إنهاء تكليف "أبو زيد" من "التموين" فى ظروف غامضة.. الوزير بدأ مشروع تحرير صناعة الدقيق.. وقلص 35 مستشارا دون الاستعانة بكوادر من الخارج.. وفى النهاية حصل على رسالة "نشكركم على حسن تعاونكم"

دائما ما تطفو التعديلات الوزارية على الوزارات الملتهبة والتى تعانى من أزمات وغالبا ما يكون هناك بعض المؤشرات التى تدعى تغيير الوزير واستقطاب وزير آخر لكن ما حدث فى وزارة التموين خلال التعديل الوزارى الأخير مازال يمثل لغزا داخل كواليس الوزارة، خاصة وأن المهندس أبو زيد محمد أبو زيد وزير التموين السابق لم يمكث فى الوزارة سوى ثلاثة أشهر ونصف فقط منذ قدوم الدكتور هشام قنديل وعقب فوز الدكتور مرسى برئاسة الجمهورية.

جاء المهندس أبو زيد ليتولى حقيبة الوزارة فى ظل وجود العديد من المشاكل والتى مازلت موجودة حتى الآن، وهى عشوائية توزيع السلع التموينية المدعمة وتهريب الدقيق المدعم إلى السوق السوداء، وكذلك أسطوانات البوتاجاز وبمجرد قيام الوزير السابق ببدء تطبيق صناعة تحرير الدقيق وبيع القمح للمطاحن بالسعر الحر، وكذلك الدقيق للمخابز بالسعر الحر فى محافظتى بور سعيد وكفر الشيخ للقضاء على تهريب الدقيق إلى السوق السوداء، على أن تقوم الحكومة بشراء الخبز من المخابز بسعر تكلفته الفعلية ثم بيعه للمواطنين بسعره المدعم 5 قروش ثم تعميم المنظومة فى مختلف المحافظات خلال الأيام المقبلة.

تغيير وزير التموين لم يثير اندهاش البعض خاصة وأن الوزارة كانت من ضمن الأسماء التى ترددت ضمن الوزارات التى تترقب قدوم وزير جديد عقب إعلان الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بتكليفه الدكتور هشام قنديل بإجراء تعديلات على بعض الوزراء وإنما الاندهاش جاء بسبب اختيار هذا التوقيت لتغيير وزير التموين فى ظل إقدام الوزارة على تطبيق نظام الكوبونات خلال الأيام المقبلة بعد انتهائها من توزيع الكوبونات على مديريات التموين، وكذلك بدءها فى تحرير صناعة الدقيق فى محافظتين وجارٍ تعميمها على مختلف المحافظات.

تقليص العديد من المستشارين داخل ديوان عام وزارة التموين وقطاعاتها المختلفة حتى وصل عدد المستشارين الذين تم الاستغناء عنهم إلى 35 مستشاراً كانت أهم ما قام به المهندس أبو زيد وزير التموين السابق فى الوقت الذى لم يفتح فيه العيد من الملفات الأخرى خاصة فى ظل إبقائه على بعض القيادات والتى استقطابها خلال الفترات الماضية قبل وبعد الثورة، إضافة إلى عدم البدء فى تنفيذ مشروع توزيع أسطوانات البوتاجاز بالكوبونات رغم إعلانه من قبل عن تطبيق المنظومة أول شهر يناير الجارى وهو ما لم يحدث حتى الآن بدعوى استمرار الوزارة باستخراج بطاقات تموينية جديدة لمن لا يملكون بطاقات.

العديد من القيادات تفاءلوا بوزير التموين الجديد "باسم عودة"رغم كونه محسوبا على حزب الحرية والعدالة بسبب تعاملهم معه خلال أزمة الوقود الماضية باعتباره المسئول عن متابعة المواد البترولية من قبل رئاسة الجمهورية، حيث أكد البعض أنه كان دائم الاتصال بالمسئولين خلال أزمات السولار والبنزين الماضية وأنه تردد على وزارة التموين أكثر من مرة لمتابعة الملفات التموينية خلال الوزيرين السابقين الدكتور جودة عبد الخالق والمهندس أبو زيد محمد أبو زيد، إضافة إلى أن لديه روح الشباب الذى يريد إحداث طفرة هائلة فى مجال السلع التموينية وهو ما ينتظره البعض منه.