إبراهيم عبد المجيد

مفترق الطرق

الجمعة، 04 يناير 2013 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثورة الآن فى منعطف الطريق. الاستفتاء رغم ما حدث به من تزوير وخروجات عن القانون وعن الأعراف وعن ما تنتظره الثورة التى رآها كل البشر من البداية لترسيخ قيم الحق والعدل. الاستفتاء قد تم. والنظام الحاكم يعلن ذلك كأننا نحتاج إلى من يعلنه، والصندوق صار خالدا فلقد امتلأ بكل ما هو مضاد للثورة! صندوق بانادورا. ربما. المهم الآن نسمع ونرى كل يوم من يقول إنه آن أوان العمل. الرئيس يعلن ذلك ويعلن مشروعا محل شكوك كثيرة فى قناة السويس. ورئيس الوزراء يعلن ذلك ويقيم مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه بثقة عن قوة اقتصادنا، وأن مصر لن تفلس و أثناء حديثه يرتفع سعر الدولار مع كل كلمة حتى إذا انتهى سعيدا بمؤتمره الصحفى كان الدولار قد وصل إلى ستة جنيهات واثنين وأربعين قرشا بزيادة خمسة وعشرين قرشا. شفتم أد إيه الوضع الاقتصادى بخير. ويزداد الخير على لسان وزير التخطيط، فيعلن بثقة أن ثمانية جنيهات تكفى الفرد طعاما فى اليوم. باعتبار حضرته بيتكلم على مصر عبد الناصر مثلا، عندما كانت هناك وزارة حقيقية للتخطيط. وبين ذلك كله يخرج الدكتور عصام العريان بتصريحات تطالب بعودة اليهود إلى مصر. طبعا هو زعلان من جمال عبد الناصر لكن لا يعرف أن اليهود قبل جمال عبد الناصر كانوا فى مصر ستين ألفا تقريبا، هاجروا كلهم قبل ثورة يوليو التى حين قعت كان الباقى منهم لا يزيد على سبعة آلاف.
لقد خرجوا طواعية قبل الثورة حين كانت هناك جمعية صهيونية معترف بها تشجع على الهجرة. وخرجوا خوفا فى بداية الأربعينيات حين اقتربت الجيوش الألمانية من الإسكندرية عام 1942 أثناء معركة العلمين. فاكرين فيلم لعبة الست! وفى الحالتين باعوا أملاكهم على مهل وأكثرهم خرج إلى غير إسرائيل. أما المرة التى خرجوا فيها قسرا فكانت حين هاجم الإخوان المسلمون حواريهم ومحلاتهم بعد حرب 1948. المهم بعد ثورة يوليو لم يكن فى مصر غير عشرة آلاف ويقال سبعة آلاف هاجر أكثرهم إلى أوروبا. تعرض المثقفون منهم وخاصة اليساريين إلى قمع وسجن شأنهم شأن الإخوان المسلمين والشيوعيين عموما، وكان معظم اليهود اليساريين لا يقتنعون بدولة إسرائيل. فالماركسية ترى أن المسألة اليهودية كذبة وإنما هى مسألة اجتماعية واقصادية. وعزلة اليهود تنتهى إذا انخرطوا فى المجتمع وكان المجتمع شيوعيا لا يفرق بين الناس على أى أساس غير العمل.
طيب ما علاقة ذلك كله بعنوان المقال. مفترق الطرق. أزيد على أيضا ما حدث فى ميدان التحرير صباح يوم رأس السنة، حين أطلقت سيارة النار على المعتصمين وأصيب الناشط الشاب الصغير مهند، وبدا واضحا أنه مقصود. وما جرى بالليل من اعتراض على إقامة حفل رأس السنة وكان المعترضون على حق إلى حد كبير، فمن الصعب الاحتفال وشاب طاهر مثل مهند بين الحياة والموت. ومع بداية العام يرتفع الكلام عن المصالحة فى الفضائيات وغيرها، والنظام يعلن كل يوم أنه مستعد وأنه يقيم حوارا وطنيا ويتضح لنا أنه يقيم حوارا مع أصدقائه كالعادة، لأنه لا يريد أن يتعهد للمعارضة بأى شىء، ويظل نائب الرئيس فى مكانه رغم إعلانه الاستقالة ويظل النائب العام رغم الحديث كل يوم عن اقتراب انفراج الأزمة. وباختصار على المعارضة الآن وعلى رأسها جبهة الإنقاذ أن تتفرغ بشكل كبير جدا لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، توزع جهودها بدقة بالغة بين الاستعداد للمجلس والاستعداد للاحتجاجات. لا تتردد بين المقاطعة والاشتراك، فالمقاطعة لا يتفق عليها الجميع دائما. الاشتراك بقوة وفى كل الدوائر، ولا يعطلها الميدان عن هذا العمل وتوقع أقصى درجات التزوير وأنواع مختلفة من الهجوم على أعضائها فى الشوارع وفى اللجان، وأن تكون معركة مجلس الشعب حياة أو موتا. وأن يكون معروفا أيضا أنها ليست آخر المعارك. فهذا النظام الذى مشى على خطى النظام السابق تماما ويزيد عليها كثيرا من الترهات ويهوى الاشتغالات التى تضيع الوقت والجهد يعرف أنه يعطل الأمة عن الأفكار الحقيقية وعن أحلامها ولن ينتهى فى ثمانية عشر يوما. رزق وجالهم هيسيبوه. دا حتى ربنا يزعل منهم.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

وطنى

بدون ضمانات للنزاهة لا يجب دخول الانتخابات البرلمانية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة