قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن التحول الديمقراطى فى مصر أصبح تحوم حوله الشكوك مع الدور الذى تقوم به "الميليشيات" فى زيادة الاستقطاب.
وأضافت الصحيفة فى تقرير لمحرر شئون الشرق الأوسط إيان بلاك إنه مع عدم ثقة المعارضة العلمانية فى الرئيس محمد مرسى والإخوان المسلمين، فإن النظام والحياة السياسية ينهاران فى مصر.
وتشير الصحيفة أن الآمال بالوصول إلى نهاية سريعة للمأزق الذى تواجهه مصر قد تلاشت أمس الاثنين مع رفض المعارضة دعوة الرئيس محمد مرسى للحوار الوطنى فى ظل العنف الذى يلقى بظلاله على الذكرى الثانية للثورة.
وتوضح الصحيفة أن الاستقطاب الشديد هو السمة المميزة للتحول الذى لا تزال نتائجه غير واضحة. ووصفت قيام الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين فى قصر النيل أمس بأنه حالة من "الديجافو" أى تكرار لموقف مماثل، ففى مثل هذا اليوم تحديدا قبل عامين بدا أن قوة الدولة المصرية قد ضاعت عندما تم حرق مقر الحزب الوطنى الحاكم حينئذ.
وأشارت الصحيفة إلى استمرار حالة عدم الثقة بشكل واضح فى القتال الذى شهدته مدينة بورسعيد، والذى يعد مقياسا لمدى سوء الأمور حتى قبل أن يدلى الرئيس محمد مرسى بخطابه ليلة الأحد ليفرض حالة الطوارئ التى وعد قبل انتخابه بعدم فرضها أبدا.
واعتبرت الصحيفة أنه ليس من المستغرب أن ترفض جبهة الإنقاذ الوطنى الحوار بعد الاتهامات التى حملها الرئيس لها برعاية الفوضى والبلطجة، متجاهلا مضمون شكواها منذ أن تعهد بأن يكون رئيسا لكل المصريين.
ونقلت الصحيفة عن مايكل حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكى قوله إن عدم الاستقرار يكمن فى الطريق الأحادى الذى يسلكه الإخوان المسلمين وعدم كفاءتهم، مضيفا أن هذا النهج لا يمكن أن ينجح خلال فترة لا تزال انتقالية.
وتمضى الصحيفة قائلة إن المعارضة تتعرض لانتقادات هى الأخرى وتُتهم بالتنافر والانتهازية . فتلميح المعارضة إلى استعدادها لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة عندما تظهر الاستطلاعات تراجعا ثابتا بحزب الحرية والعدالة يبدو تدمير ذاتيا.
والمثير للقلق، تتابع الجارديان، لأن هناك مؤشرات فى هذا الجو الساخن على انتشار الميليشيات، سواء متمثلة فى جماعة بلاك بوك أو النشطاء الذين لهم جذور فى الجماعة الإسلامية. وسيكون مقلقا للغاية لو اعتقد عدد كبير من المصريين أنه من الأسهل أو الأبسط تقرير مصير ومستقبل بلدهم فى معارك الشوارع بدلا من التصويت.
ويخشى المتشائمون من ديناميكية لا تتوقف تولد القمع والفوضى وعدم الاستقرار ويغذى كل طرف تجاوزات الآخر وسوء تقديراته.
لكن هناك سيناريوهات معتدلة أخرى، حسبما توضح الصحيفة حيث يقول المحلل الغربى ستيف نيجوس إن التوافق برغم كل العقبات التى يجب التغلب عليها لا يزال هو المخرج الأكثر احتمالا فرغم كل الاستقطاب السياسى فى مصر، فإن البلاد لا يزال لديها اشمئزاز من العنف بما يجعل الحرب الأهلية غير محتملة الآن. فتجربة الديكتاتورية المرة تعنى أن البلاد ستكون مترددة للغاية للعودة إليها مرة أخرى بما يجعل الانقلاب غير محتمل أيضا الآن.
الجارديان: ظهور الميليشيات يزيد الاستقطاب ويحيط بالشكوك حول التحول الديمقراطى
الثلاثاء، 29 يناير 2013 01:58 م
البلاك بلوك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة