عمار على حسن: تصريحات العريان حول اليهود ناتجة عن تصور عقائدى

عقّب الدكتور عمّار على حسن، الباحث فى علم الاجتماع السياسى، على تصريح عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، قائلاً: "لا أتصور أن يكون تصريح العريان واقعيا، كما أن تصريحاته تستند إلى ما يسمى بالإعجاز الرقمى فى القرآن الكريم، الذى يتحدث عن نهاية دولة إسرائيل عام 2022، وهذا ما دفع العريان إلى مطالبة اليهود بالعودة فى إطار تصوره العقائدى الذى يؤمن به.

ولفت الدكتور عمار خلال حديثه لبرنامج "نهاية الأسبوع" على قناة العربية، إلى أن تنصل جماعة الإخوان من تصريحات العريان، جاءت نتيجة رد الفعل القوى فى الشارع المصرى، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن العريان لا يتحدث من حى خياله بمفرده، بقدر ما تكون تلك التصريحات بالونات اختبار.

ورداً على سؤال حول المغزى الحقيقى الذى دفع العريان ليدلى بذلك التصريح، قال "أنا لا أستطيع أن أفصل هذا التصريح عن التوافق الأمريكى مع جماعة الإخوان المسلمين، ولكونها باتت رأس حربة للمشروع الأمريكى فى الشرق الأوسط خلال المرحلة الراهنة". كما أرجع عمار على حسن تصريح العريان إلى نوع من المغازلة أو نوع من رد الجميل.

وتابع: "حديث العريان لا يمكن فصله عن شبه جزيرة سيناء، لأنه فى حال عودة اليهود، سيمكثون فى سيناء لكونها أرض مقدسة بالنسبة لهم".

وفيما يتعلق بترحيب بعض الجماعات اليهودية فى فرنسا ومطالبة الحكومة المصرية بتعويض تقدر قيمته بـ30 مليار دولار، أفاد الباحث عمار، بأن العريان بذلك يحمّل مصر مسئولية تلك التعويضات فى وقت يئن فيه الاقتصاد المصرى من أزمات متلاحقة.

وأضاف أن الدكتور العريان لم يقرأ التاريخ جيداً، وعزا ذلك إلى أن اليهود فى العهود الأولى أيام الفراعنة اتهموا بسرقة ذهب مصر، ومنذ فترة محمد على وصولا لحقبة ثورة يوليو 1952، وأكدت بعض الدراسات الزاخرة عن معطيات حول اليهود، أنهم كانوا يمارسون النشاط التجارى فى مصر، ويديرون أرباح هذه التجارة فى بنوك أجنبية، ومن ثم فهم شاركوا فى نهب ثروات هذا البلد.

وبيّن أن من يفتح باب التعويضات، لا يمكن إلا أن ينم عن تواطؤ أو جهل أو خيانة.

وأوضح الباحث أن بعض الجماعات اليهودية طالبت النظام السابق بتعويضات منذ سبع سنوات، إلا أنها لم تجد آذانا صاغية، وأن الأبواب موصدة.

وشن هجوما على الإخوان المسلمين، حيث وصفهم بأنهم كنز استراتيجى لإسرائيل "وهذا ما تبين من تصريح العريان، ونريد أن نسمع صوت الرئيس محمد مرسى فى هذا الصدد".

وعن الأسس المستقبلية التى يتكئ عليها الإخوان فى علاقتهم مع الدولة العبرية، أوضح الدكتور عمار بأنها لن تخرج بأى حال من الأحوال عن الخطوط العريضة التى رسمت عبر عقود من الزمن، لافتاً إلى وجود ترتيبات تجرى حالياً تحت مظلة تركية وبرعاية أمريكية قطرية، تتحدث عن وصول الإخوان إلى الحكم فى سوريا ثم الأردن، وعلى إثر ذلك يتم القيام بأكبر عملية تسوية سلمية مع إسرائيل.

وحول الحديث عن تسكين الفلسطينيين فى سيناء، صرح بأن ذلك جزءاً من التخاذل لتصفية القضية الفلسطينية، على حد تعبيره.