أزمة جديدة تفجرت فى صفوف جبهة الإنقاذ الوطنى خلال مرحلة إعداد القوائم الانتخابية للجبهة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، حيث أبدى بعض ممثلى الأحزاب المشاركة فى الجبهة اعتراضهم على احتواء قوائم الجبهة على عدد من السياسيين الذين عملوا فى ظل النظام السابق والمنتمين للحزب الوطنى على رأس قوائم الجبهة فى القاهرة والمحافظات، مما قد يهدد صورة الجبهة أمام الرأى العام، ويدفع بعض القوى الثورية إلى رفض دعم الجبهة.
كما هدد بعض من شباب الثورة وممثلو الأحزاب السياسية بالانسحاب من الجبهة، حال استمرار وجود أعضاء الحزب الوطنى فى صفوف الجبهة، كما أبدى البعض منهم اعتراضهم على وجود عمرو موسى والمرشحين على قائمة حزب المؤتمر الذى يرأسه، وكذلك السيد البدوى وقائمة حزب الوفد وحزب التجمع لما تحتويه من أعضاء أمانات سابقة للحزب الوطنى وبعض من رجال الأعمال وكبار العائلات المرتبطين بالنظام السابق.
وعلمت "اليوم السابع" أن حركة شباب 6 إبريل أكدت خلال لقاءاتها الأخيرة بقيادات الإنقاذ الوطنى الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى خلال الأسبوع الماضى عن رفضهما لدعم الجبهة فى حال وجود فلول للحزب الوطنى وبعض الأحزاب الموالية للنظام السابق فى القوائم الانتخابية للجبهة، كما طالبوا كلا من البرادعى وحمدين، أن يطهرا الجبهة من فلول النظام السابق وإلا فلن تدعم الحركة القوائم الانتخابية المحتوية على فلول.
وأكدت إنجى حمدى عضو المكتب السياسى لحركة 6 إبريل، أن الحركة لن تدعم أى من القوائم الانتخابية التى تحتوى على فلول الحزب الوطنى أو الأحزاب الموالية للنظام السابق أو قوائم جماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أن الحركة خلال لقاءاتها الأخيرة بالبرادعى وصباحى أعربت تحفظاتها على احتواء الجبهة لفلول بشكل مباشر وطالبناهما بتطهير الجبهة من الفلول حتى يتسنى لنا دعمهم بشكل قوى فى الانتخابات البرلمانية القادمة.
وأوضحت إنجى فى تصريح "لليوم السابع" اتفقنا على التنسيق مع جبهة الإنقاذ الوطنى وحزب مصر القوية فى الانتخابات القادمة، وسنحتفظ بمبادئنا برفض أى دعم لقوائم انتخابية تحتوى على فلول الحزب الوطنى.
وأوضح أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 إبريل، أن الحركة تهدف لبناء تحالف سياسى قوى يعيد التوازن السياسى، ويقف أمام الاستبداد، بحيث يعمل هذا التحالف السياسى بإطار وجهد منظم واتفاق عام بين كل أطرافه، مؤكدا أن حركة 6 إبريل لا تسعى لدخول انتخابات مجلس الشعب هذه المرة ولا تنوى تقديم أى مرشحين فى هذه الانتخابات، وترتضى بدورها كحركة ضمير وحلقة وصل بين كل القوى الوطنية، ولا ترغب فى المشاركة بالانتخابات البرلمانية "فى الوقت الحالى"، وأن كل ما يهمها فى تلك المرحلة أن تكون هناك قائمة تعبر عن الثورة وستسعى بكل السبل السلمية للدفع فى اتجاه هذه القائمة وتكوينها ودعمها بالرغم من عدم تقديم مرشحين من الحركة فى هذه المرحلة.
ومن ناحية أخرى رفض الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح انضمامه لجبهة الإنقاذ الوطنى وذلك بعدما عرض عليه عدد من قيادات الجبهة الانضمام للتحالف السياسى للجبهة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، خاصة أن وجود حزب إسلامى وسطى مثل حزب "مصر القوية" ينفى صفة علمانية الجبهة وعدائها للتيار الإسلامى.
وأكد مصدر "لليوم السابع" أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أبلغ الدكتور محمد البرادعى أسباب رفضه للانضمام لجبهة الإنقاذ الوطنى خلال زيارته بمنزله أول أمس للاطمئنان على حالته الصحية، فى سببين رئيسين أولهما هو اعتراضه على انضمام بعض من فلول الحزب الوطنى والأحزاب الموالية للنظام السابق لصفوف الجبهة وإعلان ترشحهم على قوائمها الانتخابية، بالإضافة إلى ضخهم أموال للدعاية الإنتخابية والسبب الثانى هو تحفظاته على تبنى الجبهة خطاب استقطابى بين التيار الإسلامى والعلمانى، والذى يخالف منهج أبو الفتوح فى إيمانه بالإسلام الوسطى والتوافق بين القوى السياسية.
وعرض أبو الفتوح على البرادعى تشكيل تحالف سياسى جديد يتدارك أخطاء جبهة الإنقاذ الوطنى لخوض الانتخابات البرلمانية بحيث يضم عدد من الأحزاب الثورية والمعتدلة مثل حزب الدستور ومصر القوية وحزب التحالف الشعبى وحزب مصر، وأوضح أبو الفتوح أن الغرض من تأسيس الجبهة انتهى بتمرير الدستور ولا يوجد ما يدعو لاستمرار الجبهة أو خوض الانتخابات بقائمة واحدة للإنقاذ الوطنى تضم كافة الأحزاب المكونة له.
فيما شدد البرادعى على إيمانه بجبهة الإنقاذ الوطنى باعتبارها جبهة تضم كافة القوى المدنية وقادرة على المنافسة فى الانتخابات البرلمانية القادمة، وأن أى تحالف سياسى جديد لابد أن يتم فى إطار الجبهة، ولكنه أرجع قراره الأخير بتحالف حزب الدستور مع مصر القوية إلى القواعد الحزبية لحزب الدستور، واتخاذ موقف موحد بهذ الشأن.
واتفق الطرفان "البرادعى وأبو الفتوح" أن لم ينجح تشكيل تحالف سياسى جديد أن يستمر التنسيق بين الجبهة وحزب الدستور وحزب مصر القوية وباقى الأحزاب المدنية والثورية خلال الانتخابات البرلمانية القادمة وإخلاء بعض الدوائر الانتخابية.
ومن جانبه قال عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن العديد من شباب الثورة داخل أحزاب الدستور، والتحالف الشعبى الاشتراكى، والتحالف الشعبى المصرى، أعلنوا عن رفضهم لاستمرار عمرو موسى ورئيس حزب الوفد السيد البدوى داخل جبهة الإنقاذ الوطنى، وعن رغبتهم فى تنقية الجبهة ممن وصفوهم بالفلول.
وأكد "شكر" أن هناك حوارا حادا وعنيفا داخل الجبهة بين قيادات الجبهة والشباب ﻹقناعهم أنه ﻻ بديل عن استمرار القوى المدنية بالكامل تحت مظلة واحدة، والترشح على قوائم موحدة، حتى ﻻ يتم تفتيت اﻷصوات وهيمنة فصيل واحد على البرلمان القادم.
وأضاف شكر، أن الرئاسة تسعى لتفتيت الجبهة، أو إسقاطها شعبيا وإفقادها للمصداقية باستقطابها للمشاركة بالحوار الوطنى المزعوم.
أزمة حادة فى صفوف "الإنقاذ الوطنى"بسبب القوائم الانتخابية .. 6 إبريل تشترط التطهير من المحسوبين على "المنحل".. أبو الفتوح يرفض الانضمام بسبب وجود أعضاء الوطنى.. وشكر: شباب الجبهة يرفضون موسى والبدوى
الإثنين، 07 يناير 2013 12:53 م