تحت عنوان "الثورة مستمرة" قالت مجلة فورين بوليسى، إن مصر تشهد انهيارا بطيئا لنظام سياسى وحشى راكد. وأضافت أن الدراما السينمائية للمشهد المصرى كونت جمهورا عالميا يتوق إلى بطل ونهاية سعيدة.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن مصر فى خضم مواجهة مع الحداثة، التى سوف تستمر فى تحديد اتجاه البلاد بغض النظر عن الفاعلين الفرديين والأحداث السياسية الدرامية.
وتضيف فى تحليل كتبه تشارلز هولمز أن ما تشده مصر فى الذكرى الثانية للثورة هو مثال ساطع على الثورة غير المنتهية.
وتوضح أنه بعد عامين من الثورة، لا تزال وزارة الداخلية دون إصلاح وجراح سنوات من المعاملة الوحشية للمجتمع المصرى لم تلتئم بعد وإنفاذ القانون من قبل المدنيين يواجه مستقبلا غير محدد.
وسريعا ما كشفت جماعة الإخوان المسلمين نفسها باعتبارها ممثلا للنظام الاستبدادى المنكسر، لذا فإن ما نشهده حاليا هو احتضار للعصر الناصرى.
ويتابع الكاتب أن الرئيس محمد مرسى أظهر حرصه على الاحتفاظ بالسيطرة السلطوية على العملية السياسة مثل سلفه المخلوع، وفى تحرك فردى أصدر إعلانا دستوريا يمنحه سلطات واسعة جدا لتمرير دستور مثير للجدل.
وعلى شاكلة النظام القديم، يوظف الإخوان أعضاءهم لمواجهة المتظاهرين بالعنف، كما رأينا فى اشتباكات الاتحادية ديسمبر الماضى. ورغم أن مرسى تخلص من جنرالات المجلس العسكرى إلا أنه ضمن فى الدستور الجديد استقلالهم عن الرقابة المدنية واستمرار المحاكمات العسكرية للمدنيين.
وتقول المجلة إنه من الصعب أن نتصور كيف يمكن أن تتحرك مصر إلى عهد جديد بينما لا تزال المؤسسة العسكرية، التى تمثل الأساس التى قامت عليه السلطة فى الحقبة الناصرية، تهيمن على مرتفعات القيادة فى البلاد.
وتتابع المجلة أن نضال الليبراليين والعلمانيين لتثبيت أقدامهم على مدار العامين الماضيين هو نتيجة غير مباشرة للتراجع الفكرى فى مصر. وفيما يقف تدهور المؤسسات الأكاديمية وراء غياب الرؤى السياسية، فإن التدهور الموازى فى دور المؤسسات الدينية الرئيسية، ولاسيما جامعة الأزهر، مهد الطريق أمام صعود الأيديولوجيات الإسلامية الأجنبية. فالسياسات المصرية لم تصبح فقط أقل علمانية، ولكن أصبحت السياسات الإسلامية أكثر تطرفا وبعدا عن الطبيعة المصرية.
وتخلص فورين بوليسى إلى أنه فى الذكرى الثانية للثورة، تبدو حلول أزمة الحداثة فى مصر صعب التوصل إليها. فحكومة مرسى المحافظة لا تظهر سوى الاستبداد مثل سابقاتها، وقد فشلت المعارضة فى بناء تنظيم سياسى أو تحديد جدول أعمال، وفى الوقت نفسه يهدد الإسلاميون الأكثر تشددا بسحب مصر بعيدا جدا عن الحداثة أكثر مما هى عليه.
وتختم المجلة أن الأيام الـ18 للثورة التى أسقطت مبارك أثبتت أن مصر قادرة على تحقيق ما لا يمكن تصوره. واليوم تحتاج البلاد إلى الروح الشجاعة الأمينة التى ألهمت الشعب المصرى خلال هذه الأيام، فى سبيل وضع حد للنظام السياسى القديم الذى يحتضر بالفعل.
فورين بوليسى: الثورة مستمرة.. ومصر تشهد انهيار نظام سياسى راكد
الأحد، 27 يناير 2013 07:48 ص