كان حسنى مبارك يحكم مصر بالخوف الناتج عن قمع أجهزة الأمن، أما محمد مرسى فيحكمها بالخوف الناتج عن ترويج نظرية المؤامرة، مضافا إليه كثير من الفبركة والتلفيق والتزوير والتزييف.
فى إطار السياسة وحواريها «المزنوقة» قد يبدو مقبولا أن يتحدث محمد مرسى، ثم تثبت الأيام أن حديثه كان كذبا، ويبدو مقبولا أن يعد الرئيس بالقصاص لشهداء رفح والثورة وبورسعيد وتمر الأحداث لتثبت أن الرئيس أخلف وعده، وأيضا يبدو مقبولا أن يعلن الدكتور مرسى ويقسم على حمل أمانة المواطن المصرى، وتمر الأيام لنكتشف أن الرئيس يدفع المصريين للاقتتال الأهلى فى الشوارع من أجل نصرة قرار سياسى خاطئ، ولكن يبدو لجوء الحاكم وأنصاره للفبركة والتلفيق والتزوير من أجل تثبيت أركان حكمه أمرا مقززا.
الرئيس وأنصاره الذين يتكلمون كثيرا باسم الدين، ويرفعون راية تطبيق الشريعة، لم تمنعهم تعاليم هذا الدين، ولا علامات الرجولة، ولا شرف الخصومة من أن يقوموا بفبركة نظرية مؤامرة جديدة لإقناع الشعب المصرى بأن ما يحدث فى مصر ليس ناتج فشل محمد مرسى وقلة حيلته وضعفه، بل ناتج مؤامرات خارجية على الرئيس الذى يحمل الخير لمصر، فتجدهم تارة يتحدثون عن مؤامرة إسرائيلية صهيونية دون أن يمنحنا أحد تفسيرا لدخول مرسى طرفا فى التفاوض مع تل أبيب من أجل هدنة حماس، والتنسيق لزيارة قنديل لغزة، والإبقاء على اتفاقية الكويز. وتارة أخرى يحدثونك عن مؤامرة أمريكية دون أن يمنحوا الناس تفسيرا لزيارات الحداد والعريان، وتصريحات التأييد المطلق القادمة من البيت الأبيض لخطوات مرسى. وتارة أخرى يحدثونك عن مؤامرة خليجية تقودها الإمارات من أجل إسقاط محمد مرسى، ولأنهم لا يملكون دليلا واحدا على وجود مؤامرة بهذا الشكل، كان طبيعيا أن يقوم أهل الدين والتقوى والصلاة بفبركة عدد من الأخبار والترجمات التى تؤكد وجود مؤامرة إماراتية على مصر، وكان آخرها قيام الصفحات الإخوانية وبعض مواقع الجماعة بنشر تصريحات منسوبة للمفكر الأمريكى نعوم تشومسكى نسبوا إليه قوله إن الإمارات تتآمر على مصر خوفا من مشروع مرسى لتطوير قناة السويس، وهو الكلام الذى لم أجد له أصلا فى أى وسيلة إعلام أجنبية، ولا فى جدول محاضرات جامعة كولومبيا التى قال الإخوان إن تشومسكى قال هذه التصريحات فى محاضرة بها، ولا حتى على الموقع الشخصى الخاص بالرجل، والذى يتضمن كل نشاطاته وكتاباته.
نحن أمام جريمة تزوير وفبركة متكاملة يهدف الإخوان من خلفها خلق عداء بين الشعب المصرى والشعب الإماراتى الشقيق. نحن أمام جماعة تريد أن تجر مصر وشعبها إلى معركة جديدة من أجل مصالحها الخاصة. نحن أمام جماعة تلعب نفس لعبة مبارك فى أزمة الجزائر الشهيرة عبر إلهاء الشعب فى خصومة عربية جديدة، والإيحاء بأن الكل يتآمر ضد مصر لتبرير الخسائر والفشل، نحن أمام رئيس لا يخاف الله فى شعبه، ولا يترك فرصة إلا أكد فيها أنه جاء ليخدم مصالح جماعته أو أهله وعشيرته، لدرجة أنه أرسل مساعده وسكرتيره للإمارات من أجل متابعة أزمة عناصر جماعة الإخوان المسلمين الذين تم اعتقالهم هناك، بينما اكتفى باتصال هاتفى لمتابعة الهجوم على الكنيسة المصرية بمصراتة رغم وجود حالات وفاة، ولم يتحرك بنفس الهمة والقوة لبحث أمر وشؤون المعتقلين المصريين فى السعودية، وغيرها من البلدان.
الحقائق واضحة ولا مجال للتلاعب بها، مرسى ليس فقط رئيسا مرتبكا وضعيفا ويعانى من أمراض قلة الابتكار والإبداع، لكنه صورة تحركها جماعة كنا نظنها تملك القدرة على تقديم الكثير لهذا الوطن حينما تصل إلى كراسى الحكم، ففضحتها الأيام وأثبتت أنها لا تملك سوى «الفنكوش» لتقدمه لأبناء هذا الوطن، مرة فى صورة طائر نهضة، ومرة فى صورة خطب أحضان وحب، وثالثة فى صورة مؤامرات.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد نواره
لا تعليق
لا تستحق التعليق
هداك الله
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير حموده
حسبى الله و نعم الوكيل فى الاعلام مؤجج الفتنة
حسبى الله و نعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
الاسيوطى
مــقــال رائــع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود أبوزيد
فعلاً لاتستحق التعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed Khalid
تحية وتقدير
عدد الردود 0
بواسطة:
shoman
البعد عن الدين
عدد الردود 0
بواسطة:
hisham
والله العظيم أحنا وقعنا فى أيدى عصابه ولكنها غير محترفه ومفضوحه ..
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ صلاح الدين كساب
غيرت صورتك و مازال قلبك بنفس الحقد
عدد الردود 0
بواسطة:
أم الامراء
الأخوان يتصدرون الجهات التي تستهدف دول الخليج العربي
عدد الردود 0
بواسطة:
أم الامراء
الأخوان يتصدرون الجهات التي تستهدف دول الخليج العربي