قال الدكتور عمار على حسن، إنه حان الوقت لنطالب مجددًا بتدريس علاقة الأدب بالخطابات السياسية، وتحليلها، ومدى أهميتها، مشيرًا إلى أنه باعتباره خريج كلية سياسية واقتصاد لم يدرس علاقة الأدب بتحليل الخطابات السياسية، إلا أن ربيع الثورات العربية جعلنا فى أمس الحاجة لمتابعة التحليل الخطابات من وقت لآخر، فى ظل ندرة الأكاديميين المتخصصين فى هذا المجال.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم الاثنين، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين، لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، لمناقشة كتاب "بلاغة الحرية" للدكتور عماد عبد اللطيف، مدرس البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب جامعة القاهرة، وشارك فى المناقشة كل من الكاتب الدكتور عمار على حسن والكاتب نبيل عبد الفتاح، وأدار المناقشة الباحث مدحت صفوت.
وقال عمار على حسن: "أتصور أن الثورة دفعت الكثير من المتخصصين فى العلوم السياسية والأدبية، لأن يدخلوا لهذه الساحة علاوة على منتجى الفنون، لأن أى ثورة يكون فى ركابها يزداد الطلب عليها، سواءً من الجمهور العادى، أو المتخصصين، وقد كنا نتابع الدكتور عماد عبد اللطيف، يقدم تحليلاً إثر تحليل لكل خطاب سياسى نستمع إليه، ولهذا كان هذا الكتاب ضروريًا فى عالمنا العربى، لما له من أهمية فى دراسة البلاغة السياسية، وتحليل خطاباتها، وأثرها فى واقعنا، حيث لم يكتب للمحاولات التى دفعت لتدريس هذا القسم فى كلية العلوم السياسية النجاح، ولهذا وجب علينا أن نطالب بتدريس علاقة الأدب بالسياسة فى الكليات المتخصصة.
وأوضح "حسن" أن كتاب "بلاغة الحرية" يتضمن رصدًا هائلاً لكافة أشكال الخطابات السياسية ودرجاتها وتنوعها، من حيث الميادين والشاشات وخطابات الميادين الغاضبة المحتجة، وما يسمى بالخطابات "الفيسبوكية" و"التويترية"، وهو ما نشاهده من قدرة ووعى الشباب المتمرس على التعامل مع الواقع والإصرار على تحقيق رغبته وحرية.
وقال نبيل عبد الفتاح إن منهجية تحليل الخطاب فى الحقيقة معقدة جدًا، فى ظل وجود عدة خطابات يحتوى كل خطاب منها على عدة خطابات التى تحاول الكشف عما وراء هذا الخطاب، وما يبطنه من رسائل مهمة قد لا يلتفت إليها أحد، بالإضافة إلى أننا أما معضلة ندرة المتخصصين الأكاديميين فى التعامل مع تحليل الخطابات، فى الوقت الذى تكشف عنه هذه الخطابات عن قدرة هذه التيارات فى إدارة المرحلة القادمة وتعاملها مع أفق وتطلعات الشعوب بعد الربيع العربى، والرد على الخطابات حتى ولو بالمحاكاة الساخرة، كما يتناول أيضًا الخطاب الثورى الذى تنتجه الجماهير للرد على الخطابات الأخرى، وهو ما يكشف عنه هذا الكتاب الذى يتضمن العديد من الدراسات التى تفجر العديد من الخلافات فى تشكيل الوعى والإنتاج المعرفى، فيمنحه أهميته وضرورته فى وقتنا الحالى.
من جانبه عبر عماد عبد اللطيف عن سعادته بمناقشة كتابه الذى وصفه بالمتواضع بهذه الحفاوة، مشيرًا إلى أنه قضى ما يقرب من تسعة أشهر من أجل فهم من أين بدأنا، وإلى أين سنذهب، ولكى نستكشف موضع أقدامنا، ولهذا شعر بمدى المسئولية التى تقع على كاهله باعتباره متخصصا فى تحليل الخطاب، ومن هنا اتجه لجمع الخطب والنصوص التى أنتجها الربيع العربى، مشيرًا إلى أنه ركز فى كتابه على أكثر النصوص – فى ظنه – تأثيرًا على المصريين، وما مدى ما شكلته فى الكثير من مختلف أنواع الاستجابات، سواء من خطب مقابلة أو فنون تشكيلية مختلفة أيضًا، وكذلك أهم الشعارات والأيقونات والصور التى كان لها دور مهم فى حسم الجولة الأولى من الثورة المصرية، مشيرًا إلى أن النظام كان يحارب بالخطب والإشاعات، وكانت الثورة تحارب بالتهافات، مؤكدًا على أنه إذا أردنا أن نتعلم من الثورة، فعلينا أن ندرس ما أنتجته من خطب شتى، سواءً على الفضائيات أو فى العالم الافتراضى من مواقع التواصل الاجتماعى، وكذلك ما سماه فى كتابه "خطاب الصناديق" الذى أوضح أنه بدأ منذ تنحى الرئيس المخلوع "مبارك" ورافقتنا نتائجه حتى الآن، وكيف يبنى الإسلاميون خطاباتهم وكيف يتم تحديد توجهات المصريين فى الانتخابات فى الماضى والحاضر والمستقبل، وخاصة الحجج وأساليب الإقناع والتأثير للتصويت لصالحها، كما تناول أيضًا خطاب الشاشات التى رأى "عبد اللطيف" أنها حاولت كثيرًا أن تسقط الثورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة