البرلمان المنحل باسل عادل ومصطفى النجار.
وفى صلاة الكنيسة الإنجيلية قال القس مكرم نجيب، إن الإنسان يعيش فى شقاء وتعاسة بسبب عدم وجود هدف، وأنه علينا أن نقترب من الله أكثر، وأن يحب بعضنا البعض، مضيفا أنه بعد ثورة 25 يناير جرت أحداث كثيرة بمصر، تركت لمسات من الأحزان على الناس، لذا نحتاج لمسة من الله للسعادة والفرح.
والمسيح أشرق على البشرية بميلاده بالسلام على العالم، وقال: "ندعو أن تلم بلادنا جراحها وشملها، وتسترد وجهها الجميل، وتعود من جديد لمسيرة البناء والتنمية والحكمة، ونثق فى مساعدة الله لنا لتحقيق ذلك"، بينما تحدث الدكتور صفوت البياضى، رئيس الكنيسة الإنجيلية، عن ميلاد المسيح بأنه خير عطاء على البشرية.
وبدأت الكنيسة الأرثوذكسية بصلوات قبيل القداس منذ الثامنة مساءً، حيث تلى خورس- فريق- الشمامسة، الألحان والتراتيل القبطية استعدادا لبدء القداس، فيما بدأ توافد المسؤولين على الكنيسة لحضور القداس وتقديم التهنئة، ودخل البابا تواضروس الثانى قرابة العاشرة إلا عشر دقائق ليبدأ قداس العيد، وقام بقراءة الإنجيل، ومن ثم ألقى كلمة العيد على الحضور، وتناول فيها أحداث الميلاد وكيف بشرت الملائكة رعاة الغنم بميلاد السيد المسيح، متابعا: الفرح لابد أن يفرح به الكل ويعيش به الكل، ولذا جاء المسيح ليفرح كل إنسان، فبشارة المسيح هو من أجل فرح كل إنسان، وكلمة إنجيل تعنى "البشارة المفرحة"، فالمسيح فى ميلاده جاء لينقل فرحا للإنسان كان غائباً عنه، وجاء ليقدم الفرح ويصير بجوار كل إنسان، والشعب المراد له أن يفرح ليس المقصود به اليهود الذى جاء المسيح فى عهدهم، ولكن يقصد العالم كله، مضيفا: عندما تخطئ الرأس يخطئ كل من خلفه، فى إشارة لآدم وحواء، فالإنسان يحتاج طوال حياته لمن يأخذ يده للطريق السليم، ومن هنا جاء السيد المسيح من أجل الخلاص العام.
وقال البابا تواضروس الثانى: نصلى من أجل سلامة بلادنا المحبوبة مصر، ومن أجل سلامها وأمنها، فنحن نعشق ترابها ونيلها، ونصلى بداية من الرئيس الدكتور محمد مرسى إلى كل المسئولين ليعطيه ويعطيهم حكمة فى مسئولية إدارة البلاد، كما نصلى من أجل كل البلاد والمناطق التى بها صراعات ملتهبة ليعطيهم الله الهدوء والفرح.
وأضاف البابا، خلال عظته التى ألقاها مساء أمس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أثناء قداس عيد الميلاد: نحن لا نصلى من أجل الأرض، ولكن من أجل البشر، وكل إنسان، وندعو الرب أن يحفظ بلادنا، بداية من سيادة الرئيس، وكل المسئولين، كل فى موقعه ومكانه، ونصلى له، لكى يعطى الله الجميع الحكمة والمسؤولية فى إدارة شئون البلاد والعباد.
وكشف البابا تواضروس عن تلقيه اتصالا هاتفياً من الرئيس محمد مرسى هنأه فيه بعيد الميلاد، كما أوفد السفير رفاعة الطهطاوى، رئيس الديوان الرئاسى، مندوباً عنه، وأناب الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، صلاح عبد المؤمن، وزير الزراعة، مندوباً عنه، فيما أناب الدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى، كلا من على فتح الباب- القيادى الإخوانى- وممدوح رمزى نائبى مجلس الشورى، كما حضر الدكتور عبد القوى خليفة، وزير مرافق مياه الشرب، والدكتورة نادية زخارى، وزيرة الدولة لشئون البحث العلمى، بينما أوفد الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، اللواء أركان حرب محسن محمود، كما أناب وزير الداخلية محمد إبراهيم اللواء خالد محمد متولى مندوباً عنه، وأناب خالد الأزهرى، وزير القوى العاملة، هانى عزيز.
واستطرد البابا: كما حضر اللواء أركان حرب محمد العصار، وأحمد أبو الدهب، وتوفيق توفيق، ووزير الإعلام، للمقر البابوى للتهنئة بالعيد، وأيضا كل من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية ووفد مرافق لهما، كما حضر البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، والمطران منير حنا أنيس، رئيس الكنائس الأسقفية بجنوب الكرة الأرضية.
وشكر البابا مَنْ حضر من الشخصيات السياسية للقداس، وعلى رأسهم أسامة أحمد كمال، محافظ القاهرة، وعمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية السابق، والمستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، ومن الوزراء السابقين منير فخرى عبد النور، فينيس جودة، مجدى أيوب، كما حضر من الشورى رامى لكح، علاوة على سفراء بريطانيا وكندا والمجر وأستراليا، ووفد من السفارة الألمانية، ونائب السفيرة الأمريكية.
وحضر من الأحزاب السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، وأحمد خيرى ومحمود العلايلى، ممثلان لحزب المصريين الأحرار، وعمرو خالد، رئيس حزب مصر، وباسم كامل وزياد العليمى عن الحزب المصرى الديمقراطى، وناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، وعمرو حمزاوى، رئيس حزب مصر الحرية، محمد أبو حامد، وكيل مؤسسى حزب حياة المصريين، ومايكل منير، رئيس حزب الحياة.
ومن أبرز المشاهد داخل الكاتدرائية اللحظة التى هنأ فيها محمد أبو حامد، النائب السابق بالبرلمان المنحل ومؤسس حزب حياة المصريين، القمص سرجيوس سرجيوس، الوكيل البطريركى، أثناء دخوله إلى الكاتدرائية، حيث قابله بحفاوة، وقبّل يده قبيل جلوسه فى المقاعد الأمامية، كما قبل يدى البابا تواضروس أثناء تقديم التهانى له.
يأتى ذلك وسط غياب أبرز رموز القوى الوطنية والحركات الثورية، ومنهم رئيس الحزب محمد أبو الغار الذى حرص على تهنئة الكنيسة الإنجيلية، والدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى، وجماعة الإخوان المسلمين، خاصة أن على فتح الباب القيادى الإخوانى جاء مندوبا عن أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى، وليس عن الجماعة، كما غاب ممثل عن الأزهر داخل قداس العيد.
وقال السفير محمد رفاعة الطهطاوى لـ"اليوم السابع"، إن هذا اليوم يوم سعيد ومبارك على المصريين، وأنه أول قداس للبابا تواضروس الثانى، مضيفاً أن "الرئيس مرسى لم يحضر القداس لأنه لم يحضر مسبقاً أى رئيس جمهورية أو ملك فى مصر قداس عيد الميلاد، ولكنه يوفد أعلى منصب بدلاً منه"، موجهاً رسالة للأقباط بأن هناك حالة من التخوف لدى الأقباط، ولكن لا مبرر لتلك الحالة؛ لأنهم من نسيج الوطن وعنصر ثراء وعلم وأخلاق، ومصر بدونهم بلا ثراء ولن تتقدم إلا بهم.
وقال على فتح الباب لـ"اليوم السابع"، جئنا لنؤكد أن بلدنا آمن ومستقر ولا فرق بين مسيحى ومسلم، ولا تمييز بينهم، وقصدنا ذلك فى الدستور، بأنه لا فرق بين المصريين بناء على الجنس أو الدين أو اللون.
وعن دعاوى البعض بعدم تهنئة الأقباط بعيد الميلاد، قال "فتح الباب": "الميه تكدب الغطاس، وجئنا للكنيسة لنثبت على أرض الواقع أنه لا فرق بيننا".
من جهتها، قالت الدكتور منى مكرم عبيد، عضو مجلس الشورى، إن قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية هو أول قداس بقيادة البابا الجديد الأنبا تواضروس الثانى، الذى أرسله الله فى هذا الوقت الحرج، فهو شخصية حكيمة ومستنيرة لذا سيكون هذا القداس فاتحة خير لكل المصريين لما يتمتع به البابا من روح تصالحية، إضافة إلى التعاون مع شيخ الأزهر، حيث باستطاعتهما معا أن يقدما الكثير.
وقال السيد البدوى: "كل عام وأقباط مصر بخير، ونتمنى أن يجمع المصريين الحب والتماسك والوحدة الوطنية، وأن تتجاوز مصر مرحلة الفتن الطائفية والتشكيك والتكفير".
ورفض منير فخرى عبد النور، وزير السياحة السابق، دعاوى بعض الشيوخ الرافضة تهنئة الأقباط بعيد الميلاد، وقال: "مصر أكبر من الجميع".
ومن جانبه، وصف عمرو موسى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، الدعاوى بعدم تهنئة الأقباط فى عيد الميلاد بـ"الكلام الفارغ"، قائلا: "نتمنى كل الخير للأمة المصرية ببركة أعياد الميلاد".
هذا وبدأ عدد من المسؤولين والأساقفة يتوافدون على المقر البابوى، مساء أمس، لتهنئة البابا تواضروس بعيد الميلاد.
الكنائس تحتفل بعيد الميلاد بشعار "المجد لله فى الأعالى وعلى مصر السلام وبالناس المسرة"..تواضروس: نصلى من أجل الرئيس.. الإنجيلية: نحتاج الفرح.. "فتح الباب": "الميه تكدب الغطاس"..وغياب البرادعى وصباحى
الإثنين، 07 يناير 2013 11:56 ص
جانب من احتفالات عيد الميلاد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو الخير الفيومى
إلى الكنيسة الأنجيلية بالقاهرة