الصحف الأمريكية: مصر تشهد إحباطا شعبيا متزايدا بشأن تحقيق العدالة، خبير أمريكى: العنف مؤشر على الطريقة التى انحسرت بها سلطة الدولة ويعكس أزمة سياسية عميقة
الإثنين، 28 يناير 2013 12:09 م
إعداد ريم عبد الحميد
كريستيان ساينس مونيتور:
العنف يكشف أزمة سياسية أثارها مرسى ولم تحل بعد.. خبير أمريكى: العنف مؤشر على الطريقة التى انحسرت بها سلطة الدولة ويعكس أزمة سياسية عميقة
قالت الصحيفة، إن موجة العنف الذى شهدته مدينتا بورسعيد والسويس فى الأيام الأخيرة هى عرض من أعراض أزمة سياسية لم تحل أثارها الرئيس محمد مرسى.. وأضافت أن هذا العنف الذى ينتشر فى مصر هو التحدى الأكبر على الإطلاق أمام الرئيس الذى تم انتخابه فى الصيف الماضى.
وتشير الصحيفة إلى أن مرسى أثار ردود فعل شعبية غاضبة عندما حاول تعزيز سلطاته وتهميش القضاء فى الإعلان الدستورى المثير للجدل الذى أصدره فى22 نوفمبر الماضى ثم دفع بدستور جديد من أجل التصويت عليه على الرغم من غضب المعارضة.. وصور وحزبه الوثيقة الدستورية باعتبارها طريق الاستقرار.
وتتابع الصحيفة قائلة: فى حين أن العنف فى بورسعيد منفصل عن الاحتجاجات المناهضة لمرسى فى المدن الأخرى، فإن المحللين يقولون إنه فى كلتا الحالتين يعتبر الاضطراب عرضا لأزمة سياسية لم تحل وشرعية متآكلة لمؤسسات الدولة.
ونقلت الصحيفة عن مايكل حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكية فى نيويورك اعتقاده أن هذا العنف مؤشر على الطريقة، التى انحسرت بها سلطة وشرعية الدولة ويعكس أزمة سياسية عميقة الجذور.. وأضاف حنا أنه سيكون من الصعب للغاية إعادة تأسيس السلطة لأنهم، أى حكام البلاد، من الإخوان المسلمين، يتصرفون من جانب واحد، والأدوات التى يوظفونها لمحاولة إعادة تأسيس السلطة هى أدوات قمع كانت ولا تزال تولد تأثيرا مزعزعا للاستقرار فى شكل احتجاجات وتعبئة جماهيرية.
ويتابع حنا قائلا، إن عملية صياغة الدستور، التى همشت المعارضة، وتم التصويت فيها على الوثيقة برغم الاحتجاجات ساهمت فى إضفاء الطابع المؤسسى على الأزمة السياسية.. ويعتقد حنا أن ما نراه هو بعض ثمار ذلك. لأن تلك العملية شابها الإحباط من أن الرئيس ليس قادرًا على تحقيق إصلاحات ملموسة أو تحسين فى حياة الشعب.
من جانبه، قال مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن مرسى يتعامل مع الوضع باعتباره أزمة أمنية وليس سياسية.. ولا يبدو أنه يرى هذا الأمر باعتباره مشكلة سياسية تتطلب تواصلا فعالا مع المعارضة والجماعات الثورية من أجل التفاوض على نهاية لهذا الموقف.. واعتبر السيد ذلك مؤشرا على فقدان مرسى الشرعية.. إلا أنه يشير أيضا إلى أن الاحتجاجات لم يتم الدفع لها من قبل المعارضة، بل هى كما يصفها انفجارات عفوية من السخط من جانب المواطنين العاديين.
واشنطن بوست:
مصر تشهد إحباطا شعبيا متزايدا بشأن تحقيق العدالة
تابعت الصحيفة بدورها تطورات المشهد السياسى فى مصر، وإعلان الرئيس محمد مرسى حالة الطوارئ فى مدن القناة الثلاث السويس والإسماعيلية وبورسعيد.. وقالت إنه فى قلب الأزمة التى تشهدها مصر يوجد إحباط شعبى متزايد بشأن تحقيق العدالة بعد عامين من سقوط مبارك.. فالمصريون من مختلف أنحاء الطيف السياسى يشكون من أن قوات الأمن المسيئة، التى كانت مزروعة فى حكم مبارك قد فلتت من العقاب على الجرائم، التى ارتبكت خلال الثورة ومنذ سقوطه.
وعلى الرغم من أن الاشتباكات فى بورسعيد حدثت ردا على الحكم فى قضية استاد بورسعيد، إلا أن مايكل حنا، الخبير بمؤسسة القرن يقول، إن أزمة المدينة تعكس تنامى استياء المصريين من مرسى وبطء وتيرة الإصلاحات.
ويؤكد حنا أن الشعب لم يعد لديه ثقة فى مؤسسات الدولة، ومستعد للتعبير عن الرفض من خلال العنف.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصراع الذى شهدته مصر الشهر الماضى على الشخصية الدينية لدستور مصر الجيد، والذى جعل النظام الإسلامى فى مواجهة المعارضة العلمانية والليبرالية قد أثر بشكل أكبر على الثقة فى مرسى.
وتابعت الصحيفة، إنه على الرغم من أن الرئيس فى خطابه أمس الأحد دعا إلى احترام أحكام القضاء، إلا أن المصريين يتعهدون بشكل متزايد على أخذ شئون العدالة بأيديهم بشأن الأحكام، التى تعتبر غير مرضية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كريستيان ساينس مونيتور:
العنف يكشف أزمة سياسية أثارها مرسى ولم تحل بعد.. خبير أمريكى: العنف مؤشر على الطريقة التى انحسرت بها سلطة الدولة ويعكس أزمة سياسية عميقة
قالت الصحيفة، إن موجة العنف الذى شهدته مدينتا بورسعيد والسويس فى الأيام الأخيرة هى عرض من أعراض أزمة سياسية لم تحل أثارها الرئيس محمد مرسى.. وأضافت أن هذا العنف الذى ينتشر فى مصر هو التحدى الأكبر على الإطلاق أمام الرئيس الذى تم انتخابه فى الصيف الماضى.
وتشير الصحيفة إلى أن مرسى أثار ردود فعل شعبية غاضبة عندما حاول تعزيز سلطاته وتهميش القضاء فى الإعلان الدستورى المثير للجدل الذى أصدره فى22 نوفمبر الماضى ثم دفع بدستور جديد من أجل التصويت عليه على الرغم من غضب المعارضة.. وصور وحزبه الوثيقة الدستورية باعتبارها طريق الاستقرار.
وتتابع الصحيفة قائلة: فى حين أن العنف فى بورسعيد منفصل عن الاحتجاجات المناهضة لمرسى فى المدن الأخرى، فإن المحللين يقولون إنه فى كلتا الحالتين يعتبر الاضطراب عرضا لأزمة سياسية لم تحل وشرعية متآكلة لمؤسسات الدولة.
ونقلت الصحيفة عن مايكل حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكية فى نيويورك اعتقاده أن هذا العنف مؤشر على الطريقة، التى انحسرت بها سلطة وشرعية الدولة ويعكس أزمة سياسية عميقة الجذور.. وأضاف حنا أنه سيكون من الصعب للغاية إعادة تأسيس السلطة لأنهم، أى حكام البلاد، من الإخوان المسلمين، يتصرفون من جانب واحد، والأدوات التى يوظفونها لمحاولة إعادة تأسيس السلطة هى أدوات قمع كانت ولا تزال تولد تأثيرا مزعزعا للاستقرار فى شكل احتجاجات وتعبئة جماهيرية.
ويتابع حنا قائلا، إن عملية صياغة الدستور، التى همشت المعارضة، وتم التصويت فيها على الوثيقة برغم الاحتجاجات ساهمت فى إضفاء الطابع المؤسسى على الأزمة السياسية.. ويعتقد حنا أن ما نراه هو بعض ثمار ذلك. لأن تلك العملية شابها الإحباط من أن الرئيس ليس قادرًا على تحقيق إصلاحات ملموسة أو تحسين فى حياة الشعب.
من جانبه، قال مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن مرسى يتعامل مع الوضع باعتباره أزمة أمنية وليس سياسية.. ولا يبدو أنه يرى هذا الأمر باعتباره مشكلة سياسية تتطلب تواصلا فعالا مع المعارضة والجماعات الثورية من أجل التفاوض على نهاية لهذا الموقف.. واعتبر السيد ذلك مؤشرا على فقدان مرسى الشرعية.. إلا أنه يشير أيضا إلى أن الاحتجاجات لم يتم الدفع لها من قبل المعارضة، بل هى كما يصفها انفجارات عفوية من السخط من جانب المواطنين العاديين.
واشنطن بوست:
مصر تشهد إحباطا شعبيا متزايدا بشأن تحقيق العدالة
تابعت الصحيفة بدورها تطورات المشهد السياسى فى مصر، وإعلان الرئيس محمد مرسى حالة الطوارئ فى مدن القناة الثلاث السويس والإسماعيلية وبورسعيد.. وقالت إنه فى قلب الأزمة التى تشهدها مصر يوجد إحباط شعبى متزايد بشأن تحقيق العدالة بعد عامين من سقوط مبارك.. فالمصريون من مختلف أنحاء الطيف السياسى يشكون من أن قوات الأمن المسيئة، التى كانت مزروعة فى حكم مبارك قد فلتت من العقاب على الجرائم، التى ارتبكت خلال الثورة ومنذ سقوطه.
وعلى الرغم من أن الاشتباكات فى بورسعيد حدثت ردا على الحكم فى قضية استاد بورسعيد، إلا أن مايكل حنا، الخبير بمؤسسة القرن يقول، إن أزمة المدينة تعكس تنامى استياء المصريين من مرسى وبطء وتيرة الإصلاحات.
ويؤكد حنا أن الشعب لم يعد لديه ثقة فى مؤسسات الدولة، ومستعد للتعبير عن الرفض من خلال العنف.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصراع الذى شهدته مصر الشهر الماضى على الشخصية الدينية لدستور مصر الجيد، والذى جعل النظام الإسلامى فى مواجهة المعارضة العلمانية والليبرالية قد أثر بشكل أكبر على الثقة فى مرسى.
وتابعت الصحيفة، إنه على الرغم من أن الرئيس فى خطابه أمس الأحد دعا إلى احترام أحكام القضاء، إلا أن المصريين يتعهدون بشكل متزايد على أخذ شئون العدالة بأيديهم بشأن الأحكام، التى تعتبر غير مرضية.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة