صبرى ربيع يكتب: عودة اليهود.. أم عودة مصر؟

تصريح عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وزعيم الأغلبية بمجلس الشورى بحق رجوع اليهود إلى مصر كارثة صدمت كل المتابعين لهذا التصريح، ونزل بالصدمة على جموع المصريين الذين لا يجدون قوت يومهم.

ليس فقط بإقراره حق عودتهم وإنما فى تكلفة هذا الحق التى أعلنت عنه الجالية اليهودية فى فرنسا بمبلغ 30 مليار دولار فى دولة تنهار اقتصاديا، ولا تملك ربع هذا المبلغ الضخم الذى سيصرف كتعويض لأراضيهم وممتلكاتهم التى تركوها أبان حقبة الزعيم جمال عبد الناصر.

النظام السابق مع كل مساوئه وعيوبه إنما كان الأذكى فى أن يعترف ويصرح بهذا التصريح غير المسئول كى لا يورط مصر فى سداد هذه المديونية الضخمة والتى سوف تسدد فى حال عدم اكتمالها من الأصول العامة للدولة.

خطب العريان ود اليهود بعد زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، والتى قال فيها إن الإخوان المسلمين هم من يضمنون أمن إسرائيل ولم يلتفت عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة إلى حقوق ساكنى العشوائيات ولا للأطفال الشوارع الذين يموتون الآن أثناء كتابة هذا المقال ولا لملايين الشباب العاطل المحبط فى شوارع مصر المحروسة.

لم نسمع رد الحكومة عن الإجراءات التى اتخذت لإصلاح التركة الضخمة من الفساد والإفساد فى كل مجالات الحياة المصرية من سكن وتعليم ونظام صحى عالى الجودة يضمن صحة لكل مواطن مصر.

لم يدر فى خلد العريان أن استرضاء أمريكا واليهود لم ينفع النظام السابق الذى اغضب شعبه ولم يحسب له حساب فثار عليه ولم تنفعه أمريكا ولا إسرائيل وتركته أمام غضب الشعب عريانا.

الضامن الوحيد للسلطة هو التفكير فى 45% من شعب تعب من الفقر والفساد ومات أمام طوابير الخبز وانهكه البحث عن أنبوبة بوتجاز بعيدا عن السوق السوداء كى يطعم أفواه أطفاله الجوعى ولم يدر بخاطرهم عندما انتخبوا الأخوان المسلمين إن يفكروا باليهود قبل أن يرجعوا لمصر نهضتها وحضارتها الصناعية والزراعية والتجارية والعلمية.

المصريين بعد الثورة ينتظرون بفارغ الصبر ما وعدتوهم به من نهضة ورخاء وحد أدنى وأقصى للأجور وعيش وحرية وعدالة ومساوة ولم يطلبوا برجوع اليهود فى بلد على شفا الحرب الأهلية والإفلاس.

لم تدفع قطر المليارات كما زعمتم أثناء ترشيح محمد مرسى وبعد إقرار الدستور ما تم الاتفاق عليه ولن تدفع ما دام لا يوجد مقابل وستتركون أمام الشعب الغاضب لفشلكم فى إنقاذه وزيادة محنته.