يسعى صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف لدى المانحين الدوليين لتدبير تمويل قدره 88.4 مليون دولار أمريكى، لمواجهة الاحتياجات الإنسانية العاجلة لنحو ثلاثة ملايين امرأة وطفل فى جنوب السودان، ممن اضطرتهم ظروف التوترات الأمنية والعسكرية إلى النزوح عن مناطق سكنهم، أو دفعت بعضهم للتسلل إلى الأراضى الأوغندية.
وأشارت يونيسيف، فى بيان أصدرته اليوم الأربعاء، إلى أنه بدون تدبير هذا المبلغ فإنها ستواجه عجزاً عن تقديم أوجه الرعاية المطلوبة للنساء والأطفال المنكوبين فى جنوب السودان التى تعد إحدى دول حوض النيل ومواجهة سوء التغذية الخانق الذى يعصف بحياتهم وسلامتهم الصحية.
وأكد بيان يونيسيف أن مواجهة سوء التغذية فى جنوب السودان لأطفال ونساء مناطق الصراعات يحتاج إلى 22.3 مليون دولار، وبالإضافة إلى ذلك يتطلب توفير إمدادات مياه الشرب النقية لهم 21.6 مليون دولار، فضلاً عن 18.1 مليون دولار لتحسين حالة الصحة العامة لهم.
وشدد البيان على أن عددا ممن يواجهون تدهورا فى أوضاعهم الغذائية فى جنوب السودان قد تضاعف فى العامين الماضيين من 1.2 إلى 2.4 مليون دولار، نتيجة استمرار موجات نزوح اللاجئين.
وفى إقليم كردفان الجنوبى، رصدت يونيسيف نزوح 175 ألف لاجئ جديد إلى إقليم أعالى النيل، نتيجة الاشتباكات المسلحة فى جنوب السودان، بالإضافة إلى ذلك نزح ما لا يقل عن 100 ألف من أبناء إقليم أبيى المتنازع عليه بين الخرطوم وجوبا منذ مايو 2011 إلى مناطق أكثر أمنا، لكنها تفتقر لمقومات الإعاشة الأساسية لهم.
وتشير تقارير الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية إلى تدهور متعاظم فى أوضاع الصحة العامة للأطفال فى جنوب السودان، حيث يفقد واحد من كل تسعة أجنة حياتهم قبل الولادة، بسبب تردى الحالة الصحية للأمهات الحوامل، كما كشف مسح أجرته يونيسيف فى نهاية 2012 عن وصول الأمصال والتطعيمات الضرورية إلى نسبة لا تتعدى 10% من أطفال جنوب السودان.
وقدر المسح وجود 200 ألف طفل فى الجنوب على شفا الهلاك جوعا ومرضا بنهاية عام 2012، وذلك على الرغم من حملات علاج سوء التغذية التى تقوم بها يونيسيف بشكل منتظم
فى السودان، والتى تسفر سنويا عن إنقاذ 70 ألف طفل من الهلاك، نتيجة الافتقاد إلى الغذاء والمياه النظيفة.
وشدد بيان اليونيسيف على ضرورة تضافر جهود وكالات الإغاثة الدولية والمنظمات غير الحكومية العاملة فى هذا المجال للعمل على تحسين الحالة الصحية والإنسانية والغذائية لأطفال جنوب السودان.
وأشارت منظمة اليونيسيف إلى أنها وحدها قد استطاعت فى عام 2012 إيصال الخدمات الصحية الأساسية لنحو مليون من أبناء جنوب السودان، وتوفير الأدوية اللازمة لهم، فضلاً عن إيصال مياه الشرب المأمونة إلى 300 ألف طفل فى تلك الدولة الوليدة.
وقد وضعت يونيسيف خطة لتقديم العلاج لنحو 122 ألفا و780 طفلا فى جنوب السودان، ممن هم دون الخامسة، ويعانون أوضاعا غذائية وإنسانية غاية فى الصعوبة وذلك خلال العام الجارى.
وبالإضافة إلى ذلك ستقدم يونيسيف الأدوية الوقائية من الملاريا والتلوث الكبدى لنحو 1.8 مليون طفل فى جنوب السودان، بالإضافة إلى تقديم المساعدات التدريبية والتوجيهية للنشطاء الميدانيين فى مجال الإغاثة ورعاية الطفولة فى جنوب السودان بما إجماليه 200 ألف وحدة مساعدة تدريبية.
كانت يونيسيف، التى تعمل فى 190 دولة حول العالم، قد دشنت مؤتمرا للمانحين الدوليين فى المجالات الإغاثية والإنسانية لعام 2013 استضافته العاصمة السويسرية جنيف فى الأسبوع الماضى، أعلنت فيه يونيسيف احتياجها العاجل إلى 1.4 مليار دولار لمواجهة مشكلات الرعاية الصحية والإنسانية الضرورية للأطفال والأمهات فى 45 من بلدان العالم التى تشهد صراعات عادة يكون الأطفال والنساء والفئات المستضعفة هم أول دافعى فاتورتها.
"يونيسيف" تسعى لتدبير 88 مليون دولار لإنقاذ أطفال ونساء جنوب السودان
الأربعاء، 30 يناير 2013 04:46 م
أهالى بإقليم كردفان الجنوبى يعانون من سوء التغذية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة