"ما أشبه الليلة بالبارحة".. هكذا وصف المارون والمتواجدون بميدان الأربعين مشهد قيام المتظاهرين بحرق صورة الرئيس محمد مرسى بميدان الأربعين، وسط هتافات غاضبة "ارحل ارحل.. يسقط يسقط حكم المرشد والإخوان"، بما كان يحدث إبان نظام مبارك.
وفى مشهد آخر، تواصل قوات الجيش انتشارها بكثافة ومحكمة السويس تقرر العودة للعمل، فيما عدلت الموانئ والشركات من مواعيد عملها تزامناً مع ساعات الحظر، فيما رفضت أغلبية المحال التجارية تطبيق الحظر.
وعلى صعيد عودة المصالح للعمل، قال المستشار مدحت خاطر، رئيس محكمة السويس، إن جميع دوائر المحكمة والعمل الإدارى عادت بالكامل، بعد توقف لمدة يومين لدواع أمنية بسبب الأحداث التى شهدتها المحافظة.
وأوضح رئيس المحكمة لـ"اليوم السابع"، أن الوضع والعمل مستمر حالياً بشكل طبيعى، وأن المحكمة من الداخل لم تشهد أية خسائر أو سرقة أو اقتحام، وأن الخسائر فى الواجهة الخلفية التى تم تحطيمها بسبب رشقها بالحجارة دون مساس بالقضايا.
وقال مصدر قضائى، إنه تم نقل جميع أعضاء النيابة العامة التى تقوم بالتحقيق فى قضية قتل المتظاهرين مساء يوم 25 يناير إلى مقر قيادة الجيش الثالث بطريق السويس القاهرة من أجل تأمين سير التحقيقات.
وتابع المصدر، أن جميع أسر القتلى الثمانية والشهود الذين سيدلون بأقوالهم فى الواقعة سيتم نقلهم عن طريق الجيش من وإلى القيادة، مؤكدا أن التحقيقات تقوم بها النيابة العامة وليس النيابة العسكرية.
وبدورها قررت شركة موانئ دبى العالمية المسئولة عن إدارة ميناء العين السخنة بالسويس تعديل نظم عمل الورادى بداخلها إلى العمل بنظام 12 ساعة لتفادى ساعات الحظر وسلامة عمالها، وأعلنت الشركات الصناعية ومواد السيراميك وتصنيع الكيماويات والحديد تعديل أنظمة عملهم بسبب الحظر.
وقامت شركات صناعية بمنطقة عتاقة بإخراج تصاريح من مكتب الحاكم العسكرى بالسويس لعدم تمكنها من تعليق نظام العمل أو تعديله، وقام مسئولو الجيش بإصدار تصاريح لتحركهم بطريق العين السخنة المؤدى لمقار شركاتهم دون أية معوقات.
على جانب آخر، أكد مسئولو الغرفة التجارية بالسويس أن المحلات بالتجارية بالمحافظة بنسبة تزيد عن 60% لم تلتزم أمس بقرار الحظر، واستمروا فى عملهم، موضحين أنهم أخرجوا كافة التصريحات الخاصة بعمل المخابز ليلا ونقل وتحرك عربات الخضار التى تعمل متأخرا وتقوم بنقل البضائع للتجار بعد منتصف الليل.
فيما طالبت جبهة الإنقاذ بالسويس بتشكيل لجنة تقصى حقائق قضائية، وليست سياسية، من أجل سرعة التحقيقات فى قضية قتل 9 من المتظاهرين، بينهم شخص من الإسماعيلية، كما أوضح تقرير الطب الشرعى، ومطالبين النيابة العامة بالتحقيق لكشف هوية الجناة والمخربين الذين حرقوا أقسام الشرطة ومركز المطافئ وقتلوا خيرة شباب السويس والحياة الإنسانية.
وتابعت الجبهة، عبر بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، أنهم يرفضون أى قرارات سياسية تصدر من رئيس الجمهورية، ويؤكدون أن ما حدث بالأمس وتظاهر الآلاف من المواطنين بعد ساعات الحظر هو أبلغ رد على قرارات محمد مرسى وبيانه الأخير، مؤكدين أن الطوارئ وحظر التجول لن يطبقا مع مدن القناة وخاصة السويس.
من جانبهم، قال مسئولو قوات التأمين من قبل الجيش الثالث الميدانى، إن قوات الجيش انتشرت بكثافة صباح اليوم أمام حى فيصل وعتاقة وعدد من المناطق الريفية بحى الجناين بناء على طلب اللجان الشعبية على خلفية اجتماعهم أمس مع قائد الجيش الثالث الميدانى من أجل تكثيف التأمين على المنشآت الحكومية وتجفيف منابع المسجلين خطر والخارجين على القانون، كما ضبطوا 6 أطنان بانجو قرب المجرى الملاحى لقناة السويس.
وأكدوا لـ"اليوم السابع" أنه تم ضبط مسجلين خطر أثناء تواجدهم بمحيط المبنى الإدارى لحى عتاقة، وأن قوات الجيش بالتنسيق مع اللجان الشعبية تقوم حالية بضبط كافة الخارجين على القانون وعودة الانضباط للشارع السويسى.
وقال المهندس أحمد عمران، رئيس اللجان الشعبية بالسويس، إن هناك 1500 شخص يقومون بتأمين المحافظة بالتنسيق مع قوات الجيش، وقاموا بتأمين المظاهرات اليوم، وأن المسيرات التى شهدتها السويس لم تشهد أى واقعة خروج عن النص واحدة، وأن الوضع مستقر، وأن المظاهرات تسير بشكل جيد دون خروج عن النص والمظاهرات جميعها سلمية.
وفى ليلة أمس، تظاهر الآلاف من مواطنى السويس، احتفالاً بكسر الحظر، حيث نظموا مسيرة حاشدة جابت شوارع المدنية رافعين أعلام مصر، ومرددين هتافات تطالب بإسقاط حكم المرشد والإخوان.
وفى مشهد احتفالى، قام المتظاهرون بإطلاق عشرات الألعاب النارية، رافعين لافتات مدونا عليها "أن السويس ستسقط حكم الإخوان كما أسقطت حكم مبارك".
ولم تشتبك قوات الجيش نهائياً مع المتظاهرين، وقام المواطنون بالتقاط بعض الصور التذكارية بجوار المدرعات.
من جانبه، قال على أمين، القيادى بحزب الوفد بالسويس وعضو جبهة الإنقاذ، إن الجبهة بالسويس أكدت أنه لا تراجع عن مطالب الثورة، وأن الكلمة الأخيرة لرجل الشارع بالسويس ومصر بالكامل، وأن الشعار المرفوع الآن "الشعب يريد إسقاط النظام"، وجميعنا مع هذا الشعار ولا تراجع عنه، وأن الجبهة تؤكد أن مدن القناة لن تعزل عن مصر بهذا القرار من رئيس الجمهورية.
وتابع أمين لـ"اليوم السابع"، أن تظاهر الآلاف هو أبلغ رد على نظام الإخوان، مؤكداً أن السويس سوف تستمر فى تظاهرتها حتى تحقق مطالبها، وتابع أمين أنه فى ظل هذه التظاهرات وهذا الحشد وغياب الشرطة ولم تشهد المظاهرات خروج أحد عن النص متسائلا الجميع أين البلطجية وأين الفوضى التى اتهمنا بها النظام القائم؟.
وأكد الآلاف فى المسيرات ليلة أمس أنهم لن ينفذوا قرار الطوارئ أو الحظر، وسوف يمارسون عملهم بشكل طبيعى وتلقائى بجميع شوارع السويس.
من جانبه، قال إسلام مصدق، المتحدث الإعلامى باسم تكتل شباب السويس، إنهم قرروا التجمع بميدان الأربعين مساء كل يوم والتظاهر، وعدم تنفيذ قرار الحظر أو أى قرارات صادرة عن مكتب الإرشاد أو حكومة قنديل، وأن السويس التى أسقطت مبارك قادرة على أى نظام آخر.
باصور.. السويس تواصل الغضب ضد الحظر.. والمحال التجارية ترفض تنفيذه
الثلاثاء، 29 يناير 2013 03:49 م
مظاهرات ليلة أمس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة