محمد على عبد الهادى يكتب: الأيام العجاف لثورة 25 يناير

رغم تعدد السلبيات التى خصمت من رصيد ثورة 25 يناير الكثير.. وكأننا نعيش أياما عجافا أكلت من إيجابيات الثورة ما أكلت، حتى جعلت البعض يترحم على أيام النظام السابق.. إلا أن خسارة التوافق الوطنى سيظل أبرز السلبيات التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة.. والحقيقة أن الرئيس وجماعته لم ينجحا فى اختبار التوافق رغم اعترافنا بتحمل القوى الوطنية الأخرى جزءا من المسئولية.. أقول ذلك بعد أن أضاع الرئيس وجماعته الفرصة تلو الأخرى.. ففشل هو وجماعته فى إحداث التوافق الوطنى فخلق فجوة مع رفقاء النضال والميدان.. بل وازدادت الفجوة اتساعا بعد أن انتقلت أساليب الصراع الحزبى إلى مستوى الربط بينها وبين إدارة الدولة.. كان يجب على السيد الرئيس القفز على المصالح الحزبية وإعلاء قيمة الانتماء للوطن الواحد لكى نخطو بالوطن إلى الأمام لكنها روح التربص التى تسيطر على الجميع فأضاعت كل ما هو وطنى فى المنتصف.. فكلا الجانبين يتشكك فى نوايا الآخر.. يكفى أن تدقق فى إطلاق حملة "معا نبنى مصر" من قِبل جماعة الإخوان المسلمين لبناء مليون شقة وعلاج مليون مريض بالمحافظات فى مثل هذا التوقيت لينتابك الشك..ورغم أنها مبادرة جيدة وتعد تفعيلا لدور منظمات المجتمع المدنى فى البناء والسعى للتنمية.. لكنها بالفعل تطرح العديد من التساؤلات فلماذا لم تتم هذه المبادرة احتفالا بانتخاب الرئيس مرسى وفى بداية حكمه ولماذا الآن وكأنها مبادرة لاعتبارات انتخابية...بل يكفى أن تتأمل تصريح الدكتور محمود غزلان بأن جماعة الإخوان المسلمين غير ملزمة بنتائج الحوار الوطنى الذى أجرته رئاسة الجمهورية وهى التى كانت تعيب على المعارضة عدم استجابتها للحوار للوصول إلى توافق وطنى لتتأكد من حجم الأزمة التى تعيشها مصر الآن...أنه قصور فكر وغياب رؤية فى لحظة يستحق فيها الوطن منا أكثر من ذلك.