هدى صلاح تكتب: ويل لقاضى الأرض من قاضى السماء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القضاة ثلاثة.. قاضيان فى النار وقاض فى الجنة"، هل سمع جميع قضاتنا هذا الحديث من قبل؟! أخشى أن بعضا منهم سمعوه ولم يلقوا له بالا، وإلا ما كنا قد رأينا عجبا من بعضهم هذه الأيام، ولا ندرى بأى قانون يحكمون..

هل هو القانون الفرنسى؟ أم الإنجليزى؟ أم قانون أى أمة أخرى من الشرق أو الغرب؟

هل يوجد أى قانون فى العالم يجيز الحكم فى قضيتين متشابهتين بحكمين مختلفين وفى يوم واحد أيضا؟! يبدو أن البعض لهم مكيالان يزنون بهما، مكيال ضد التيارات الإسلامية على طول الخط، والآخر يتعسف فى القياس، فإذا كان الموقف ضد التيارات الإسلامية والقضية ضد المنتسبين للتيار الإسلامى كانت مفردات الحيدة والموضوعية والنصوص القاطعة المانعة، حتى لو كان المستهدف هو الرئيس نفسه، فنجد عندئذ القسوة والعنف وغياب التبرير، دون الاعتماد على أى حيثية قانونية معتبرة، أما لو كان العكس وكان الأمر لصالح التيار الإسلامى، يتغير الميزان، فنجد أن البعض لديه القدرة على تحويل الباطل إلى حق، والتحريض إلى حرية فكر وإبداع.

مازلنا نتغنى بالقضاء الشريف.. القضاء النزيه.. القضاء المحايد.. وأخشى أن الشرف لدى بعضهم لا يجتمع مع المحسوبية والواسطة والقرابة، كما لا نظن أن يتوقى هؤلاء العدل فى كبائر الأمور وصغائرها.

ولا ندرى، هل ينظر هؤلاء المشار إليهم خلفهم مرة واحدة ليروا الآية التى علقت على الحائط: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}.
{ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين}.

وإلى أولئك وأشباههم الذين ناصبوا التيار الإسلامى العداء.. أقول لهم: "الله الموعد".
قال تعالى:{ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار}.