أكد الدكتور نصر السيد الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة أن التمكين والتوظيف مدخل حقيقى لحرية الإنسان وخاصة للأطفال بلا مآوى، ويأتى ذلك بتنفيذ نموذج تأهيل متكامل يتيح للشباب فى وضعية الشارع تمكينهم من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية دون تمييز، مشيرا إلى أن المجلس بالتعاون مع المعهد العربى لإنماء المدن، يتبنى هذا المشروع لأهميته ولما يحققه من أهداف تتمثل فى تعزيز حقوق الشباب، وإرساء قيم العدالة الاجتماعية ورفع الظلم.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات ورشة العمل الإقليمية حول (سبل تمكين وتوظيف الشباب فى وضعية الشارع) اليوم الاثنين، بحضور الدكتور عبد السلام السليمان مدير برنامج الأطفال والشباب بالمعهد العربى لإنماء المدن، وممثلى وزارات (الصحة والسكان، الشئون الاجتماعية، الصناعة، القوى العاملة والهجرة، الإعلام) وخبراء من دول (الهند، ولبنان، والسودان، والبرازيل، والمملكة المتحدة، والسعودية) والمنظمات الدولية (اليونيسيف، هيئة إنقاذ الطفولة) وممثلى جمعيات المجتمع المدنى.
وقال الأمين العام للمجلس إن هذا المشروع يساهم فى تخفيف حدة ظاهرة أطفال الشوارع بإعادة دمجهم فى المجتمع، من خلال تقديم الدعم النفسى والاجتماعى لبعض الأسر التى يمكن أن تكون إضافة إيجابية لرجوع الطفل لأسرته.
وأضاف أنه سيتم تقديم الدعم الفنى وبناء قدرات الأطفال فى بعض الحرف والمهارات لتمكينهم من الانخراط فى سوق العمل المناسب لسنه ولمهاراته وأيضا بما يناسب احتياجات سوق العمل، مشيرا إلى أنه سيدعم المشروع أيضا تنظيمات وشراكات مع الجهات العاملة فى هذا المجال للاستفادة من خبراتهم والعمل على إلحاق الأطفال وأسرهم بالخدمات المقدمة من خلال الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى واستكمال الجهود المبذولة، من خلال رؤية فريق عمل المشروع.
وأوضح السيد أنه كان هناك سابقة تعاون ناجحة بين المجلس القومى للطفولة والأمومة بالتعاون مع المعهد العربى لإنماء المدن، فى تنفيذ المسح الميدانى لحصر ودراسة أوضاع أطفال الشوارع بمحافظة القاهرة فى (مايو 2005).
وقال الدكتور نصر السيد الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، إن الهدف من ورشة العمل يكمن فى مناقشة نموذج التمكين الاقتصادى والاجتماعى والنفسى للشباب المعرضين للخطر والتوعية بالمعوقات الخاصة بإعادة دمجهم بالمجتمع واقتراح الحلول للخروج من النفق المظلم من رفض المجتمع لهم، والاعتماد على التوظيف والتدريب المهنى كمدخل لجعلهم مواطنين كاملى الأهلية ومن الأهداف الفرعية.
وأضاف أنه سيتم عرض محاور مشروع تأهيل، وتمكين الشباب فى وضعية الشارع وتمكينهم اقتصاديا واجتماعيا وإعادة دمجهم مع أسرهم والمجتمع وتوثيق مقترحات الخبراء فى تطبيق النموذج وعرض أهم مؤشرات الدراسة المسحية الخاصة برصد سوق العمل فى مصر والتعرف على التجارب المحلية والإقليمية فى مجال دعم وتمكين الشباب فى ظروف صعبة.
وأشار السيد إلى بعض الجهود التى بذلها المجلس فى التصدى لظاهرة أطفال الشوارع ومنها وضع الإستراتيجية القومية لحماية وتأهيل وإعادة دمج أطفال الشوارع التى تم إعلانها فى مارس 2003، ومشروع حماية أطفال الشوارع من المخدرات، وبرنامج أطفال فى خطر بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى.
وأكد أهمية الاتفاق على التصميم النهائى للنموذج وأهدافه ونتائجه ومنهجية وآليات التنفيذ، ومعرفة مؤشرات الدراسة المسحية الخاصة برصد سوق العمل فى مصر، ومعرفة التجارب المحلية والإقليمية فى مجال دعم وتمكين الشباب فى ظروف صعبة (الأطفال فى وضعية الشارع)، وأهم الصعوبات ومقترحات الحلول، وتحديد دور المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى توفير فرص التدريب المهنى والتمويل، والتشبيك بين الوزارات الحكومية والأهلية لتحقيق الاستمرارية فى المشروع.
من جانبه، قال الدكتور عبد السلام السليمان مدير برنامج الأطفال والشباب بالمعهد العربى لإنماء المدن أن المعهد بصفته الجهاز العلمى والفنى لمنظمة المدن العربية، يسعى إلى المساهمة فى حل المشاكل الحضرية للمجتمعات العربية من خلال تبنى نموذج العمل مع الحكومات المحلية والبلديات.
وأشار إلى أن المنظمة تضم فى عضويتها أكثر من 500 مدينة عربية ولا يرى المعهد المدينة بصفتها طرقا وأرصفة وخدمات مياه وصرف صحى، بل يراها مجتمعات عمادها الإنسان الذى يعيش ويتعايش فيها.
وأضاف السليمان أنه من هذا المنطلق اهتم المعهد بالجوانب الإنسانية فى المدينة وأولاها عناية خاصة، والأطفال والشباب والذين يمثلون مستقبل المدينة وحيويتها، والذين يشكلون اليوم أكثر من نصف سكان بعض المدن العربية.
ولفت إلى أن المعهد بالشراكة مع البنك الدولى ومنظمات إقليمية وعربية أنشأ برنامجا يهتم بالأطفال والشباب فى المدن العربية يسعى إلى النهوض بهؤلاء الأطفال والشباب خاصة الأقل حظا منهم والمعرضين للخطر فى هذه المدن، من خلال توفير آليات الدعم لهم وتأهيلهم ومساعدتهم على الانخراط فى عجلة التنمية الاقتصادية الاجتماعية.
وأشار السليمان إلى أنه لتحقيق ذلك يقوم البرنامج بدعم وتحفيز الشركاء المحليين للعمل على قضايا الأطفال والشباب، وإعداد البحوث والدراسات والمسوحات وتقييم البرامج ومراجعة السياسات المتعلقة بالأطفال والشباب، وإعادة إدماج وحماية الأطفال والشباب المتسربين من التعليم.
وأكد الدكتور عبد السلام السليمان مدير برنامج الأطفال والشباب بالمعهد العربى لإنماء المدن أن البرنامج يقوم أيضا بتزويد الشباب العاطلين عن العمل والمتسربين من التعليم بالتقنيات والخبرات والمهن الضرورية، وتطوير نماذج لبرامج عمل الشباب تعمل على ربط التعليم بأسواق العمل ووضع آليات لتقييمها، والمساهمة فى تطوير قدرات المؤسسات والجمعيات المعنية بقضايا الأطفال والشباب.
وفيما يخص نشاطات البرنامج فى مصر، أوضح أنه تم تنفيذ نشاطات عديدة بالشراكة مع محافظة القاهرة والمجلس القومى للطفولة والأمومة، خلال الفترة 2010-2012 فى التصدى لظاهرة أطفال الشارع فى القاهرة من خلال دراسة ظاهرة أطفال الشارع وإعداد دراسة تحليله لأدوار الشركاء المعنيين والمساهمة فى إنشاء شبكة المنظمات العاملة مع أطفال الشارع.
وقال إنه استكمالا لهذه النشاطات سيقوم برنامج الأطفال والشباب بتنفيذ أنشطة جديدة تتعلق بأطفال وشباب الشارع خلال عام 2013 فى القاهرة بالتعاون مع محافظة القاهرة والمجلس القومى للطفولة والأمومة ومنظمة إنقاذ الطفولة واليونيسيف.
وأضاف أن تلك الأنشطة تشمل تصميم وتنفيذ برنامج استرشادى لبناء قدرات شباب الشارع فى القاهرة (15-18 عاما) وربطهم بسوق العمل، على أن يتضمن ذلك تدخلا نفسيا اجتماعيا وآليات لمتابعة البرنامج وتقييمه، وإجراء مسح لسوق العمل للتعرف على القطاعات الاقتصادية الواعدة والفرص المتاحة لاستيعاب هذه الشريحة من الشباب ومعرفة المهارات المطلوب اكتسابها لتوظيفهم.
"قومى الطفولة" يتبنى نموذجاً إقليمياً لتمكين الشباب فى وضعية الشارع من حقوقهم
الإثنين، 28 يناير 2013 04:54 م