سليمان شفيق

الأقباط والقومية العربية

الخميس، 03 يناير 2013 11:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يقلقنى فى الآونة الأخيرة هو تناول قطاع كبير من الأجيال الشابة لمفهوم العروبة وكأنه مفهوم عرقى فقط، والبعض الآخر خاصة فى أوساط الشباب القبطى يراه من منظور طائفى، وقبل أن نشرع فى الحديث عن دور المسيحيين العرب والمصريين فى تأسيس الفكر القومى نود أن نطرح تعريفا لمفهوم القومية العربية كما جاء على لسان عزمى بشارة «القومية العربية ليست رابطة دم ولا عرق، بل هى جماعة متخيلة بأدوات اللغة ووسائل الاتصال الحديثة تسعى إلى أن تصبح أمة ذات سيادة».
وتجهل أجيال كثيرة من الشباب القبطى أن الحركة القومية العربية بدأت فى مطلع القرن الـ19 على يد مفكرين مسيحيين مثل قسطنطين رزيق فى مواجهة المد العثمانى ثم ظهرت حركة البعث أيضاً فى النصف الثانى من القرن الـ20 على يد مفكرين مسيحيين مثل ميشيل عفلق، كما امتد نضال القوميين العرب ضد الصهيونية فى فلسطين عن طريق المفكر العربى المسيحى عزمى بشارة.
على الجانب المصرى نجد مكرم عبيد الذى زار القدس 1931، وتضامن مع نضال الشعب الفلسطينى، وأكد على أن «فكرة الفرعونية كانت تمثل حركة لفصل مصر عن الدول العربية الأخرى»، كان ذلك الموقف غير تقليدى، ليس بالنسبة لسياسى قبطى فحسب، ولكن مقارنة بأى سياسى مصرى فى ذلك الوقت، وفى عام 1939 كتب مكرم عبيد مقالاً بعنوان: «المصريون عرب» ناقش فيه للمرة الأولى قضية الوحدة العربية، مشيرًا إلى أن «التاريخ العربى سلسلة متصلة؛ بسبب اللغة، والثقافة العربية»، ويضيف عبيد: «وأن على العرب أن يسلكوا الطريق الذى سلكه الأوروبيون، بأن يقيموا تنظيمًا يلتفون من خلاله فى ميثاق قومى واحد؛ لبذل الجهود من خلال النضال العربى المشترك؛ من أجل الحرية والاستقلال»، هكذا كان مكرم عبيد متقدمًا عن معظم الأفكار المطروحة قبل تأسيس الجامعة العربية بست سنوات وإلى الآن.
وإذا أضفنا إلى ذلك مواقف الكنيسة من مفهوم العروبة والتعريب من البابا غبريال ابن تريك، فى القرن العاشر، وصولا إلى البابا شنودة الثالث فى القرن العشرين واستمرار ذلك مع البابا تواضروس الثانى حاليًا كما تجدر الإشارة إلى أراخنة أقباط عظام كتبوا فى عروبة القبط مثل أولاد العسال والذين كان لهم رواق باسمهم فى الأزهر ثم القمص سرجيوس وكتاب قبط كبار آخرين مثل سيف يوسف مسعد صادق والدكتور سليمان نسيم وآخرين وصولا إلى كتابات بيت التكريس بحلوان «كتابات من وراء خط النار التى كان يشرف عليها الأب متى المسكين».
ربما توارت هذه الدوائر القومية المضيئة خلف ضعف الحركة القومية العربية وربما يعود أيضا إلى التحالفات غير المبدئية، التى تمت بين الحركات القومية والناصرية من جهة والحركات الإسلامية من جهة أخرى والتى استفاد منها بشكل خاص التيار الإسلامى على حساب الفكر القومى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة