> يجب أن نكون ضد الذين يحجبون ملامحهم، رجالا كانوا أو نساء، لأنه لا يمكن أن أثق أو أتواصل مع شخص يعرفنى ويعرف تضاريس وجهى وأنا لا أعرف من هو؟، لقد اخترعوا بطاقات الهوية وجوازات السفر لكى يعبر الناس بملامحهم، أما الذين يحتفون بظهور ملثمين أو مقنعين لأنهم ضد خصومهم، فهم يبررون الخروج على القانون، ويمهدون لفوضى لا يعلم نتائجها إلا الله، «بلاك بلوك» يصرحون أن هدفهم مؤسسات الإخوان وليس الدولة، هم يحاولون استثمار الغضب الذى يعبئ الشارع لفتح باب الجحيم، المعجبون بهم يعتقدون أن ظهورهم سيفرمل طموح ميلشيات الإخوان وسيكسر شوكتهم، ولم يتحدثوا ولم يضغطوا من أجل تقنين وضع الجماعة الخارجة على القانون، والنضال السلمى من أجل تقديم بلطجيتهم إلى المحاكمة، بلاك بلوك كيان غامض، يطلق جملا تبدو نبيلة، ولكنه يخفى ملامحه، وسيدفع آخرين للقيام بالعمل نفسه، بدليل أن مجموعة فاشية جديدة أعلنت أنها ستشكل جماعة «كتائب مسلمون» لمواجهة الكيان الجديد، وأخطر ما فى الموضوع خروج ما يسمى بالمرصد الإسلامى (عبر صفحته على الفيس بوك) ويعلن «أن البلوك بلاك هى الذراع المدربة للكتيبة الطيبية التى ترعاها الكنيسة مباشرة، وتخضع لإشراف القس متياس نصر، وبعض أعضائها تلقوا تدريبات فى لبنان على حرب الشوارع، وهى لم تستخدم كل أسلحتها بعد...»، نحن على مشارف الجنون، أناس يعرفون معلومات عن الجماعة الغامضة، وبدلا من التوجه إلى الجهات المختصة وتقديم هذه المعلومات، يحولون الأمر إلى فتنة جديدة، فتنة مسلحة،فتنة باللحمة المفرومة، وكأن النسيج الوطنى المهترئ يحتمل مثل هذا الكلام الذى يجب أن يعاقب عليه القانون، يجب أن نتعامل مع البلوك بلاك على أنهم من الخارجين عن القانون لأننا لا نعرف من هم ومن يقف وراءهم، مثلهم مثل ميلشيات الإخوان وحازمون والأمر بالمعروف، ومثل أى شخص يقرر أن ينفذ القانون بنفسه.
> وزير الداخلية الجديد لا يتخذ قرارات ولكنه يأخذ تعليمات، وضع الداخلية مرة أخرى فى موقع خصومة مع الشعب، يعتقد أن الذين أتوا به سيفرحون به، لم يقرأ التاريخ (تماما مثل الرئيس)، هو جاء لقمع ثوار ذكرى الثورة، أطلق من غاز كريه فى الأيام الثلاث الماضية فى وسط القاهرة فقط ما يكفى قارة، من مات على يدى مرؤوسيه يفوق ما حدث فى عامين، وزير الداخلية الجديد ينتمى إلى الحرس القديم، ولم يفهم أن فى مصر ثورة، متعثرة ومنتكسة ومسروقة بالطبع، ولكنها وضعت مبارك والعادلى فى السجن، وأنها ستسترد عافيتها عاجلا أو آجلا، وتطيح بالذين أتوا به لقمع من قاموا بها، من الذين يموتون فى الميادين ويموت معهم جنود وضباط من أهلهم، كان ينبغى أن يكونوا معا.. فى مواجهة المستبد الجديد.
> عندما تحدث كارثة فى مصر، يتصل بى أصدقاء عرب وأجانب للاطمئنان، فى الماضى القريب كنت أقول لهم لا تصدقوا ما يصلكم من أخبار وأن الأمور على ما يرام، وأننا نعيش فى سلام، وما يحدث شىء طبيعى، وأتحدث - وأحيانا من وراء قلبى - عن الشخصية المصرية التى ترفض العنف، وربما أضرب أمثلة من التاريخ، بعضهم يستغرب ما أقوله ويأخذنى «على قد عقلى»، وأقدر له الاهتمام والاتصال، فى الأيام الفائتة التى يغرق فيها الدم شوارع بورسعيد والسويس، ويغطى الحزن بقية الخريطة، ويتسلل الغاز المسيل للدموع إلى غرف الأطفال، ويواصل الذين يحكمون الأكاذيب، ويستيقظ الرئيس المصرى بعد منتصف الليل ليغرد وينام، ويعارض المعارضون (نفسهم) فى التوك شو، ويطارد الخوف الذاهبين والعائدين من العمل، الأيام الفائتة جعلتنى أتوقف عن الرد عليه، لأنه لا يوجد عندى كلام.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
JACK
لا فض فوك
بس مين يسمع ومين يفهم!