أكد الدكتور محمد البلتاجى رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامى، أن حل الأزمة الاقتصادية التى نعيش فيها الآن يكمن فى تطبيق الاقتصاد الإسلامى، والذى يتضمن مبادئ الحياة والشريعة الإسلامية، والتى يمثل أكثر من 95% منها مسائل اقتصادية.
وأوضع البلتاجى خلال المناظرة التى عقدت مساء أمس الأحد، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، أن هناك خمسة أسس يقوم عليها الاقتصاد الإسلامى تبدأ من البنوك الإسلامية، مشيراً إلى أن على مستوى العالم يوجد ألف بنك يعمل وفقا للشريعة الإسلامية، وذكر أنه عندما حدثت الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، كانت البنوك الإسلامية هى الوحيدة التى لم تتأثر بالأزمة، حيث إنها لا تتاجر بالديون، ولا تضارب بالعملات، بل تعتمد على الاقتصاد الحقيقى.
وانتقد البلتاجى، النظام الاشتراكى والرأسمالى، فى إداراتهما الاقتصادية، بأن كلا النظامين يتعاملان مع الديون والأزمات، وليس مع النظام الاقتصادى والتنمية، مما أدى إلى حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية، ولفت النظر إلى أن مصر جربت الكثير من الأنواع الاقتصادية، ولم تحقق التنمية والرخاء المطلوب، فالنظام الاشتراكى انهار فى 40 سنة وعاد بنا للتخلف، أما النظام الرأسمالى ففشل أيضا.
كما ذكر البلتاجى أن مبدأ الصكوك الإسلامية، يعنى إقامة مشروعات بتمويل من رجال الأعمال من أجل التنمية، ولهذا عدة شروط، ومنها عدم الحق فى بيع وشراء أى من مشروعات هذه الصكوك، مؤكدا أن الصكوك ليست ديونا على الدول، كما قيل فى وسائل الإعلام، وليست ملكية خاصة للأفراد، وإنما هى فقط أداة تمويلية واستثمارية، فمصر تحتاج إلى حلول غير تقليدية.
بينما قال محمود شرف إن المشهد مرتبك والبلاد تعانى أوضاعا متردية، خاصة على الصعيد الاقتصادى، لافتا إلى تحذير الخبراء من تردى الوضع الاقتصادى أكثر فأكثر، ملوحين بالإفلاس أحيانا، وتوقف عجلة الإنتاج أحيانا أخرى.
وأضاف: كل يوم يخرج علينا الاقتصاديون بأرقام قد تمثل عائقا أمام المواطن العادى فى فهم الوضع بشكل صحيح، إلا أن المواطن لا يحاول الوقوف أمامها كثيرا، حيث إن ما يعنيه أكثر هو كيفية الحصول على "لقمة العيش"، التى خرج المصريون من أجلها إلى ميادين مصر للمطالبة بـ"العيش والعدالة الاجتماعية"، ولكن بعد مضى عامين لم يظهر لنا أمل فى تحقيق هذه المطالب، وتساءل إلى أين نحن ذاهبون؟
من جانبه قدم الدكتور محمد جودة، الخبير المصرفى، عضو اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة، رؤيته حول الأوضاع الاقتصادية خلال الـ30 عاما الماضية قبل أن يتحدث عن الوضع الاقتصادى فى مصر بين الواقع والمستقبل، وقال: "لابد أن يعرف المصريون حقيقة الواقع الذى تمر به مصر الآن، مشيراً إلى أن البلاد تعرضت طوال الـ30 عاما الماضية لأبشع حالة من حالات النهب والسرقة لثرواتها حتى قامت ثورة 25 يناير، واستطاع الشعب أن يقتلع رأس هذا النظام.