لم أجد تفسيرا أو مبررا للأحداث التى شاهدتها عبر الفضائيات فى الذكرى الثانية للثورة وتكرر السيناريو والمشهد القديم؛ حالة من الفوضى تسيطر على مناطق متفرقة فى ربوع مصر أبطالها يجيدون الكر والفر، وهم يلقون بالحجارة فى اتجاه قوات الشرطة، وعندما يتحدثون إلى وسائل الإعلام يهاجمون ويسبون ويشككون فى كل شىء، وكان الأجدى من ذلك أن تكون الذكرى السنوية للثورة وقفة لمحاسبة الحكومة عن السنة السابقة ماذا قدمت أو أنجزت، ويمكن أن نضع تقليدا محمودا نلزم فيه الوزراء بتقديم كشف حساب وتقرير واضح بما أنجزوه، كان من الأولى أن تظهر المظاهرات لتفضح استمرار الفساد فى معظم مؤسسات الدولة بالمواجهة الصريحة ضد الوزير الفلانى أو المسئول العلانى ونكشف عن تقاعس مديريات الأمن عن فرض السيطرة الأمنية داخل محافظاتهم.
المرحلة التى تمر بها مصر تحتاج إلى استخدام النقد البناء والتصدى لبقايا الفساد وكبح جماح الوصوليين والانتهازيين وأصحاب المصالح الشخصية، ويضم المشهد بعض الشباب الصغار الذين تسبقهم حماستهم أسرع من عقولهم أو استيعابهم فهم يشعرون بنشوة التعصب والاعتراض لمجرد إشباع رغبة داخلية فى الظهور دون سبب حقيقى يبرر اندفاعهم وتلاحمهم مع قاذفى الأحجار والمولوتوف.
إن الحكومات المتعاقبة منذ قيام الثورة لم تنجح فى معظم مطالب الشعب؛ فلم تتحقق العدالة الاجتماعية حتى فى توفير مدفن لكل مواطن، ولم تفلح الجهود الحكومية فى توفير القطن والشاش فى مستشفياتنا؛ ولم تنجح الجهود الشرطية فى إعادة الانضباط للشارع المصرى وظلت الأزمات تلاحق المواطنين نتيجة ضعف الرقابة على الأسواق وتفشى السوق السوداء، ورغم ذلك فلا مبرر لمشاهد الحرق والضرب والسب التى يستخدمها البعض فى الذكرى الأولى للثورة حتى لا يصدق البعض أن هؤلاء هم الأداة التى يستخدمها أذيال النظام السابق للقضاء على فرحة المصريين بثورتهم ولإظهار مصر فى صورة البلد غير المستقر والذى تغلب عليه حالة الفوضى وتنهار مصر وتسقط السفينة بكل ركابها.
أشــرف مصطفى الزهوى يكتب: السيناريـو المتـكـرر
الثلاثاء، 29 يناير 2013 05:42 م