غياب مرسى عن القمة الأفريقية يربك حسابات الوفد المصرى.. وزير الخارجية يجرى جولات مكوكية بدلا من الرئيس.. ويبحث العلاقات الثنائية ويعلن افتتاح الطريق البرى بين مصر والسودان ومزرعة مشتركة فى أديس أبابا

بدأت فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ظهر اليوم الأحد، أعمال القمة الحادية والعشرين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقى، بمشاركة أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة أفريقية، تحت شعار "الوحدة والنهضة الأفريقية"، فى ظل غياب الرئيس محمد مرسى بعد اعتذاره عن عدم الحضور، بسبب الأحداث الدامية التى تشهدها مصر على مدار الأيام القليلة الماضية، مما دفعه لندب وزير الخارجية محمد كامل عمرو لحضور القمة الأفريقية.

وتبحث القمة العشرون سبل دفع جهود التنمية فى القارة، وتعزيز التكامل الاقتصادى والتجارى بين دول القارة، وإعلاء مكانة المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتناقش أيضا سبل الحد من النزاعات المسلحة فى مختلف مناطق القارة، خاصة فى السودان وجنوب السودان والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالى.

وغياب الرئيس دفع وزير الخارجية، والذى يترأس الوفد المصرى المشارك بالقمة، لإجراء عدة لقاءات موسعة على هامش القمة، مع الوفد المصرى رفيع المستوى والذى يضم وزيرى الزراعة واستصلاح الأراضى الدكتور صلاح محمد، والموارد المائية والرى الدكتور محمد بهاء الدين، والسفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية.

والتقى وزير الخارجية مع كارلوس لوبيز السكرتير التنفيذى للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، وقال عن اللقاء "أعربت عن تقديرى للدور الهام الذى تضطلع به اللجنة فى مجال التنمية الاقتصادية لدول القارة الأفريقية، وأشرت إلى دور الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا فى نقل الخبرات المصرية إلى الدول الأفريقية فى العديد من المجالات، واهتمامنا بتفعيل التعاون بين اللجنة والصندوق لتعظيم عوائد التنمية الاقتصادية فى دول القارة".

وطالبت السكرتير التنفيذى للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا بزيارة القاهرة فى أقرب فرصة للاستفادة من الخبرات المتوفرة لدى المؤسسات المصرية المعنية بالتخطيط والإحصاء، وبما يدعم جهود اللجنة فى دفع الجهود التنموية فى القارة الأفريقية.

كما التقى وزير الخارجية مع ثابو مبيكى رئيس لجنة الاتحاد الأفريقى رفيعة المستوى حول السودان، وقال "نثمن جهود مبيكى ولجنته فى حل القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان، وتنفيذ ما يتوصل إليه الطرفان من تفاهمات واتفاقات، ونشدد على ضرورة أن يظل التعامل مع تلك القضايا فى إطار أفريقى، ونؤكد على استعداد مصر لمواصلة تقديم كل أشكال الدعم لمهمة مبيكى".

وقابل "عمرو" أيضا تادروس ادهانوم وزير خارجية إثيوبيا، وتناولت المقابلة تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وبالأخص الوضع الراهن، والتطلع لتعاون مشترك فى مجالات التجارة وتبادل الاستثمارات والتعليم، وبناء القدرات والزراعة والصحة، كما تم الاتفاق على إنشاء مزرعة مشتركة بين البلدين، وذلك علماً بأنه تم مؤخراً افتتاح القسم المصرى للكلى بمستشفى سان بول فى أديس أبابا.

وأكد "عمرو" أن افتتاح الطريق البرى بين مصر والسودان، فى غضون الشهرين المقبلين، سيسهم فى تعزيز التجارة بين مصر والسودان وإثيوبيا فى ضوء ما يحققه من ربط برى بين الدول الثلاث.

ومن ناحية أخرى، اتفق الوزيران على الإعداد لعقد الدورة الخامسة للجنة المشتركة بين البلدين، خلال العام الجارى، بحيث تتزامن مع مرور 85 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإثيوبيا، قائلا علاقتنا بإثيوبيا علاقة إستراتيجية بين بلدين محوريين فى قارتهما الأفريقية.

وتطرق الاجتماع كذلك إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، واتفق الوزيران على مواصلة التنسيق بين البلدين بهدف تقريب وجهات النظر بين السودان وجنوب السودان، وتحقيق انفراجة فيما يتعلق بالقضايا العالقة بين البلدين، قائلا إننا حريصون على البناء على العلاقات القوية التى تربطنا بجنوب السودان.

كما بحث وزير الخارجية تطورات الشأن الصومالى، والأوضاع فى منطقة القرن الأفريقى، واتفق الوزيران على عقد الجولة الثالثة لآلية المشاورات السياسية بين البلدين فى الفترة القادمة، وتحدث مع نائب وزير خارجية الصين حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادى، وتناول كذلك الملف السودانى، وقضية إصلاح وتوسيع مجلس الأمن.

وتبادل وزير الخارجية وجهات النظر مع مارك سيمون وزير الدولة البريطانى للشئون الأفريقية، حول تطورات الملفين الصومالى والمالى، كما التقى محمد بازوم وزير خارجية النيجر، وتحدثا حول تطورات الوضع فى منطقة الساحل والصحراء، وعلى رأسها الأزمة فى مالى وجذورها، قائلا "أعربت عن تطلعى إلى استقباله بالقاهرة خلال فعاليات القمة الإسلامية التى تستضيفها مصر مطلع فبراير القادم".