أشادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بمقترح تقدمت به "مجموعة الدعم السورية" والتى تقضى بتدشين نظام عدالة انتقالى ينوط به محاسبة المتورطين من داخل الدائرة المقربة للرئيس السورى بشار الأسد فى جرائم ضد الشعب السورى، لكنه يمنح عفوا لمعظم أنصاره من الطائفة العلوية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية-على موقعها الإلكترونى اليوم السبت- أن المقترح يستهدف أيضا توفير الإطار القانونى الذى يطمئن مخاوف العلويين بأن لن يتم إقصاؤهم فى مرحلة ما بعد سقوط الأسد، كما سيضمن تطبيق سيادة القانون فى المناطق التى تحررت من سيطرة الأسد، وكبح جماح رغبة الانتقام المتزايدة من قبل الأطراف المتنازعة.
واعتبرت الصحيفة أن هذا المقترح يعد هو أفضل المقترحات المطروحة حتى الآن من قبل المعارضة السورية، نظرا لأنها لا تضع حدا لوحشية نظام الأسد فحسب، بل أيضا تتصدى لخطر حقيقى يحدق بسوريا ويتمثل فى انهيار الدولة وغرقها فى بحر الفوضى فى الوقت الذى فيه حدة الكراهية بين طوائف الشعب السورى.
ولفتت الصحيفة إلى أن المقترح تم إعداده من قبل مجموعة الدعم السورية التى تدعم العناصر المعتدلة داخل الجيش السورى الحر بالتعاون مع محامين وخبراء دوليين، لافتة إلى أنه تم إرسال مذكرة بخصوصه إلى قادة الائتلاف الوطنى الثورى السورى وقوى المعارضة؛ ويأمل أنصاره فى أن يحظى بدعم المجتمع الدولى خلال المؤتمر التالى لأصدقاء سوريا المقرر أن تستضيفه إيطاليا.
ونوهت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية بأن فكرة إنشاء نظام عدالى انتقالى تبدو مشابهة إلى حد كبير للأهداف التى أنشئت من أجلها لجنة "الحقيقة والمصالحة"التى ساعدت فى حل الصراعات المريرة فى جنوب أفريقيا ورواندا وأيرلندا الشمالية.. مشيرة إلى أنها تبدو وكأنها ترسخ فكرة أن النصر سيكون حليف المعارضة والحكومة الجديدة ستحقق العدالة وتعوض الضحايا وستكون رحيمة تجاه كافة طوائف الشعب السورى.
وأوضحت:"أن العملية الانتقالية ستبدأ فى تحديد هوية مائة شخص من المقربين من النظام الذى قد يساعد انشقاقهم فى التعجيل بسقوط الأسد، وسيتم على إثره منحهم عفوا جزئيا وكلما كان انضموا لصفوف المنشقين بوتيرة أسرع، كلما حظوا بالمزيد من النفوذ فى ظل الحكومة المستقبلية.. مشيرة إلى أنه سيتم إنشاء صندوق للتعويضات لمساعدة ضحايا الحرب، كجزء من عملية الإنتقال السياسى.
وتابعت الصحيفة قولها "كما سيتم منح العلويين غير المقربين من الأسد "ممرا آمنا" وذلك إيمانا من أعضاء "مجموعة الدعم السورية" بأنه ما لم تتم معالجة مخاوف العلويين بشأن عدم المساس بهم فى مرحلة ما بعد سقوط الأسد بشكل مباشر، فلن تحل أزمة سوريا أبدا.
وشددت الصحيفة على أن المعارضة، وكى تشرع فى تنفيذ هذه الخطة، فإنها ستحتاج إلى جمع فريق من الخبراء القانونيين السوريين، ومن بين الأسماء المقترحة سهير الأتاسى أحد أبرز الناشطين فى مجال حقوق الإنسان ونائب رئيس تحالف المعارضة؛ هيثم المالح، وهو قاض سابق ومنشق عن نظام الأسد وأنور البنى، محام حقوقى يمثل المحتجين الأكراد، بجانب قادة جماعات سوريا الحرة القانونية فى تركيا والأردن.
واشنطن بوست تشيد بمقترح مجموعة الدعم السورية لـ"نظام عدالة انتقالى"
السبت، 05 يناير 2013 04:01 م