اختيار وجودى !

تأتى الأم وهى تشكو أن اللبن فى صدرها قد شح فجأة وصار قليلا جدا لا يكفى لإشباع وليدها الذى لا يكف عن الصراخ جوعا ولا تدرى لذلك سبب!!!
فأسألها: هل تحسين أثناء الرضاعة بالعطش الشديد فترد: نعم لكننى أتماسك لأجله وأرفض أن أتركه يبكى حتى أذهب لأرتوى !!!
فأقول: تلك هى المشكلة ! قد يضحى الجسم بالكالسيوم والبروتين وباقى مكونات اللبن ويخرجها من بين ثناياه ليعطيها لطفلك إلا الماء لأنه للجسم هو الحياة ذاتها! أنت بقبولك الظمأ تدفعين جسدك إلى اختيار وجودى بين وجوده هو ووجود طفلك وبينما تختارين أنت بمنطقك الواضح وعقلك الواعى وجود طفلك يختار الجسد بالشفرة الربانية الحكيمة أن تبقى أنت ويذهب هو ..... يختار أن يبقى الواجد ويذهب الموجود ... فطرة الله التى فطرة الجسد عليها !!!1
**********************
هكذا .... أرى مصر ...... ماء المحاياة !!!1
لم يوجد العالم كما نعرفه قبل أن توجد مصر
ولا نعرف له تاريخا له معنى قبل أن تشرق هى كشمس للحضارة
وما كان غروبها لبعض الفترات إلا إيذانا بشروق جديد
أسأل نفسى أحيانا: ماذا لو اضطر العالم - كل العالم - فى لحظة ما إلى الاختيار بين بقاء مصر ... وبقاء إسرائيل !1
للحظة قد يجيب العقل والمنطق الواعيين بأن العالم - وعلى رأسه أمريكا وأوروبا - سوف يختارون بقاء إسرائيل !1
لكن يردنى قلبى فورا إلى حقيقة أن هذا العالم بكل مكوناته وأطيافه هو بعض من خلق الله ولو خير بين مصر وإسرائيل فسوف يختار مصر .... إنه اختيار وجودى !!1
فما وجدت إسرائيل ولا وجد العالم نفسه إلا بوجود مصر !!!1
فطرة الله التى فطر العالم عليها !!!1

وهكذا أرى الحب .... ماء الروح !!!1
يشرق فى قلبك فى لحظة تظنها ضعفا ... وما تدرى أنها منتهى القوة
تظنها بلا عقل ولا منطق ! وهى عين العقل وكل المنطق !!!1
هى اختيار روحك الوجودى ... ذلك الاختيار الذى إذا أهملته صرت جسدا بلا روح !!!!1
تملأ الدنيا صياحا وصخبا لتثبت وجودك ... لكن حين يجن عليك الليل، وتشتد وحشتك، تدرك أن وجودك ليس إلا ... فناااااء
فطرة الله التى فطر الروح عليها
ولن تجد لفطرة الله تبديلااااااا