قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إن الأخبار السيئة لمصر هى أن الاضطراب الدموى الذى شهدته بعض شوارع المدن الرئيسية فى البلاد منذ يوم الجمعة الماضية مهدد بالتفاقم بشكل أسوأ خلال الأشهر القادمة، لأن خطط الرئيس محمد مرسى لإنقاذ اقتصاد مصر الغارق يعتمد على قرض صندوق النقد الدولى الذى يتطلب تدابير تقشف صارمة ستلحق مزيدا من الضرر بمستويات المعيشة لكثير من الذين يطالبون بالفعل للإطاحة به.
وترى الصحيفة أن موجة الاشتباكات الأخيرة أشعلتها عدة أزمات سياسية متشابكة، وأزمة ثقة عميقة الجذور فى مؤسسات الدولة فى فترة ما بعد مبارك، ولاسيما القضاء والأجهزة الأمنية، والمحاولات المتكررة من جانب إسلاميو مرسى لاستخدام انتصاراتهم "الطفيفة" فى بعض الأحيان فى الصناديق كأساس لاحتكار السلطة، وعدم قدرة المعارضة العلمانية على توطين نفسها على حكم الانتخابات واعتقادهم على ما يبدو أن بإمكانهم الإطاحة بمرسى مثلما أطاحوا بمبارك من خلال الاحتجاج فى التحرير، هذا إلى جانب حركات الاحتجاج العنيفة التى تشمل الألتراس وأيضا جماعة بلاك بلوك التى قامت بإلقاء الحجار ة والمولوتوف فى المظاهرات، وكل طرف يلوم الآخر، لكن حكم التاريخ ربما لا يكون لطيفا مع طبقة سياسية تشارك فى معركة من أجل القيادة فى الوقت الذى يعانى فيه الاقتصاد بشدة.
وتمضى المجلة فى القول بأن القرض الذى تريده مصر من صندوق النقد الدولى يمكن الحصول عليه فقط من خلال فرض إجراءات تقشف، ستؤدى إلى ارتفاع حاد فى الألم الاقتصادى الذى يعانى منه الملايين من الفقراء، والتقشف هو أمر يخجل منه معظم الحكومات حتى فى أفضل الأوقات السياسية، ومرسى سيضطر إليه فى ظل معركة دائرة فى الشوارع.
وتوضح الصحيفة، أن تنفيذ شروط صندوق النقد للحصول على القرض تمثل مخاطرة سياسية هائلة لمرسى، واعترفت بها حكومته عندما تم تأجيل القرض وسط اضطراب بشأن الدستور، وعندما تواجه شرعية الحكومة تحديا من الحشود الغاضبة فى الشوارع، وآخر ما تريده هو زيادة أسعار بعض السلع كالوقود والسجائر وزيت الطهى، لكن رئيس الحكومة هشام قنديل قال خلال منتدى دافوس، إن وفد الصندوق سيزور مصر خلال أسبوعين مقبلين، وسيتم التوصل إلى اتفاق بشأن القرض قبل مغادرتهم، ويعتقد أن الحكومة قد تتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات البرلمانية.
تايم: الاضطراب فى مصر مهدد بالتفاقم بسبب قرض صندوق النقد
الأربعاء، 30 يناير 2013 02:52 م