أكد د.محيى عفيفى عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق وخطيب مسجد حسن الشربتلى، على ضرورة شعور المسلم بأنه فاعل فى المجتمع وجزء منه، مشيرا إلى مرور 521 عاما على سقوط الأندلس، والتى علمت الغرب معنى التقدم والحضارة.
وأضاف خطيب الشربتلى فى حضور الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية: هناك شعور ينبغى أن يستولى على نفس المؤمن، هو أن يشعر المؤمن بأنه مدين لهذا المجتمع الذى يعيش فيه، فى وحدته المصغرة الممثلة فى الأسرة والوالدين إلى أن تكتمل الدائرة فى المجتمع، من المعلمين والمربين فضلا عن كل إنسان فى تخصصه يقوم بمهام التخصص والوظيفة المنوطة به.
وأشار الخطيب، إلى أن المجتمع المسلم لا يعرف الفردية بل يعرف التعاون والتلاحم، لافتا إلى أن التكريم والاحترام فى الإسلام للإنسان لكونه إنسانا دون النظر إلى ديانته أو جنسيته أو لونه، ولذا جاء الإسلام ليربى المسلمين على هذا الفهم، وبقدر إحساس الفرد بحق المجتمع بقدر ما تعلو قيمته عند الله تعالى، لذا فإن العبادات فى الإسلام هى روح تسرى فى أوصال المجتمع، قائلا إن الصيام يكون فى أيام معدودة لجميع فئات المجتمع الكل يعانى من الجوع والعطش والحرمان من الشهوات على الجميع الرئيس والمرؤوس الغنى والفقير، موضحا: "جميع العبادات فى الإسلام ترسخ مفهوم التعاون والترابط فى المجتمع الواحد".
وقال الخطيب: العلاقة بين المسلمين لاتقوم على النفع المادى، بل تقوم على القرب من الله تعالى لذا قال صلى الله عليه وسلم :"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه"، وحينما ألم بالمسلمين أمر قاس أهاب - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه أن يتعاونوا لتجهيز الجيش الإسلامى فيتبرع أبو بكر بكل ماله وعندما سأله - صلى الله عليه وسلم - ماذا أبقيت لأهلك يا أبا بكر فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، فعلها أبو بكر طمعا فى رضوان الله تعالى.
وضرب الخطيب، مثلا بما حدث فى عام الرمادة فى عهد عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - وجاءت قافلة محملة وبمنطق التجار كان من الممكن استغلال واحتكار القافلة، فذهبوا إلى عثمان بن عفان لشراء القافلة وقالوا يعطونه نسبة وكلما زادو فى نسبة الربح قال عثمان بن عفان عندى من يعطينى أكثر، قائلا: لقد بعتها لله عزوجل وأشهدكم أنى جعلتها للمسلمين.
وتابع: هذه حقيقة الإسلام حيث يتنازل كل فرد عن مكاسبه لشعوره بانتمائه للوطن، ضاربا المثل مرة أخرى بأبى بكر الصديق الذ كان يعول أحد أقاربه والذى كان بدوره يخوض مع الخائضين فى عرض السيدة عائشة فى حادثة الإفك، فعز على أبو بكر أن يكون محسنا لقريبة ويخونه قريبه فى عرضه، فقرر أن لاينفق عليه بعد اليوم، إلا أن الله تعالى عاتبه عتابا لطيفا بقوله تعالى :"ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة.. وليعفوا وليصفحوا ألا يحبون أن يغفر الله لكم"، هذا هو الإسلام الذى يعلق غايات الإسلام برضا الله تعالى.
أضاف الخطيب، أن شعور الانتماء لهذا الوطن يملى على كل مسلم وعلى كل مؤمن بالله تعالى أن يكون انتماؤه لله ورسوله اولا ثم لوطنه وبنى وطنه، أن الإسلام لا يعرف منطق الأنانية والشح، وإنما يرمى لترسيخ الصلات بين المسلمين.
واستطرد الخطيب: قبل يومين كانت الذكرى رقم 521 عاما على سقوط الأندلس التى ظل الإسلام فيها 8 قرون، كانت آخر معاقل المسلمين فى بلاد الأندلس فى غرناطة، وكانت الحضارة الأوروبية فى الأساس فى الأندلس، ولكن حينما انفرط عقد الأمة زالت دولة الإسلام فى الأندلس، وبسبب البعد عن منهج الله تعالى، كما انهارت بسبب عدم تطبيق شرع الله وانغماس المسلمين وحكامهم فى الملذات وتشييد القصور وأصبح الهدف هو المغنيات والراقصات والمغنيين، كما انهارت عندما تحالف بعض حكام المسلمين مع خصوم الإسلام.
أضاف الخطيب: انهارت الدولة الإسلامية حينما انصرفوا عن دورهم وانشغلوا بقضايا ليست من الأولويات فى ذاك الزمان، وتركوا الشعب وانشغلوا بالمعارك الكلامية، قائلا:" العلماء هم المنوط بهم جمع كلمة الامة ووضع فى ذهنهم لفقه الأولويات ولم الشمل".
وبعد انتهاء صلاة الجمعة، تعالت نداءات المصلين وطالبوا الرئيس محمد مرسى بالمسارعة بالإفراج عن المعتقلين الـ5 المصريين فى السعودية والإمارات، وتفعيل القانون ضد البلطجية".
الجدير بالذكر، أن آخر خطبة صلى فيه الرئيس مرسى كانت قد شهدت مشادات بين المصلين والخطيب.
الرئيس مرسى يصلى الجمعة بمسجد "الشربتلى"
الجمعة، 04 يناير 2013 02:35 م
الرئيس محمد مرسى فى مسجد الشربتلى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الله يحفظك ياريس
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
زيزي المهندس
الله يحفظه ويحميه ويوفقه
عدد الردود 0
بواسطة:
مفروس
ٌقال يعنى.... ماكلنا بنصلى هو أنت بس
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
sherif
اللهم أحفظ بلادي