عندما كان الدكتور محمد مرسى نائبا عن الشعب قبل الثورة وقياديا فى جماعة الإخوان المسلمين، كانت له مواقف وآراء سياسية فى قضايا معينة، ولكن عندما وصل إلى سدة الحكم وأصبح رئيسا للجمهورية فى يونيو الماضى تغيرت مواقفه مائة وثمانون درجة على النقيض فى نفس هذه القضايا.
ففى عام 2005 عندما وقعت كارثة قطار العياط، ظهر الدكتور محمد مرسى (النائب البرلمانى وقتها) وخطب فى مجلس الشعب وطالب بمحاسبة المسئولين، وأن تتحمل الحكومة مسئوليتها كاملة عن هذا الحادث وأن تتقدم باستقالتها أو يتم إقالتها، لأنه لا يمكن لعامل المزلقان أو سائق القطار أن يتحملا هذه الكارثة بمفردهما أو أن "يشيلوا" القضية وحدهم، بينما عندما وقعت حوادث القطارات الأخيرة فى عهده والتى بلغت حوالى ست حوادث لم يحرك ساكنا، ولم يقيل الحكومة، ولا حتى أعلن عن خطط واضحة وصريحة لتطوير مرفق السكة الحديد بل أرجع هذه حوادث القطارات إلى الفساد الذى كان مستشرٍ فى عصر الرئيس السابق حسنى مبارك!
وفى عام 2005 أيضا عندما طلبت مصر قرضا من صندوق النقد الدولى، رفض الدكتور محمد مرسى ووقف فى مجلس الشعب رافضا، واعتبر أن القروض هى نوع من الربا التى حرمها الله، وطالب الحكومة برفض القرض، وأيضا فى عام 2012 وأثناء حكم المجلس العسكرى وحكومة الدكتور كمال الجنزورى رفض حزب الحرية والعدالة الذى كان يرأسه الدكتور محمد مرسى القرض الذى تقدمت به الحكومة رسميا من صندوق النقد الدولى بقيمة 3,4 مليار دولار، ولكن سبحان الله فى نفس العام عندما أصبح الدكتور مرسى طلبت مصر نفس القرض من صندوق النقد الدولى ورفعت قيمته إلى 4,8 مليارات دولار وبفائدة 1,1% وصرح سيادته بأن نسبة الــ 1,1% ما هى إلا مصارف إدارية وليست فائدة، لأنه لا يقبل أن يأكل المصريون من الربا أبدا!!
وفى عام 2010 وبعد الاجتياح الإسرائيلى لغزة، كان الدكتور محمد مرسى فى أحد المؤتمرات الإخوانية وصرح بأن اليهود (يقصد الإسرائيليين) هم أحفاد القردة والخنازير، وأنه يجب على كل أم أن ترضع أبناءها كراهية اليهود (وكان على الدكتور مرسى أن يفرق بين أصحاب الديانات السماوية وهم اليهود وبين الأعداء وهم الصهاينة المحتلون)، بينما فى عام 2012 عندما أصبح رئيسا تودد إلى "اليهود" وكان هذا جليا فى الخطاب العاطفى الذى بعث به إلى الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريس بمناسبة تعيين السفير عاطف سيد الأهل سفيرا جديدا لمصر فى تل أبيب والذى احتوى على الكثير من العبارات الودية مثل صديقى الوفى، وتطوير علاقات المحبة التى تربط بلدينا..إلخ
لا أعرف لماذا تغير الدكتور محمد مرسى عندما وصل إلى السلطة وأصبح جزءا منها، ولماذا لم يثبت على مواقفه وآرائه وظهر متحولا ومتراجعا، التفسير الوحيد لذلك هى المصلحة الشخصية ومصلحة جماعة الإخوان المسلمين الذى ينتمى إليها سيادته.
تلك المصلحة التى يحرم بها أى شىء فى الوقت الذى يشاء، ويحلل فيها نفس الشىء فى الوقت الذى يشاء أيضا، تلك المصلحة التى تجعله عندما يكون معارضا يقف مع الناس ومع مشاكلهم ويكون جزءا منهم، وعندما يكون فى السلطة يتحول ويبعد عنهم وكأنه لا يعرفهم، تلك المصلحة التى تجعل الإنسان يسب ويلعن قادة الدول الأخرى (حتى إذا كانوا كفرة) عندما يكون بعيدا عن السلطة، ويجعله صديقا لهم عندما يقترب من السلطة.
فالمبادئ لا تتجزأ سيادة الرئيس، فالإنسان يجب أن يظل ثابتا على موقفه وآرائه بصرف النظر عن موقعه ومكانه وبصرف النظر عن قربه أو بعده من السلطة، فاعلم جيدا أن تصريحاتك وآرائك ستظل عالقة فى عنقك ولم ولن تهرب منها أبدا، وأنت وإن كنت اليوم فى موقع المسئولية، فربما غدا لن تكون، وفى يوم من الأيام ستعود مواطنا عاديا بين صفوف الجماهير وسيحكم التاريخ لك أو عليك بحسب مواقفك وآرائك وإنجازاتك.
الرئيس محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
AMR
amr wagdi
عدد الردود 0
بواسطة:
صوت الجماهير
البعض اعتقدان البدرزين
طلع البدرشين
عدد الردود 0
بواسطة:
صوت الجماهير
البعض اعتقدان البدرزين
طلع البدرشين
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد التهامى
الدين النصيحة
عدد الردود 0
بواسطة:
ehab
وماله
وماله مهم دول الاخوان ايه الجديد
عدد الردود 0
بواسطة:
سهير
احترموا عقولنا
عدد الردود 0
بواسطة:
elsayed
حسبنا الله